رئيس التحرير
عصام كامل

تحدي الـ250 ألف فصل.. تكلفة الواحد منها تصل إلى نصف مليون جنيه.. و"الأبنية التعليمية" تطلب دعم القطاع الخاص.. 6 شروط لإنشاء مدرسة.. وتكلفة أدوات البناء مشكلة التنفيذ الأولى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحدٍ كبير تواجهه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ممثلة في الهيئة العامة للأبنية التعليمية فيما يتعلق بملف الإنشاءات المدرسية لإنشاء ٢٥٠ ألف مدرسي خلال فترة زمنية قصيرة، للقضاء على أزمات ارتفاع كثافات الفصول ومواجهة الكثافة السكانية وإيجاد مكان لكل طفل يبلغ سن الإلزام في التعليم، وحل أزمة مدارس الفترات الممتدة، والمتمثلة في المدارس التي تعمل فترتين، وأخرى في بعض المناطق تعمل ثلاث فترات، وتغطية جميع أنحاء الجمهورية بالمدارس اللازمة.


مكان لكل طفل
ويعد ملف الأبنية التعليمية من أخطر الملفات التي تعاني منها العملية التعليمية؛ لأن إتاحة مكان لكل طفل لكي يتعلم واحد من الأحلام الكبيرة، وإنجازه كفيل بحل العديد من الأزمات التي تواجه الوزارة، ووفقا لتصريحات رسمية من المتوقع أن يدخل الخدمة التعليمية أكثر من ١٧ ألف فصل دراسي جديد هذا العام من إنشاءات هيئة الأبنية التعليمية، بخلاف مئات الفصول في المدارس الخاصة.

ورغم ذلك ما زالت دواوين الوزارة والمديريات والإدارات التابعة لها تعج بطلبات قبول الأطفال فوق الكثافة، وبرغم ارتفاع ميزانية الأبنية التعليمية من 1.2 مليار جنيه إلى 6.7 مليار جنيه إلا أن الأزمة ما زالت قائمة في ظل ارتفاع تكلفة البناء والعديد من الأزمات الأخرى التي تواجه ملف المباني المدرسية.

وتؤكد مصادر بوزارة التربية والتعليم أن الوصول للهدف المنشود بإنشاء ٢٥٠ ألف فصل مدرسي يحتاج إلى تضافر جهود المجتمع المدني، ورجال الأعمال مع أجهزة الدولة؛ وأنه من المستحيل القيام بهذا العبء من قبل الأبنية التعليمية بمفردها، في ظل ارتفاع تكاليف الإنشاءات والتجهيزات المدرسية، لافتة إلى أن الفصل المدرسي يتكلف إنشاء وتجهيزات نحو نصف مليون جنيه، وهي قيمة ضخمة تزيد من حجم التحديات التي تواجهها الوزارة في هذا الملف.

60 ألف فصل
المصادر ذاتها لفتت إلى أن الوزارة باتت في حاجة ملحة لإنشاء ٦٠ ألفا و٨٤٠ فصلا لمواجهة ارتفاع الكثافات داخل الفصول وإنشاء ٥١ ألفا و٦٥٤ فصلا للقضاء على أزمة الفترات الممتدة (الصباحي والمسائي) وكذلك إنشاء ٣٥ ألفا و٦٨٠ فصلا في القرى والمناطق المحرومة من المدارس، وإنشاء ٣١ ألفا و٧١٢ فصلا لاستيعاب الأطفال البالغين ٤ سنوات في رياض الأطفال، وإنشاء ١٩ ألفا و٤٦ فصلا للقضاء على أزمة المدارس المؤجرة والمدارس المغلقة، وكذلك تحتاج الوزارة إلى إنشاء ١٢ ألفا و٣٤٠ فصلا مدرسيا لحل أزمة الفصول المتهالكة التي تحتاج إلى هدم وإعادة إنشاء (إحلال وتجديد) وتحتاج أيضا إلى إنشاء ١٠ آلاف و٨١٥ فصلا لطلاب التربية الخاصة (الطلاب ذوي الإعاقة) كما تحتاج الوزارة إلى ١٧ ألف فصل سنويا بسبب أزمات زيادة أعداد الطلاب المتقدمين للدراسة وهي زيادة سنوية متكررة.

الإمكانيات الفنية
اللواء يسري عبد الله مدير الهيئة العامة للأبنية التعليمية، أكد أن الهيئة تمتلك الإمكانيات الفنية التي تؤهلها لتجاوز تحدى الـ٢٥٠ ألف فصل مدرسي شريطة توافر القطع الصالحة للإنشاء والتمويل اللازم سواء من الدولة أو مؤسسات مجتمع مدني أو رجال أعمال.

ولفت "يسري" إلى أن الهيئة خلال العام الماضي حققت إنجازا كبيرا بإنشاء ٣٠ ألف فصل مدرسي في عام واحد، وكان أكبر رقم قد تم تحقيقه طوال العقود الماضية لا يتجاوز ٨ آلاف فصل مدرسي في العام، وأوضح مدير هيئة الأبنية التعليمية أن إنشاء أي مدرسة يمر بثلاثة مراحل، الأولى هي مرحلة التخطيط واختيار الموقع، وهناك ٦ اشتراطات لتحديد الموقع المناسب تبدأ بدراسة مدى الاحتياج لإنشاء مدرسة جديدة في منطقة بعينها.

وهذا يفسر السبب في رفض الإنشاء على بعض قطع الأراضي المتوفرة، لأنه يتم توفيرها في مناطق ليست بحاجة إلى إنشاء مدارس، وبعد دراسة مدى الاحتياج يتم احتساب مساحة الموقع وتحديد شكله، وذلك يساعد الهيئة في معرفة الطاقة الاستيعابية للمبنى المدرسي فيما بعد، ثم مراعاة مسافات السير ونطاقات الخدمة المقررة لكل مرحلة تعليمية، واستعمالات الأراضي المحيطة، والمحظورات التي يجب تفاديها عند اختيار موقع المباني التعليمية، ثم تحديد المستندات التي يتم استيفاؤها للإنشاء.

التصميم المعماري
وبعد ذلك تأتي مرحلة التصميم المعماري للمبنى المدرسي، وتشمل تصاميم المبنى التعليمي والأفنية والفراغات المفتوحة والملاعب والأسوار والبوابات والمرافق وتحاط جميعها بسور واحد. وبعدها تأتي مرحلة الطرح والإسناد للتنفيذ، وأضاف: "إنشاء المدرسة لا يقتصر على المباني فقط لكن هناك تجهيزات مهمة للغاية تشمل الديسكات والمقاعد والسبورات وغير ذلك من الأمور النمطية، والمدارس الجديدة تعتمد فيها الهيئة تصاميم جديدة لكافة أنواع الأثاث المباني التعليمية والإدارية.

وكذلك تصاميم جديدة لغرف الأنشطة، وبجانب ذلك هناك التجهيزات المعملية وتعني تجهيز معامل للعلوم ومعامل الوسائط (المشاهدات) ثم تأتي التجهيزات الفنية مثل غرف النشاط الفني وغرف المجالات الزراعي والصناعي بجانب تجهيز احتياجات مدارس التربية الفكرية والمدارس الفندقية لها تجهيزات خاصة، وكذلك مدارس التعليم الفني وتجهيزاتها مختلفة تماما عن تجهيزات مدارس التعليم العام، وبخاصة في الورش، وكل هذا يختلف عن تجهيزات رياض الأطفال، ويتم التعاقد مع الشركات والمصانع المتخصصة في التجهيزات المدرسية على عمليات التصنيع والتوريد.
الجريدة الرسمية