رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حمل تحول إلى أسد.. قصة جندي واجه دبابات العدو بجسارة في حرب أكتوبر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الشدة تظهر معادن الرجال وفي الحروب من أجل الدفاع عن الوطن نرى وحوشا لا يهابون الموت، خلال السطور التالية يروى اللواء طلبة رضوان قائد سرية مشاة بالكتيبة ١٢ أبطال تحرير النقطة الحصينة -تبت الشجرة- خلال حرب أكتوبر المجيدة قصة الجندي فايق صبحي غطاس من محافظة المنيا المهنة قبل التجنيد فلاح.


يقول اللواء طلبة: لفت نظري بشدة عند عرضه في طابور المستجدين الذين انضموا لسريتي في يناير عام 73، حجمه ووجهه فهو صغير الحجم جدا طوله 155 سم ونحيف جدا ووجهه طفولي حتى إنني ظننت أن هناك غلطة في التجنيد وسألته عن عمره فرد 21 سنة يا فندم لم يترك قريته قط منذ ولادته وحتى تجنيده، كل شيء يذهله، وينظر إليه بتعجب شديد وريبة".

ويضيف: "منذ اللحظة الأولى فرضت عليه حمايتي لأنني كنت متأكدا أن الجنود القدامى سوف يتلاعبون به لأنهم جنود عتاولة، وأمرت السرية كلها بعدم التعرض له فبكى بشدة، ولما سألته عن السبب رد قائلا: قالوا لي في البلد أنك هتتبهدل في الجيش بس أنت بتعاملني زي أبويا.. فرددت عليه: أنا فعلا أبوك هنا وأي حاجة أنت عايزها تعال لي على طول، فبكى مرة أخرى".

وأوضح: "دربته بنفسي وقسوت عليه جدا فصبر وتحمل كلفته بمهام شاقة جدا فنفذها بجد وتحد كبير وهو يضحك أحببته وأحترمته، قبل الهجوم أمرته بعدم البعد عني وقلت له: لازم تبقى تحت نظري على طول يا فايق، فرد: حاضر يا فندم، وفعلا كان يمشي على بعد خطوات مني وعند الثبات يحفر حفرته على مقربة مني، بحيث صوتي يصل إليه".

يوم العبور
وتابع: "في الثامنة مساء يوم 6 أكتوبر نجحت دبابة إسرائيلية في اختراق موقع الكتيبة ووصلت إلى حدود موقعي مستخدمة أسلوب قتال جديد علينا وهو السير بسرعة كبيرة جدا وإضاءة جهاز الزينون لها الذي يعمي الأبصار ويحرق شاشات أجهزة الرؤية الليلية لنا وسرعتها تصعب التنشين عليها". 

بطولة خارقة
وأكد: "بمجرد وصول الدبابة حدود موقعي، فجأة وبدون أوامر قفز الجندي فايق، من حفرته وجرى وراء الدبابة وقذف عليها القنبلة المضادة للدبابات التي معه في نقطة الضعف المثالية للدبابة وهي محركها -القنبلة المذكورة -روسية الصنع- ولها طريقة قذف خاصة وعلى مسافة معينة حتى تعمل- وأشهد أمام الله تعالى أنه قذفها بطريقة مثالية تصلح للتدريس".

وتابع: "المهم اشتعل المحرك وبدأت الدبابة في الانفجار وقفز منها 3 جنود محاولين الهرب ولكن هيهات منهم واحد جري في اتجاه الجندي فايق فوجدته يصيح ده بتاعي، ده بتاعي، ما محدش يقرب منه، وأخذ يتلاعب به كما يتلاعب طفل بلعبه. فخفت عليه وصحت فيه ريحه يا فايق فقام بقتله على الفور وأشهد أمام الله تعالى مرة أخرى أن هذا الجندي النحيف فايق صبحي غطاس تحول إلى مارد رهيب وقسمات وجهه الطفولي تحولت إلى قسمات غول طوال فترة تعامله مع الدبابة أو مع الجندي اليهودي، هذا الموقف جعل كل السرية تنظر إليه بإعجاب شديد واحترام ومحبة وبالرغم من هذا التوقير ظل على حاله، ينظر إلى الأشياء بذهول شديد وتعجب وريبة".

بعد الحرب
واختتم: "بعد خروجه من الجيش دعاني إلى حفل زفافه في قريته وذهبت ولن أستطيع أن أصف الحفاوة التي قوبلت بها منه ومن أهله لدرجة أنه رفض الدخول بعروسته قبل توصيلي إلى محطة قطار المنيا كم أحب هذا الجندي".
Advertisements
الجريدة الرسمية