رئيس التحرير
عصام كامل

"ماما لولو".. كفيفة تعول طفلين بمساعدة والديها وتؤلف قصص الأطفال

فيتو

حكايات "ماما لولو"، قناة عبر موقع "يوتيوب"، تعرض قصص الأطفال بصوت نسائى رقيق يشع منه الذكاء، ومعظم القصص هادفة ويخرج الطفل منها بدرس جديد يساعد في بناء شخصيته.


ماما لولو، هي السيدة إلهام التي تعشق القراءة، التي جعلتها بارعة في سرد قصص الأطفال بل وتأليفها أيضا، ورغم أنها فاقدة للبصر إلا أنها لم تيأس وتعافر لتحقيق حلمها في مجال التأليف وقصص الأطفال، وكان لنا لقاء معها للتعرف على موهبتها وتفاصيل حياتها التي قادتها إلى تأليف قصص الأطفال وعرضها على موقع "يوتيوب".

إلهام سيدة ثلاثينية، لديها طفلين بنت 11 سنة وولد 5 سنوات، تعيش مع والديها منذ نحو 4 سنوات، منذ أن فقدت بصرها نهائيا حيث تخلى عنها زوجها بعد أن أصبحت كفيفة، واختفى بدون أي مقدمات لدرجة أنه لم يطلب طوال هذه المدة رؤية أبنائه أو إرسال مصاريفهم على الأقل، كما أنه لم يطلقها حتى الآن، وهى لا تهتم بذلك لأن كل تركيزها ووقتها لأبنائها فقط.

تقول إلهام: ولدت أنا وأشقائى بمرض وراثى، وهو "ضمور في شبكية العين"، ماجعل نظرنا ضعيف، وهذا الضعف يجعلنا فقط نستطيع القراءة والكتابة، ولكن لا نستطيع الذهاب إلى المدرسة بمفردنا لأنه من الصعب السير في الطرقات بمفردنا لأن النظر لم يساعدنا على ذلك، ما جعل والدينا المؤمنين بالله والمتعاونين يذهبوا معنا المدرسة يوميا والجامعة أيضا حتى الوصول إلى المدرج، وبالفعل تخرجنا جميعنا من كليات عالية حسب رغبتنا بمساعدة والدينا بارك الله في عمرهما.

وأضافت: تخرجت من كلية الآداب قسم "وثائق ومكتبات"، وأعشق القراءة وقرأت بالفعل العديد من الكتب، ثم تعرفت على زوجى الذي كان يعلم بظروف مرضى، وكنت وقتها أستطيع الرؤية، ولوفائه وافق على الزواج منى لمدة 9 سنوات، وبالفعل كان مخلصا ويساعدنى في أمور المنزل وأنجبت ابنتى الكبيرة ولكن مع ظروف الحياة والمشكلات الزوجية التي لا يخلو منها أي منزل تأثرت نفسيتى كثيرا، وعندما أنبجبت ابنى الصغير فقدت بصرى نهائيا، وهو الأمر الذي أدهش الطبيب المعالج، الذي كان يؤكد دائما أن أنا وأشقائى لن نفقد بصرنا إلا بعد الخمسين عام، وبالفعل اشقائى جميعهم إلى الآن يتمتعون بنظرهم بفضل الله، ولكن ماحدث معى كان بسبب كثرة الضغوط النفسية والمشكلات مع زوجى.

وتابعت "ماما لولو": زوجى لم يحتمل الوضع، واختفى بدون أي مقدمات وذهبت لأعيش مع والدى الذين يساعدوننى على تربية أبنائي ومراعاتهم ماديا ومعنويا، وأنا أعيش معهم منذ نحو 4 سنوات، وابنى الصغير إلى الآن لم ير والده، وأنا لم أحاول ذكره بأى سوء أمام أبناءه حتى تظل الصورة الطيبة عنه عالقة في ذهنهم، ويكفى أنه تحملنى 9 سنوات.

وعن صعوبة حياتها بعد فقدانها للبصر، قالت أنها لم تشعر بأى معاناة لوجود أب عظيم وأم حنون مثل والديها، يبذلان أقصى جهدهما في رعايتها هي وأبنائها، كما أن ابنتها الكبيرة تساعدها في كل شئ، وحياتها تسير بشكل طبيعى مع أبنائها، ولم تنقطع عن القراءة معشوقتها الأبدية، وتواصل قراءة الكتب الصوتية، وهى راضية بحياتها وكل تفكيرها حاليا في تعليم أبنائها ونشأتهم بشكل طبيعى ومحاولة تحقيق حلمها في مجال التأليف.

وعن فكرة قناة "حكايات لولو"، قالت "إلهام"، إنها كانت معتادة على سرد حكايات قبل النوم لطفلها يوميا،بحكم قراءتها الزاخرة في جميع الكتب وعشقها للقراءة، ووجدت نفسها أنها تؤلف القصص وتسردها بشكل مختلف حيث تقلد أصوات أبطال الحكايات، ما دفعها لإنشاء قناة على اليوتيوب بمساعدة ابنتها الكبيرة البارعة في مجال الإنترنت، وتشجيع والديها وأشقائها، وهى تسعى لنجاح هذه القناة لتصل لجميع الأطفال ويكون لها أثر إيجابى على حياتهم وتربيتهم.
الجريدة الرسمية