رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصطفى صادق الرافعي يكتب: تجديد النفوس بالأعياد

فيتو

أيتها الرياض المنورة بأزهارها.. أيتها الطيور المغردة بألحانها
أيتها الأشجار المصففة بأغصانها.. أيتها النجوم المتلألئة بالنور الدائم

أنت شيء.. ولكنك جميعا في هؤلاء الأطفال يوم العيد
بهذه الكلمات افتتح الكاتب مصطفى صادق الرافعى فصلا في كتابه (من وحى القلم) عن العيد بصفة عامة وما يجب أن يكون عليه في حياة الشعوب وتحمل كتابته دعوة عامة لجميع البشر إلى الفهم الحقيقى لمعنى العيد فقال:

إن يوم العيد هو يوم الألفة والسلام والحب والفرح والبشر والضحك والوفاء والإخاء وقول الإنسان للإنسان كل عام وأنتم بخير.

إنه يوم الثياب الجديدة ويوم الزينة ليكون الناس جميعا في يوم حب.. ويوم العيد يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلو الكلمات فيه، ويوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعة بقوة إلهية فوق منازعات الحياة.

إذا العيد إنما هو المعنى الذي يكون في يوم العيد لا اليوم نفسه، وكما يفهم الناس هذا المعنى بتليفون للتهنئة بالعيد وكأن العيد في الإسلام هو عيد الفكرة العابرة.

كان العيد إثبات للأمة وجودها الروحانى في أجمل معانيه فأصبح إثبات للأمة وجودها الحيوانى في أكثر معانيه بعد أن أصبح عيدا ماليا اقتصاديا. فقد الروح والمعنى الحقيقي للعيد كما شرع في الإسلام.

العيد الحقيقى هو ذلك اليوم الذي ينظر فيه الإنسان إلى نفسه نظرة تلمح السعادة، وإلى أهله نظرة تبصر الإعزاز، والى داره نظرة تدرك الجمال، وإلى الناس نظرة ترى الصداقة، وليس العيد إلا تعليم الأمة كيف توجه بقوتها حركة الزمن.

العيد هو التقاء الكبار والصغار في معنى الفرح بالحياة الناجحة المتقدمة في طريقها، ومن كل هذه النظرات تستوى له النظرة الجميلة إلى الحياة والعالم فتبتهج نفسه بالعالم والحياة.
Advertisements
الجريدة الرسمية