رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ونحن أيضا غاضبون من علماء مصر !


دشن مجموعة من أساتذة الجامعات حملة بعنوان علماء مصر غاضبون، وانتشرت الحملة على مواقع التواصل في هيئة هاشتاج يدعو الناس للتعاطف معهم، وذلك لسوء حالتهم المادية كما يزعمون، وقد أسهب البعض في وصف حالة التردى المالى الذي وصل إليه حال هيئة التدريس بالجامعات المصرية (الحكومية)، ولكن للأسف لم تلق الحملة ولا الهاشتاج تفاعلا يُذكر من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى.


بل إن قدر التعاطف معها انقلب إلى غضب ممن أطلقوا على أنفسهم علماء مصر للأسباب الآتية :
- هناك سوء علاقة وتربص من كثير من أساتذة الجامعات الحكومية بالطلاب، وخاصة الفقراء منهم، فمن لا يشترى كتاب مدرس المادة حتى وإن كان مدرسا مساعدا أو حتى معيدا في أولى درجاته الأكاديمية، يتم تهديده بالرسوب في المادة والبقاء في السنة الدراسية المقيد فيها حتى يرضى عنه السيد الأستاذ!

- أغلب الكتب التي يفرضونها على الطلاب قد عفى عنها الزمن ولا تجارى التطور العلمى والتقنى الحادث في العلم، وأغلبها منقول أو مسروق من سابقين، ورغم ذلك يتم فرضها فرضا على الطلاب، ثم التهديد لمن يجرؤ على انتقاد ذلك من الطلاب، وأسهل كلمة قبيحة ومتدنية مشهورة بين الطلاب وممن يطلقون على أنفسهم (علماء مصر) هي.. هات الكارنيه بتاعك!

- لا يتوقف الأمر فقط عند مهزلة الكتاب الجامعى وتهديد بعض الأساتذة للطلاب، واستبدال دور الأستاذ الجامعى المعلم القدوة بدور الفتوة، بل إن التعيين في الجامعة يتم في أحيان كثيرة لأقارب الأستاذ، ويمكنك الدخول لموقع كثير من الجامعات لتجد الوراثة واضحة جدا، فالأب هو رئيس القسم وزوجته أستاذ معه، وابنته الكيوت معيدة، وابنه الصغير محجوز مكانة بحرمان النبهاء والأذكياء من التعيين انتظارا لقدوم الكتكوت ولى العهد من المرحلة الثانوية أو أولى جامعة إلى عزبة بابا وماما وتانت كمان!

- أما عن مهازل الاختبارات الشفهية، وخاصة في كليات القطاع الطبى، فيمكنم سؤال أي طالب وطالبة عن المساخر التي تحدث لهم من فئة ليست قليلة من علماء مصر!

فهناك من يضع أسئلة تعجيزية للطلاب المتفوقين والموهوبين خشية تفوقهم على أبنائهم أو أبناء أقاربهم، وهناك من يحضر فقط ويبتسم له الأستاذ لعلاقة ما ويحصل على أعلى الدرجات، وأنماط فساد كثيرة في أماكن يفترض أنها تقدست بالبحث العلمى وخدمة البشرية !

- تكتمل منظومة الفساد عند بعض الأساتذة الموقرين أصحاب الهاشتاج في كنترول القسم، أو بالمعنى المفهوم للجميع، عند تصحيح أوراق الطلاب، فكم من طالب تم ظلمه عمدا أو استهزاءً بمستقبله على يد عالم من علماء مصر وهو في المصيف أو في القسم أو حتى داخل بيته، والمقزز أن بعض (العلماء الغاضبين) الأجلاء يفتخر بذلك وسط طلابه في محراب العلم وداخل مدرجات الجامعة!

ورغم كل ما سبق، فإننى ولا غيرى، ينكر على أي مصرى مطالبته بالعدالة في الأجور، ولكن دون تمييز على أساس وهمى وصفات اعتبارية لا تمت للحقيقة بصلة، وأهمس في أذن الأصدقاء من العاملين بالجامعات أن رواتبكم أعلى بكثير من المعلمين في التعليم العام، وهم أيضا يقومون بعمل أكثر صعوبة منكم ودون أدنى حرية في التعامل مع الطلاب..

هناك فئات كثيرة يحق لها المطالبة بإصلاح حقيقى في الأجور بعيدا عن الوزرات المحظوظة المعروفة، وقطاعات البنوك والبترول والكهرباء والاتصالات والماء.. طالب بالعدل للجميع حتى يحترمك الناس ويقدرون نبل مقصدك لتصبح عالما بحق، أو على الأقل عالما بمن حولك يا أستاذ!
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية