رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تعليم حكومي أو لغات.. «السبلايز» لا يرحم أولياء الأمور (فيديو)

فيتو

مع بداية الموسم الدراسي، تتحمل الأسر المصرية أعباء إضافية بسبب إفراط بعض المدارس في طلباتها من المستلزمات الدراسية أو ما يعرف بـ"السبلايز"، والتي لا يستخدم معظمها في الغالب، وكما يقول أولياء الأمور هي مثل "النيش في شنطة التلميذ"، ولم يقتصر الأمر على المدارس الخاصة بل وصل الحال إلى الحكومية منها ورياض الأطفال، ما يضطر أولياء الأمور في بعض الأحيان إلى الاشتراك في جمعيات لسد احتياجات مدارس أبنائهم.


«فيتو» التقت أمام محل بالفجالة إحدى الأسر التي تحسب على محدودي الدخل، حسب آخر إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في شهر يوليو الماضي فمتوسط دخل الأسرة 2500 جنيه شهريا، ويعمل عائلها سائق تاكسي وزوجته ربة منزل ولديهم 4 أبناء منهم 3 في مراحل التعليم المختلفة.

يقول الأب إنه حرص على تعليم أبناءه ولكنه وجد التعليم الخاص مكلفا جدًا ولكونه يعمل سائق تاكسي فلن يستطيع تحمل نفقاتهم واضطر إلى المدارس حكومية: "حتى متطلبات المدارس الحكومية دلوقت مكلفة جدا  فالكشاكيل بقينا بنجيب بالدستة مش زي الأول كنا بنجيب على قدنا دلوقت بقوا بيقولوا على حاجات لازم نجيبها".

لا ينتهي الأمر عند شراء الكشاكيل والأقلام فأصبح "السبلايز" جزءا لابد من شرائه أيضا للطالب فكل ولي أمر لا يريد أن يكون نجله أقل من أقرانه في الفصل: "إحنا بنجيب حاجات كتير اوي دلوقت طلبتها المدرسة ولازم ابني يبقى زي أصحابه في الفصل وهما بيكتبولنا عايزين إيه في ورقة وانزل هنا الفجالة اشتريها ليهم وكل حاجه بالدستة حتى الجلاد".

يضطر الأب للعمل ساعات إضافية ويواصل ليله بالنهار كي يكفي متطلبات الأسرة وسط الارتفاع المستمر في الأسعار وصعوبة المعيشة، ومن جهتها تحاول الزوجة توفير كل ما هو ممكن في منزلها بما هو متاح أمامها: "فيه حاجات بنعرف ندبرها زي الآيس بوكس ده مش بنجيبه إحنا بنحط لهم السندوتشات في أكياس عادية وعلى قد ما بنقدر نوفر في حاجات بنعملها".

وترى الزوجة أن مصاريف نجلها الذي يدرس في الصف الرابع الابتدائي يصل إلى 7 آلاف جنيه في العام ويتضاعف المبلغ بالنسبة لشقيقيه اللذين يدرسان في المرحلة الإعدادية والثانوية.

وعن كيفية تدبير مصاريف المدارس تقول الزوجة: "احنا مش بنحسب الفلوس وهندبرها إزاي وكل واحد عايز كتب ودروس لأن ربنا هو اللي بيدبرها لكن لو حسبنا مش هنعيش فإحنا مش بنحسبلهم لأن ده رزقهم والحمد لله على كل حال".

وطال الغلاء أصحاب الطبقة المتوسطة، من الذين يريدون تعليم أبنائهم بمستوى مناسب بإدخالهم مدارس خاصة منها العربي أو اللغات، ومن بينهم وجدنا شابا في الأربعينات من عمره يتجول داخل محال الفجالة يبحث رفقة نجله عن المطالب التي أعلنت عنها مدرسة اللغات عبر موقعها الإلكتروني التي يتعلم بها نجله.

ويرى الشاب الأربعيني أن متطلبات المدارس التجريبية والحضانة أصبحت مبالغا فيها في ظل ارتفاع الأسعار: "طلبات المدارس الخاصة والحضانة دلوقت بقت زيادة عن اللزوم.. أنا شاري كشاكيل واقلام لطفل في كي جي 2 بأكثر من 600 جنيه وأكيد مش هيستخدم كل ده لكن الحضانة طلبتها ولازم نجيبها".

وما إن انتهى الأب من مستلزمات حضانة نجله الصغير، حتى صدم بمتطلبات مدرسة نجله الأكبر والذي يدرس في الصف السادس الابتدائي بإحدى مدارس اللغات الخاصة التي أعلنت عن متطلباتها عبر موقعها الإلكتروني: "عندي ابني الكبير في 6 ابتدائي مدرسة خاصة لغات، وطالبين حاجات مبالغ فيها برضه لكن المفروض هيستخدموها ودلوقتى مع التطور والزمن بقى فيه الأيس بوكس اللي هي حرية شخصية للي عايز يجيبها لكن بنشتريها وكمان السبلايز لازم نجيبه عشان يكون إبني زي زمايله في المدرسة".

وعن حال الأب مع مستلزمات أبنائه وكيفية تدبيره يرى أنه على الرغم من الارتفاع الكبير للأسعار بعد تعويم الجنيه فهو أفضل كثيرًا من غيره: "أنا الحمد لله أحسن من غيري دا فيه بعض الأسر بعد زيادة الأسعار بقوا يعملوا جمعيات عشان دخول المدارس ويقدروا يجيبوا متطلبات مدارس أولادهم".

وكان اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أعلن في شهر 7 الماضي عن متوسط الدخل السنوي للأسرة المصرية خلال عام 2017 /2018 لتصل إلى 58 ألفا و900 جنيه سنويًا أي ما يقرب من 4908 جنيهات شهريًا.

كما وصل متوسط الدخل السنوي للشريحة الدنيا إلى 30.4 ألف جنيه سنويًا أي ما يقرب من 2533 جنيهًا شهريًا، فيما بلغت قيمة خط الفقر في مصر ٨٨٢٧ جنيها سنويا أي ما يعادل 735 جنيها شهريا، خلال عام ٢٠١٧-٢٠١٨.
Advertisements
الجريدة الرسمية