رئيس التحرير
عصام كامل

كليات الزراعة تعود من جديد.. إقبال متزايد من الطلاب على التخصص الزراعي.. ونقص الإمكانيات المشكلة الأبرز.. مطالب بوجود تكليف.. وتنظيم ندوات وقوافل للمزارعين لتوعيتهم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رغم أنها من أقدم الكليات، إلا أن كليات الزراعة تلعب دور الغائب الحاضر في خدمة المزارعين والعلمية الزراعية بشكل عام، حتى إنها كانت حتى وقت قريب طاردة للطلاب، وتراجعت حتى المرحلة الثالثة في تنسيق الجامعات.. فما السبب في ذلك، وكيف يتم استنهاضها لتلعب دورا إيجابيا ومؤثرا؟


عزوف الطلاب
الدكتور أحمد جلال، عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس، يرى أن كليات الزراعة كانت تشهد قديمًا عزوف الطلاب عن الالتحاق بها، وذلك لعدة أسباب منها عدم تسليط الضوء عليها والاهتمام بها، وكذلك الاتجاهات المختلفة التي كان يحددها المجتمع في كل فترة زمنية، فكان المجتمع يتجه في فترة إلى كليات القمة مثل كليات الطب والصيدلة وغيرها من الكليات، فكانت تعاني كليات الزراعة أحيانا من نقص وعزوف الطلاب الملتحقين.

وقال عميد كلية الزراعة جامعة عين شمس في تصريحات خاصة لـ"فيتو": إنه أصبح هناك اتجاها حكوميا يصب حول المشروعات القومية العملاقة والاتجاه الزراعي، والتي تتمثل في الصوب الزراعية، واستصلاح الأراضي لذلك نجد الآن إقبالا كبيرا من قبل الطلاب على الالتحاق بكليات الزراعة على مستوى الجمهورية، فأدى ذلك إلى ارتفاع الحد الأدنى للقبول بالكليات عن السنوات الماضية، مؤكدًا أنه يتم استحداث برامج جديدة بكليات الزراعة لجذب الطلاب، ومواكبة لسوق العمل المحلي والخارجي.

زيادة طلاب
وكشف "جلال"، عن أن كليات الزراعة أصبحت الآن تعاني من الزيادة في أعداد الطلاب، بعدما كانت تعاني من عزوفهم، فعلى سبيل المثال قدرة الكلية في استيعاب الطلاب هي 500 طالب فقط، ولكن بالعام الماضي تقدم 2985 طالبا وطالبة وكذلك بكل عام هناك زيادة عن القدرة الاستيعابية للكلية، فأصبحت تعاني على مدار الـ4 سنوات الماضية من زيادة أعداد الطلاب.

تحديات
وأوضح، أنه من التحديات التي تواجه كليات الزراعة في مصر في تلك الفترة هو عدم تناسب الأعداد مع الإمكانيات البحثية المتاحة، وكذلك النقص في الموارد والإمكانيات، مؤكدًا أن الكلية تتغلب على ذلك من خلال الموارد الذاتية، ودخل الكلية لزيادة الإمكانيات البحثية.

وأشار عميد كلية الزراعة إلى أن الكلية تعمل إنتاج المشاريع والأبحاث العلمية التي تساعد المزارع وتساعد في النهوض بالحالة الزراعية في مصر، موضحًا أنه تم إنشاء المعمل الدولي لتوفير مياه الري داخل أروقة الكلية، وهو الأول من نوعه في مصر، ويعمل على توفير المياه المستخدمة في الزراعة بأقل الإمكانيات وبطرق تكنولوجية حديثة، وذلك بالتعاون مع معهد البيئية جامعة نينجيشيا الصينية، ونعمل على نقل تلك الخبرات للمزارع المصري، وأكد أن التطور في الأساليب الحديثة التي تسعى الكليات لاستخدامها سينعكس بالإيجاب على الحالة الزراعية في مصر بشكل جيد إذا تم الاستفادة من تلك الخبرات بالشكل الأمثل سوف تتغير مصر للأحسن في الزراعة، وسيحدث طفرة.

تغيير الثقافة
فيما قالت الدكتورة إيمان العرجاوى، وكيل كلية الزراعة جامعة دمنهور: إن كليات الزراعة في الآونة الأخيرة شهدت إقبالا من قبل الطلاب بشكل كبير، وذلك نتيجة لتغير ثقافة ونظرة المجتمع لتلك الكليات واهتمام الدولة بها بعد توجهها نحو المشروعات العملاقة مما أدى إلى انعكاس ذلك حول ارتفاع مجموع تلك الكليات والتي تخطت هذا العام لـ90%، مؤكدة أنه سوف تكون كليات الزراعة من الكليات المتصدرة خلال الفترات القادمة.

وأوضحت "العرجاوى"، أن التكنولوجيا الحديثة ساعدت كثيرًا في عملية الإنتاج الزراعي وساهمت في عدم إرهاق المهندس الزراعي، وأصبح العائد لخريجي الزراعة مرتفعًا، وذلك بعدما كان خريج الزراعة منذ سنوات يعمل فقط كمدرس زراعي بالمدارس نظير أجر زهيد، مما أدى لإحجام وعزوف الطلاب عن الالتحاق بكليات الزراعة.

وأشارت إلى أن الكلية تعمل على مواكبة سوق العمل، وذلك من خلال ربط الجانب العملي بالجانب النظري، وممارسة الطلاب للجانب العملي على أرض الواقع، وبشكل أكبر وذلك من خلال مزرعة الكلية، موضحة أنه لم تكن تتوافر الإمكانيات والموارد الكافية لذلك، ولكن الكلية تغلبت على ذلك من خلال مواردها الذاتية، وبالتعاون مع الشركات المجتمعية لمساعدة الطلاب على التدريب.

وأكدت أن خريج كليات الزراعة بالأقاليم والمحافظات أكثر حظا من مثيله بكليات القاهرة؛ وذلك للطبيعة المحيطة به التي تساعده على تطبيق ما يدرسه على أرض الواقع، مشيرة إلى أن الكلية بها 8 معامل مجهزة بأحدث الأجهزة باجتهاد من أعضاء هيئة التدريس والموارد الذاتية ومن الصناديق الخاصة للكلية.

وعن استفادة المزارع من خريج كلية الزراعة قالت "العرجاوي": إن الكلية تعمل على مساعدة الفلاح من خلال تنظيم القوافل الزراعية المتنقلة والعيادات المتنقلة، والتي تضم نخبة من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بالنزول على أرض الواقع، حيث تعمل تلك القوافل على تشخيص الأمراض وتوزيع عينات مجانية من الأدوية والمبيدات، بجانب الندوات الإرشادية التي تنظمها أيضًا الكلية للمزارعين حول الطرق الحديثة التي من المفترض اتباعها بالزراعة والإجراءات الوقائية من بعض الأمراض التي تساعد المزارع في الحصول على أعلى محصول وتوجيه النصائح والإرشادات، وكذلك تنظيم ندوات داخل أروقة الكلية حول برامج التغذية الصحيحة للماشية، والإجراءات السليمة التي يجب اتباعها قبل الزراعة وأثناء الزراعة التي تجعله يتجنب الإصابة من الأمراض المختلفة وتحقيق محصول جيد.

تكليف
وطالبت بوجود تكليف لخريجي كليات الزراعة، وذلك للمساعدة على تشجيع الطلاب على الإقبال للالتحاق بكليات الزراعة، وتأثيره على الحياة العامة والإنتاج الزراعي بالشكل الصحيح من خلال الاستفادة وإعادته بالنفع على مصر، مؤكدة أنه لا بد من ربط البحوث الزراعية بالواقع العملي وذلك ما بدأت به الكلية بالفعل بحيث لا تكون متباعدة ومنفصلة عن المجتمع المحيط.

وأشارت إلى أن الكلية تعمل على حصر المشكلات الموجودة بالمجتمع، لإيجاد الحل الأمثل وتوظيف البحث العلمي لخدمة المجتمع، ونعمل ذلك من خلال تناول المشكلات على مستوى المحافظة بشكل خاص ثم بشكل أوسع على مستوى مصر، وأكدت أن أبواب الكلية مفتوحة أمام الفلاحين بالمحافظة دائما لاستقبال استفساراتهم ومشاكلهم التي من شأنها مساعدة الفلاح لإنتاج محصول جيد، وتقديم الحلول لهم دائما، وتوعيته في الاستخدام الآمن.
الجريدة الرسمية