رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تفاصيل قصة حب حتى الممات بين "ثناء وعمر".. سيدة "نجع القطط" بقنا عاقر والطفل بمثابة "ابنها الذي لم تنجبه".. عكفت على تربيته ولازمها "زي ظلها".. وكيلو دهب يكتب نهايتهما داخل حفرة واحدة بـ"حوش مواشي"

ثناء والطفل عمر
ثناء والطفل عمر

كشفت تفاصيل واقعة العثور على جثتي سيدة وطفل متحللتين وفي حالة تعفن تام بنجع القطط التابع لقرية الزوايدة غرب النيل بقنا، عن قصة حب وغريزة الأمومة عند السيدات، رغم أن هذا الطفل لم يكن ابنها.


وقصة حب الطفل عمر وربة المنزل ثناء، كانت تترعرع يوميا رغم أن السيدة لم تحظَ بإنجاب الأطفال وكان عمر بالنسبة لها "ابنها الذي لم تنجبه" فهي التي قامت على تربيته، وهو تعلق بها وكان يرافقها في كل مكان، حتى في الموت لم يفترقا.

وقصة السيدة والطفل ستتذكرها الأجيال بحلوها ومرها والتي كتب نهايتها يوم السابع والعشرين من شهر رمضان الماضي، حيث خرج الاثنان كعادتهما لإطعام وسقي المواشي الموجودة في الحوش المجاور للمنزل، مر الوقت كثيرا حتى مغيب الشمس، وتغيب الاثنان والجميع خرج للبحث عنهما، وعادوا دون جدوى، ومن هنا بدأت رحلة البحث التي انتهت أول أمس بالعثور على جثتيهما متحللين أسفل صبة خرسانية.

مشغولات ذهبية
وقال أحد أهالي النجع، إن السيدة كانت ترتدي كمية كبيرة من المشغولات الذهبية يصل وزنها قرابة كيلو جرام، ولم يعثر على شيء منها بعد العثور على جثتها، وكان عمر بالنسبة لها الطفل الذي لم تنجبه.

وتابع: "الطفل ذهب للسيدة قبل اختفائهما مباشرة في منزلها وعندما لم يجدها أخذ في البحث عنها حتى وجدها داخل زريبة المواشي التابعة لعائلتها لإطعام وسقي المواشي كعادتها".

وأشار إلى أن أهالي الضحايا كانوا دائمي البحث عنهما في كل مكان، ولم يفقدوا الأمل في العثور عليهما، وكانت مأساة حقيقية بالنسبة لهم خاصة بعد طول فترة البحث عنهما.

موكب جنائزي
وكتب أواخر شهر أغسطس النهاية المأساوية لقصة الحب التي جمعت بين السيدة والطفل، حيث عثر على جثتيهما متحللتين وفي حالة تعفن تام تحت صبة خرسانية لتكتسي قرية الزوايدة بالسواد حزنا على السيدة والطفل والطريقة التي قتلا بها، وخروج جثمانهما في موكب جنائزي تحفه الملائكة، من مشرحة مستشفى نقادة المركزي، عقب انتهاء الصفة التشريحية للجثامين.

ورفض أهالي الضحايا إقامة واجب العزاء، حتى يتم استرداد حقهما، وتقديم مرتكبي الواقعة للعدالة لنيل جزائهم.

حبال حول الرقبة
وكشف مصدر أمني، بمديرية أمن قنا، عن معلومات جديدة في الواقعة، مؤكدا أن السيدة كانت صائمة وقت اختفائها من المنزل وقبل العثور على جثتها بصحبة الطفلة.

وأضاف المصدر، أن السيدة كانت معتادة ملء المياه لتسقي للماشية الموجودة بالحوش الخاص بأحد أفراد عائلتها، ونوه إلى أن بعض المصادر أكدت أن السيدة والطفل خرجا معا في نفس التوقيت لإطعام وسقي الماشية.

وأشار المصدر، إلى أن الأهالي عثروا على السيدة والطفل مدفونين في حفرة واحدة داخل غرفة جانبية بحوش للمواشي بالقرية ملك "أ.ع"، وعليهما كميات من خرسانة الصب، خلال عمليات البحث.

وأكد مصدر أمني أن الجثمانين كانت تحوطهما الحبال على الرقبة مما يرجح أنه تم خنقهما، مشيرا إلى أن السيدة كانت صائمة في هذا اليوم.

وأوضح المصدر، أن الأهالي كانوا يبحثون في الأحواش المجاورة عنهما وعندما بدأت الروائح الكريهة تفوح بدأت الشكوك تحوم حول الحوش الذي عثر فيه على جثتهما وهو ما دفعهم إلى الحفر حتى عثر عليهما وتم إبلاغ الشرطة.

أقارب الطفل
"كان يحبها كوالدته وهي التي قامت بتربيته منذ الصغر، وكان يرافقها كظلها حتى ظن الكثير أنه ابنها".. بتلك الكلمات بدأت أحد أقارب الضحية حديثه لـ"فيتو" وقال: "كنا نبحث عنهما في كل مكان حتى ظننا أنها سافرت به إلى مكان مجهول، وقمنا بفحص كاميرات المراقبة الموجودة بالمنطقة وفي كل الأماكن التي كان يذهبان إليها معا".

وتابع: "عمر كان محبوبا من الجميع ووالده كان قادما من السعودية في إجازة، وظل يبحث عنه، وكان يخشى أن يكون حدث له مكروه وتمنى في آخر اللحظات أن يصل إليه حيا أو ميتا، ليدفن جثمانه بيده".

دفن جثامين ضحايا نجع القطط بقنا دون واجب عزاء

يذكر أن أجهزة الأمن بمحافظة قنا، نجحت في العثور على جثتي سيدة وطفل، متغيبين عن قرية الزوايدة منذ شهر رمضان الماضى، داخل أحد المنازل المهجورة، على بعد أمتار قليلة عن منزل الضحيتين وعثر عليهما مدفونين أسفل صبة خرسانية وما زالت قوات الأمن تفرض طوقا أمنيا على مكان العثور عليهما.

وكان أهالي الفقيدة وتدعى "ثناء ج ال" والطفل "عمر ج ه" أبلغوا بغيابهما منذ رمضان الماضى وهم من سكان قرية الزوايدة غرب النيل بقنا.
Advertisements
الجريدة الرسمية