رئيس التحرير
عصام كامل

الطرود البريدية.. سلاح حماس الذي يؤرق الاحتلال

حماس
حماس

سلاح جديد لحركة حماس يؤرق دولة الاحتلال يحمل عنوان "الطرود البريدية"، إذ تتهم إسرائيل حركة حماس بأنها تستورد من الخارج عبر الطرود البريدية معدات، من خلال التعامل الإلكتروني، تبدو للوهلة الأولى تجارية عادية، أي أن إسرائيل لا تستطيع التحدث أو التعليق عليها، لكن وفقًا للاحتلال فإن حماس تستخدمها بطريقة مزدوجة ضد إسرائيل، ومنها طائرات صغيرة الحجم يقول الاحتلال إن حماس تستخدمها لتصوير منشآت إسرائيل العسكرية لشن هجمات ضدها.


وبحسب الإعلام الإسرائيلي فإن السلطات الأمنية في إسرائيل تتهم حركة حماس باللجوء إلى التجارة الإلكترونية لإدخال منتجات ذات استخدام مزدوج.

الطرود البريدية

ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي يتعامل مرغمًا في الآونة الأخيرة مع سبل مبتكرة جديدة تتبعها حركة حماس في تهريب الذخائر والأسلحة إلى قطاع غزة.
وأضافت أنه إلى جانب ما يتم تهريبه عبر الأنفاق إلى داخل قطاع غزة، فإن حركة حماس تلجأ إلى البريد للحصول على ما تسعى إليه على شكل طرود بريدية قادمة من الخارج على شكل تجارة إلكترونية.

ونتيجة لذلك، شددت إسرائيل الرقابة على تسوق الفلسطينيين على الإنترنت، بزعم أن هناك مواد تدخل لقطاع غزة لاستخدامها في صنع متفجرات.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية، أنه تمت مصادرة آلاف الحقائب العام الماضي بسبب القلق من احتمال استخدامها في شن هجمات على دولة الاحتلال.

فحص متزايد

وأضافت أن جيش الاحتلال يفحص بشكل متزايد الطرود التي يتم إرسالها عبر المواقع الإلكترونية إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أنه تمت مصادرة 1600 سلعة تم شراؤها عبر مواقع البيع بالتجزئة عبر الإنترنت العام الماضي وهي في طريقها إلى غزة، للاشتباه في احتمالية استخدامها في شن هجمات عسكرية.

وأوضحت أنه يتم شحن الطلبات المخصصة لغزة إلى إسرائيل قبل نقلها إلى القطاع، ثم يتم وضع علامة على العناصر المشتبه فيها وتفتيشها من قبل الإدارة المدنية الإسرائيلية.

وجاء أن السلطات الإسرائيلية قد صادرت مؤخرًا ما لا يقل عن 1600 طرد بريدي كانت في طريقها إلى القطاع، وكانت تحتوي على ما يعرف بتسمية "مواد للاستخدام المزدوج"، أنها منتجات يمكن استخدامها في أغراض عسكرية إلى جانب كونها منتجات تبدو للوهلة الأولى عادية.

شهادة تغيير
ووفقا لـ "يديعوت" فإن الوسائل التي يتم تهريبها عن طريق الطرود البريدية هي شهادة على التغيير الحاصل في الذراع العسكري لحماس، موضحة أن الحديث هنا صحيح لا يدور عن تهريب بنادق أو قاذفات آر بي جي، لكنها قد تسبب أضرارًا أكثر بكثير من إطلاق الرصاص الحي، فهذه الوسائل التي تحاول حماس تهريبها تشمل طائرات صغيرة الحجم، يمكن من خلالها تصوير منشآت إستراتيجية على الجانب الإسرائيلي من الحدود، وحتى يمكنها إلقاء القنابل اليدوية على القوات الإسرائيلية.

ومن بين هذه الوسائل أيضا كاميرات صغيرة جدا ومخفية يمكن تثبيتها على السياج الحدودي خلال المظاهرات لتوفير المعلومات الاستخبارية للقناصة الغزيين أو الذين يخططون لاجتياز الحدود.

أجهزة اتصال مشفرة
ومن بين هذه الوسائل كذلك هناك أجهزة اتصال مشفرة ومعدات غوص متطورة تعتبر من الأفضل في العالم لتوزيعها على المئات من عناصر الكوماندوز البحري التابع لحماس، والذي حقق قفزة نوعية كبيرة منذ "عملية الإنزال الموفقة" على شاطئ زيكيم، على حد تعبير الموقع.

وقال الإعلام الإسرائيلي: إن حركة الطرود البريدية إلى المناطق الفلسطينية تضمنت في عام 2018 دخول نحو من 1،7 مليون طرد بريدي إلى مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة مقارنة بـ 1،4 مليون في عام 2017، منها نحو 20% لقطاع غزة، وفي 2018 صادرت إسرائيل نحو 1600 طرد بريدي أرسل إلى قطاع غزة قد يكون له استخدام مزدوج، وفي 2019، من يناير حتى يونيو، تمت مصادرة نحو 800 طرد مزدوج الاستخدام كان متجهًا إلى قطاع غزة.

تفاهمات حماس وإسرائيل.. صراع بين حمائم وصقور الحركة على الهدنة

يشار إلى أن معظم هذه الطرود تأتي من خلال شبكات التجارة الإلكترونية الأشهر في العالم مثل Aliexpress وeBay وغيرها، وتمر هذه الطرود عبر مراكز التصنيف التابعة لبريد إسرائيل قبل تحويلها إلى مناطق السلطة الفلسطينية، وعندها يتسنى لمراقبة الأمنية فرز الطرود البريدية التي تحتوي على منتجات يمكن استخدامها في الشؤون العسكرية.
الجريدة الرسمية