رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حلمي الجمل.. "صاحب الأداء الروحاني" في قراءة القرآن الكريم

فيتو

من أهم الأصوات الرائدة التي ظهرت وانتشرت بعد جيل الرواد من قراء القرآن الكريم، يقول عن نفسه إن له طريقة خاصة في التلاوة، تتسم بما يصفه "الأداء الصوفي"، أو الروحاني، الذي ينفذ إلى أعماق قلوب المستمعين.


إنه الشيخ حلمي الجمل، القارئ بالإذاعة والتليفزيون الذي يروي لـ"فيتو" رحلته مع دولة التلاوة، وكيف استمر طوال عقدين من الزمان يتلو القرآن في أمريكا، وفي كل ختام للقرآن مع نهاية شهر رمضان المبارك كان الكثيرون يشهرون إسلامهم، بعد سماع آي الذكر الحكيم منه.

يبدأ الشيخ حلمي الجمل، في الحديث عن طقوسه الخاصة قبل التلاوة قائلا: "والله في هذه المسائل لا ألجأ إلا إلى الله سبحانه وتعالى، لأن الإنسان مهما اجتهد ومهما كان في حالة نفسية وصحية تؤهله إلا أن الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وحده هي التي تنزل عليه التجليات، وتفتح له باب القبول أمام المستمعين، ولذلك صدق الشاعر حينما قال: "إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى *** فأولُ ما يجني عليه اجتهادُهُ".

وأضاف: "لا توجد طقوس معينة، وإنما هو التوكل الخالص لله سبحانه وتعالى وطلب المعونة منه دون غيره، أما الجمع الكبير من الرئيس والعلماء والوزراء وأصحاب المكانة العليا، فمع احترامي لهم وتوقيرهم إلا أن السر الذي يأتيني في تلك الساعة هو طلب العون من الله، وليس في مخيلتي ولا في ذهني أنني لو أعطيتهم حقهم من المهابة والاحترام، ربما لا أستطيع القراءة، لكني أؤخر ذلك قليلا وأقدم توفيق الله".

وعن مكانة دولة التلاوة وحفظة القرآن الكريم يقول: "بعدما تولى الدكتور محمد مختار جمعة، وزارة الأوقاف، جعل منها خلية النحل، لأن الوزير يتحرك في كل اتجاه، وعلى جميع الأصعدة لخدمة أهل القرآن الكريم، ولا يترك مناسبة داخل أو خارج مصر لها اتصال بالدور التاريخي الديني إلا وشارك فيها، وهو أول وزير أوقاف مصري حضر بنفسه اجتماعًا شهريًّا عاديًّا لنقابة القراء في جامع الأزهر الشريف، وكنت وقتها نائب نقيب القراء، وناقش جدول الأعمال والمشكلات التي كانت تواجه النقابة".

أما عن رحلة " الجمل" للإذاعة فيضيف: "كنت في قرية تسمى صهرجت الصغرى التابعة لمركز أجا محافظة الدقهلية، وكان منها الإذاعي المعروف إسماعيل الششتاوي، وحينما سمع صوتي وجد قارئًا يقرأ بطريقة لم يسمعها من قراء الإذاعة، خاصة أن تلك القرية كانت شغوفة بقراءتي، والرجل قال لي: عايزك بعد ما تخلص التلاوة، ونزلت سلمت عليه وعرفته بنفسي، وكان وقتها يترأس الإذاعة المحلية، فتقدمت للإذاعة في وسط الدلتا ثم إلى القاهرة، وواصلت على مدى عام في وسط الدلتا وكنا وقتها في السبعينيات".

وأضاف: "وبعد ذلك تقابلت معه فكتب لي طلبا بخط يده للإذاعة وكنت وقتها تعرفت على خاتمة قراء عصره شيخنا الشيخ رزق خليل حبة، وساقتني الأقدار لأقرأ في بلدته، فلما انتهيت من القراءة وهو جالس قال لهم: "اندهولي القارئ اللي خلص، فذهبت وسلمت عليه وسألوني هل تعرف الشيخ: قلت لهم لأ ما اعرفوش.. قالوا هذا الشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ المصرية ورئيس لجنة المصاحف، وقال لي: أنا معجب بتلاوتك وأدائك وأنت لم تخطئ في شيء، ثم قال لي: تعالى لتختبر في الإذاعة".

وتابع: "ذهبت إلى اللجنة وكانت لجنة موقرة من كبار العلماء ومنهم الشيخ متعال عبد المنصور عرفة والإمام محمد سيد طنطاوي، وكان الأستاذان أحمد صدقي ومحمود كامل من اللجنة الفنية التي عُقدت وأشادا بصوتي، وقالوا ده ولد كويس لو عاوزين تخلوه الليلة يقرأ لا يوجد أي مانع، فصوته جميل وأداؤه جيد فدخلت الإذاعة، وبعد ذلك دخلت التليفزيون بعد أن سألت اللجنة في كل شيء، وفي أول إذاعة على الهواء تلقيت رسائل ترحيب عديدة".

وتحدث الجمل عن زياراته خارج مصر قائلا: "سافرت إلى السعودية لأعلم القراءات والكيمياء على مدى 5 سنوات، وكان ذلك بموجب تعاقد مع وزارة التربية والتعليم في ذلك الوقت، وشغلتني الأسفار في رمضان في عهد وزير الأوقاف الأسبق الدكتور محمود حمدي زقزوق، إلى أمريكا، ومكثت فيها على مدى 20 عاما في مسجد واحد يسمى مسجد النور، ويتحملون كافة النفقات، وكانت الأوقاف لا تضن عليَّ ببدل السفر، وكانوا يعطوننا مكافأة 5 آلاف دولار نهاية كل شهر رمضان، وفي باكستان حملوا السيارة الخاصة بنا وكان برفقتي الشيخ الشحات أنور".
Advertisements
الجريدة الرسمية