رئيس التحرير
عصام كامل

متى تنتهي أسطورة محمد رمضان؟.. "فرويز": مستمرة باستمرار الانهيار الثقافي.. أستاذ إعلام: ما يحدث نتاج لانهيار القيم وغياب الإعلام التنويري والتوعية.. وداعية سلفي: لهوٌ محرم

محمد رمضان
محمد رمضان

أثار الفنان محمد رمضان خلال الأيام الماضية جدلا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد حفلته الأخيرة بالساحل الشمالي، التي أقيمت مساء يوم الجمعة الماضي، وذلك بحضور نحو 50 ألف شخص.


وسادت حالة من الغضب والاستياء بين نشطاء موقع التواصل الاجتماعي، بسبب تصرفات الفنان محمد رمضان، وذلك بعد نشر صور له من الحفل، منها سجوده خلال الحفل والملابس غير اللائقة التي ارتداها، والمخاوف من تأثير ذلك على الشباب المصري الذي يقلد الفنان في طريقة لبسه، وفي تصرفاته وأفعاله من خلال أعماله الفنية.

ومن جانبه، أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن أسطورة الفنان محمد رمضان، وما يقدمه هو وغيره، لن تنتهي طالما الانهيار الثقافي مستمر في مصر.

وقال "فرويز": إن مصر تعرضت لموجات تدمير الهوية المصرية إثر نكسة ٦٧، وهجوم التدين المتشدد بعد نزوح المصريين للعمل بالخليج.. وكذلك الانفتاح الاقتصادي المدمر في ظل غياب الوعي الثقافي، مما أدى إلى انهيار قيمي، وأخلاقي، وازدواجية دينية، وانهيار في العلاقات الاجتماعية، سواء داخل الأسرة أو المجتمع، وانتشار المخدرات.

وكشف جمال فرويز، أنه في حال النهوض بالثقافة في المجتمع وبالذوق العام، سوف نتخلص مما يقدمه محمد رمضان وغيره، ممن يسيئون لمصر عن طريق خطة ممنهجة من خلال الأزهر، الكنيسة، ووزارات الشباب، والتعليم، والثقافة، ووسائل الإعلام.

فيما علق الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، على حفلة الفنان محمد رمضان، وتقليد الشباب له، بأن شباب هذا الجيل لا ذنب له فيما وصل إليه فهو نتاج لعدم الاهتمام بالتربية لانشغال الأب والأم بما هو خارج الأسرة لتوفير حياة كريمة لأطفالهم، فيما يظنون، مما نتج عنه مشكلات أسرية عديدة أدت لارتفاع معدلات الطلاق، وغياب منظومة تعليمية حقيقية، وغياب ثقافة وفنون راقية، ومنظومة إعلامية لا تمارس دورا حقيقيا في التنوير والتوعية.

وأوضح أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أنه إذا أراد المجتمع تغيير الشباب نحو الأفضل فلا بد من تقديم فن راقٍ، وثقافة راقية والاهتمام بالتربية، والتعليم، والثقافة، والإعلام، مؤكدًا أن هذا الجيل من الشباب هو من يملك القيادة مستقبلا.

بلاغ للنائب العام ضد الفنان هاني شاكر بسبب حفل محمد رمضان

فيما هاجم سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، الفنان محمد رمضان، مؤكدًا أنه لا يجوز له سجود الشكر بعد الغناء، زاعمًا أنه من المعصية أن يسجد الإنسان شكرًا على المعصية.

وتساءل "عبد الحميد": "هل يُشكر الله على ارتكاب المحرم؟!"، مردفا: "عليه أن يندم ويتوب ويستغفر الله، فسجدة الشكر تكون بسبب تجدد نعمة، أو اندفاع نقمة، والرسول، صلى الله عليه وسلم، كان إذا جاءه أمرٌ يُسَرُّ به خرَّ ساجدًا لله عز وجل".

وتابع: "محمد رمضان لم تحدث له نعمة، بل حدثت له نقمة وغناء ورقص وانحلال، وسط نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، واختلاط الرجال بالنساء وفسوق وعصيان"، مردفا: "هذا من اللهو محرم الذي نهانا الله عنه"".

وفي السايق، قدم أيمن محفوظ، المحامي، بلاغا للنائب العام، المستشار نبيل صادق، ضد الفنان هاني شاكر، نقيب المهن الموسيقية، بسبب حفل الفنان محمد رمضان الأخير.

وجاء في البلاغ أن رمضان أقام حفلا لغناء المهرجانات على الرغم من أن نقابة المهن الموسيقية أصدرت قرارا حذرت فيه جميع الهيئات المصرح لها بإقامة حفلات بمنع التعامل مع كل مطربي المهرجانات.

وأضاف أيمن محفوظ، قائلا: "ولكن رمضان فوق كل قانون، وتنهار أمامه كل القرارات والتي لا تنفذ إلا على الضعفاء من صغار مطربي المهرجانات، أما الفنان الأسطورة فهو لا توقفه قرارات أو قوانين، على الرغم من أن قرار النقابة بعدم التعامل مع مطربي المهرجانات، جاء على سند من القانون من القانون رقم 35 لسنة 1978، حيث يعاقب بالحبس والغرامة، أو إحدى العقوبتين، كل من زاول عملًا من الأعمال الموسيقية، ولم يكن من المقيدين بجداول النقابة أو كان ممنوعًا من مزاولة المهنة ما لم يكن حاصلًا على تصريح بذلك".

واستطرد محفوظ: "رمضان كأنه يغني مهرجانات بطعم الأطلال، وكأنه مميز عن جميع مطربي المهرجانات، وهذا ما يخل بمبدأ المساواة بين المواطنين المنصوص عليه دستوريا".

وأكد محفوظ أن "مشاهد التحرش ودفع الجمهور، والاعتداء عليه كانت ظاهرة للعيان بحفل رمضان، وحيث إنه طبقا لنص المادة ٤٠ من القانون ٣٥ لسنة ١٩٧٨، فإن المختصم قانونا عن نقابة الموسيقيين هو نقيبها المشكو في حقه".

«حمو بيكا» ثقافة شعب

وطالب محفوظ، في نهاية بلاغه، بالتحقيق مع نقيب الموسيقين بسبب التصريح لرمضان بغناء المهرجانات، رغم منع آخرين من غناء نفس الأغاني، والتحقيق فيما حدث من تجاوزت من العري والتحرش والاعتداء على الجمهور بحفل محمد رمضان.


الجريدة الرسمية