رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عبد ربه يكتب: "العيد لمَّة وعيدية وخروجة"

محمد عبد ربه
محمد عبد ربه




لماذا سُمِّيَ خروف العيد بهذا الاسم؟! ليه مش بقرة أو جاموسة العيد؟!.. الرجالة الغلابة.. مطلوب منهم يعملوا حاجات كتير.. بيشتري لبس.. وبيتيفور، وأنواع غريبة من الشيكولاتات.. ويدفع عيدية.. ويعلق ستاير.. ويرمي الزبالة.. واحتمال يشغل المكنسة كل ده في يوم واحد.. طبعا ست الكل بتتعب، تنضيف، وعيال بتعيط.. ولحمة بتصرخ وسط الحلة.. وفتة بتجهز للفطار.. ممبار وكرشة.. وضاني كمان.. وأنواع غريبة من الأكل.. كل ده علشان عيون العيد.. الكل فرحان، ومبسوط.. أطفال مستنية عيدية.. وتلبس لبس جميل.. وحجاج بتدعي وتتمنى.. وأنا قاعد بدور على فكة وفلوس جديدة عيدية.

نزلت الصبح اصلي العيد.. واشوف أصحاب السنين.. في لحظة من أجمل لحظات العمر.. وافتكر، واقول يااااه.. كبرنا يا ولاد.. بقينا ندفع عيديات.. رد صاحبي وقال: "عيديات إيه؟! ده عيد اللحمة"، مفيش فلوس، بصوت عالٍ..
افتكرت آخر عيدية.. كانت 20 جنيها فقط لا غير.. كانت من والدي.. متستهونوش بالمبلغ ده.. كنت باعيِّد على العيلة كلها.. كنت ابصله واقوله: إيه ده؟! لا طبعا.. أنا عاوز 25 جنيه.. يقول لي هتعمل بيهم إيه؟!. الفلوس الكتير هتبوظ أخلاقك. آخدهم منه واقول كويس.. برضه، ولسه باديله ضهري.. يقول لي روح لاخواتك، وعيِّد عليهم.. أسرح لحظه وابصله.. يعني هادفع اللى اخدته منك.. أجمل إحساس انك تدخل على اختك، وتعيد عليها حتى لو من غير عيدية.
روحوا، وزوروا، وعيدوا على أي حد تشوفوه.. صلوا الأرحام.. اضحكوا في وشوش بعض.. المهم رُحت أعيِّد على صاحبي، قال لي: "تعالى هاندبح خروف العيد".. بصيت له وقلت له: "خروف؟!".. قال لي: "متخافش.. عيب.. انت حبيبي".
حضر الجزار، وبدأ يجهز السكاكين والسواطير وجهز الخروف للدبح.. العيال والعيلة كلها واقفة، وكل واحد له طلب: "أنا عاوز الرجلين"، وده يقول: "عاوز الريش وظبطها لي".. وده يقول: عاوز "كبدة".. وانا واقف أنا وصاحبي باقول له: "انت عامل أضحية، وعازم عيلتك عليها هايفضل إيه نوزعه للناس"؟!.. ضحك وقال: "اصبر فيه خروف تاني"، وحط إيده على كتفي.. بدأت اتوتر.. وفجأة الجو بقى برد قلت له: "ينفع اروح اسلم على أهلي طيب؟!".. وابتسمنا.. وبعدين قابلنا شلة زمان وبدأنا نفتكر العيد سوا.. حاجات افتقدناها جدا.. افتكرنا أن العيد مش لبس ولا عيدية.. العيد اللمة... الناس طيبة، والوشوش بتضحك، وأطفال مالية الشوارع فرحانة.. واحنا بنفتكر صاحبي قال: "فاكر ريحة جزمة العيد؟!".. بصيت له باستغراب قال لي: "أيوة كان ليها ريحة جميلة.".. ورد التاني قال: "كنت باحط لبس العيد جمبي على السرير وانا نايم".. وتالت قال: "كنت باروح آكل كشري في الملاهي".. وأنا "افتكرت عيديتي.. كنت باوزعها على اخواتي".

Advertisements
الجريدة الرسمية