رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الأودينية».. نسخة داعش في أوروبا.. ديانة جديدة تغزو عواصم الغرب.. وطقوسها تشبه «عبادة الشيطان».. إقبال كبير من النازيين الجدد على اعتناقها.. وتغذية الأفكار المتطرفة والعرقية أبرز

فيتو

«في جوف الليل يقف مجموعة من الرجال في المواجهة أمام بعضهم البعض، ممسكين بمصابيح مضيئة، يطلب زعيمهم القوة من إله قديم لمساندتهم في حرب عنصرية مقبلة».. قد يبدو ذلك المشهد لطقوس عبادة الشيطان الأمريكية الشهيرة بالقرن الماضي، ولكنه في الحقيقة مشهد يجري حاليًا في دول أوروبية مثل بريطانيا، عن طريق جماعة تدعى «Woden's Folk» رصدت الأجهزة الأمنية البريطانية قيامها بطقوس يقوم بها أفرادها وهم ملثمون، في مقبرة تاريخية بمدينة أوكسفورد شاير، بالإضافة إلى استخدامهم لصلبان معقوفة يضعونها على الأشجار المحيطة بهم.


إله الحرب
وتتكون تلك الجماعة من مجموعة من «الأودينيين»، وهم أشخاص يعبدون إله الحرب الإسكندنافية أودين، ولكنهم يستخدمون دينهم أيضًا لتمرير بعض الأفكار عن الجنس الآري، ورغم إنكارهم أنهم ينتمون للنازيين الجدد، إلا أنهم يستخدمون بعض الرموز والشعارات التي يستخدمها اليمين المتطرف.

وعلى الرغم من أن نظام ديانة الأودينيزم ليس قائمًا على معتقدات الكراهية، فقد أسس النازيون بعض الأسس الخاصة به في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي من أجل غرس ما يسمى بـ«قيمة المحارب» في نفوس كل مؤيدي الأحزاب النازية، وخلق جهاديين محتملين.

وتذكر صحيفة «ذا صن» البريطانية، أن «برينتون تارانت»، الذي قتل 51 شخصًا في إطلاق النار جامع «كرايستشيرش»، قال في بيانه الجامح قبل تنفيذ عمليته الإرهابية: «أراكم في فالهالا»، و«الفالهالا» هي الحياة الأخرى لأولئك الذين يموتون في القتال، بحسب الأساطير الإسكندنافية في نفس الديانة، كما أعلن «أندرس بريفيك» المسئول عن مذبحة العشرات من الأطفال في النرويج عام 2011م، أنه «أوديني».

معاداة السامية
ومن بين الأشخاص المرتبطين بجماعة «Woden's Folk»، شخص يدعى «جارون هيلم» وهو عضو سابق في جماعة «National Action» المحظورة في بريطانيا، وله سجل إجرامي سابق، حيث تعرض للحبس بسبب إرساله رسائل معادية للسامية إلى النائبة «لوسيانا برجر»، بالإضافة إلى «تروي ساوثجيت» الذي يكتب عن الأدب «الأوديني».

ويلاحظ بحسب الصحيفة البريطانية، تصاعد انتشار تلك الجماعة في أنحاء بريطانيا ونشاط عمليات تأدية طقوس الديانة «الأودينية» رغم أنها كانت قد اختفت منذ عقود، وتم تأسيس جماعة «Woden's Folk» في عام 1998م، على يد «جيفري دان»، وهو متقاعد كان يعمل في شركة «East Sussex».

طليعة الثورة الإنجليزية
وتصف الجماعة نفسها بأنها «طليعة الثورة الإنجليزية» التي ترغب في استعادة المواقع التي كانت تسيطر عليها بريطانيا قديمًا، ويرتبط حواللي 50 شخصًا بالجماعة داخل بريطانيا فقط، ويعقدون أربعة اجتماعات كل عام في مدن مختلفة، وتقول المدونة الخاصة بهم على الإنترنت أن مهمتهم:«استعادة الأراضي المقدسة من قوى الدمار.. والفخر بالأرض والشعب والدماء»، الأمر الذي وجه إليهم اتهامات بأنهم عنصريون ونازيون جدد رغم إنكارهم للأمر.

وتذكر مدونة تلك الجماعة أيضًا: «نحن نعارض المجتمع متعدد الأعراق حيث تتنافس نوعيات البشر المختلفة على شريحة من الكعكة في أمة متحللة بالأساس»، وفي مقولة أخرى على المدونة: «لقد أنتج هذا النظام الشرير -التنوع العرقي- جهنم تنتشر فيها الجريمة والعنف والانحراف والتخريب، لذلك سيطر أعدائنا على المواقع المقدسة المهمة داخل إنجلترا مثل سامر صانويند، وستون هينج وجلاستون بري».

وتتباهى الجماعة عبر مواقعها أنها أقامت طقوسًا عدة مرات في معهد «سميث» المقدس بوايلاند، المُدار من قبل مؤسسة التراث الإنجليزي منذ عام 1989م، إلا أن شخصًا يدعى «باتريك هيرماسون»، 26 عامًا، نجح في التسلل سابقًا إلى جماعات اليمين المتطرف في بريطانيا وأمريكا لفضحهم، أعلن أنه حضر حفلا لهؤلاء النازيين «الأودينيين» بمنتدى لندن، والذي يعد منظمة يمينية متطرفة تسيطر عليها نزعة تفوق البيض.

ويؤكد «باتريك» أنه سافر برفقة الجماعة إلى حقل خارج العاصمة البريطانية، حيث قاد شخص واحد بتجهيز عدد من النصوص الإسكندنافية القديمة، ممسكًا بيديه بوق للتحدث وكأس للشرب، ويتحدث بنوع من الجنون والهيسترية، لتبدأ الطقوس بينما يقف الجميع حوله في دائرة، وتبدأ تلاوة النصوص الإسكندنافية بصوت عال، ثم يتم ذكر جميع أسماء الإله «أودين» التي تتعدى المائة اسم، ويمر القائد على كل شخص من الحاضرين ويعطيه رشفة من الكأس ثم يرمى الجزء المتبقي على الأرض.

وحاول «باتريك» أيضًا تشكيل صداقات مع مجموعة من النازيين الجدد حول العالم من أجل تحديد قياداتهم المجهولة، والكشف عن الروابط بين الجماعات التي تتبنى نفس الفكر، ويقول إن اللجوء إلى الديانة الأودينية يشكل دعاية روحية ملائمة للمُثل العليا المظلمة لليمين المتطرف حول العالم».

ويضيف: «إنهم لا يحبون الديانة المسيحية. المسيحية هي ديانة مساواة، ومتسامحة للغاية بما لا يتفق مع أفكارهم» وتسعى تلك المجموعات إلى تمجيد الجنس الأبيض «الآري» عن جميع الأجناس الأخرى، وينتمي أغلبهم إلى الدول الإسكندنافية، ويضيفون إلى أنفسهم سمات أسطورية غير موجودة تميزهم عن الآخرين.

ويوضح «باتريك»: «النازيون الجدد اختطفوا الديانة الأودينية لجعل أتباعهم أكثر عنفًا وتمجيد ما يسمونه باملوت المحتوم في الحرب، فيكون لديهم القدرة على تبرير استخدام العنف عند إضافة عناصر دينية له، أشبه بما يروجه داعش لعمليات الاستشهاد والموت من أجل قضية وهمية» وتعد الديانة «الأودينية» محاولة لإعادة بناء معتقدات الوثنيين في عصر ما قبل المسيحية، ويركز على أساطير شعوب أوروبا الشمالية بما فيهم الأنجلوسكسونيين، ورغم أنهم يعبدون عدة آلهة إلا أن «أودين» يعد مركز معتقداتهم، وهو مرتبط بالعديد من الرموز في معتقداتهم مثل الحرب والحكمة والموت والنصر، وعلى الرغم من ممارسة الكثيرون لتلك الديانة كنوع من التدين فقط لا علاقة له بالعرق، فإن عدد آخر جعل الأفكار العنصرية ممارسة ضرورية داخل الديانة.

"نقلا عن العدد الورقي..."
Advertisements
الجريدة الرسمية