رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مستقبل كرة القدم المصرية من التخلف إلى العالمية


وبعد أن طويت صفحة بطولة الأمم الأفريقية والتي نظمتها مصر وبنجاح على المستوي التنظيمي، ولكن هناك فشل كبير على المستوي الفني بخروج مصر على أرضها وبين جماهيرها من الدور الثاني، والذي صعدت إليه متصدرة مجموعتها الضعيفة وبمستوي فني متواضع جدا، لذا حان الوقت لتقديم كشف حساب على مستويين..


المستوي الأول هو المستوي الاقتصادي، متمثلا في الأرباح والخسائر، وهذه هي مهمة الجهة الإدارية، متمثلة وزارة الشباب والرياضة برقابتها للجنة المنظمة للبطولة.

المستوي الثاني هو الجانب الفني، ونبدأ من النهاية، هل نجح المنتخب المصري لكرة القدم فنيا أم لم ينجح بغض النظر عن خروجه من الدور الثاني للبطولة، حتى نكون منصفين، ونقدم تحليلا حقيقيا يفيد المسئولين ومن قبلهما الجماهير لابد أن نوضح قاعدة هامة ننطلق من خلالها، ألا وهي ليس معني الخسارة أن يكون الفريق سيئ فنيا، وليس معني المكسب أن يكون المستوي الفني على ما يرام.

أقول هذا الكلام، لأن المحللين في بلادنا لا يجيدون التحليل الفني وقت الانتصار، ولكن يجيدون تصفية الحسابات وقت الانكسار، إلا من رحم ربي، وعندما تكون متخصصا ولا يوجد لديك أهواء تستطيع قراءة المشهد منذ البداية وتتوقع ما سوف يحدث في المستقبل من خلال المعطيات المتاحة، من أجل كل ذلك علينا أن نعود للخلف قليلا، فعندما فشل المنتخب المصري في كأس العالم بروسيا بقيادة المدرب الأرجنتيني "هيكتور كوبر" وهذا الأمر حذرت منه وقلته بكل وضوح قبل المشاركة إننا لن نتخطي الدور الأول، بل قلت إن جميع الدول العربية ستخرج من الدور الأول، وقد حدث.

ناهيك عن الانحلال الأخلاقي خلال رحلة المنتخب سواء في مكان إقامة الفريق بقيادة "عصام الحضري" أو في اختيار الشيشان كمقر للبعثة، وهي التي تبعد ساعات طويلة عن مكان إقامة مباريات مجموعة المنتخب المصري، وقبول دعوة الرئيس الشيشاني، والتي كانت عليها علامات استفهام كبيرة.

المهم أن حصيلة المشاركة في كأس العالم كانت صفر من النقاط، وصفر على المستوي الأخلاقي، وكانت النتيجة هي إقالة الجهاز الفني للمنتخب، وهكذا المدير الإداري الذي لم يستطع السيطرة على أفراد المنتخب من اللاعبين، وهكذا فضيحة تذاكر المباريات وأمور أخرى.

ثم بدأ البحث عن مدير فني جديد ووقع الاختيار على المكسيكي "آجيري"، وعندما علمت بالأمر تواصلت مع الاتحاد المصري لكرة القدم، والإعلام المصري، وبعد ذلك وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، لإعلام الجميع أن اختيار هذا المدرب هو كارثة في حد ذاته، وهذا للأسباب التالية:

من الناحية الفنية هو ضعيف وليس من المدربين المميزين، ومن الناحية الأخلاقية هو من أسوأ المدربين، لأنه يتعامل في الرشاوي والعمولات، وهو متهم بقضية فساد في شراء أحد المباريات في الدوري الإسباني، عندما كان يدرب فريق zaragoza أو سرقسطة الإسباني، لأنه كان مهددا بالهبوط.

وعندما علم الاتحاد الياباني بالأمر، وهو الذي تعاقد معه من أجل كاس العالم الماضية في روسيا أقاله فورا، أما المسئولون في مصر وبالرغم من أنني أعلمتهم جميعا، ولكن لا حياة لمن تنادي.

المهم بدأ "أجيري" مهمته واختياراته، وعندما علمت باختياراته كان واضحا أنه اختار لاعبين محترفين في الخارج مستواهم لا يؤهلهم للانضمام للمنتخب، وترك لاعبين في الدوري المصري هم أفضل بكثير، ناهيك عن فترات إعداد المنتخب الضعيفة ومستوي المباريات الودية ومدي قوتها، وكان نتيجة كل ذلك هو المستوي الضعيف الذي شهدناه وخروج المنتخب من بطولة الأمم الأفريقية على الأراضي المصرية.

وكان نتيجة ذلك استقالة الاتحاد المصري لكرة القدم، وقبلها إقالة الجهاز الفني، والآن يتم إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم من قبل المدير التنفيذي اللواء ثروت سويلم. تحت إشراف الجهة الإدارية متمثلة في وزارة الشباب والرياضة.

الكارثة القادمة، أنني أتابع الإعلام المصري، وأتابع الاقتراحات والترشيحات وهي محصورة في الآتي، كابتن حسن شحاتة، وكابتن حسام البدري، وكابتن حسام حسن. ورأيت البعض يؤيد ذلك، وقليل يؤيد المدرب الأجنبي.

ومن خلال ثلاثين عاما لاعبا وحكما ومدربا محترفا ومساعدا لمستر "خوان اسكودا" المدير الفني والمخطط العام السابق للمنتخبات الإسبانية في أهم مطبخ كروي على مستوى العالم، وهو المطبخ الإسباني، والمدرب الوحيد على مستوى العالم الذي يجمع بين جميع رخص تدريب قارتين مختلفتين الأوروبية والأفريقية، والوحيد على مستوى العالم الذي يجمع بين التدريب والتحكيم والإدارة والقيادة الرياضية، وأعلي إنتاج رياضي من خلال مؤهلات علمية دولية متخصصة، فوجهة نظري كمتخصص في هذا المجال أوجزها في الآتى:

بالنسبة للمدرب المصري لا يوجد مدرب مصري مؤهل يستطيع عمل نقلة نوعية في مستوى المنتخب، وعمل نقلة من المحلية إلى القارية إلى العالمية، وأي منصف يعلم ذلك جيدا، وأكبر دليل على ذلك أنه لا يمكن أن تجد أي مدرب مصري يستطيع العمل في الدول الأوروبية.

أما بالنسبة للمدرب الأجنبي فهنا تكمن المعضلة، لأننا نختار المدربين بناء على سيرتهم الذاتية وهذه كارثة في حد ذاتها، لأن المدرب الذي نجح في مكان معين لا يمكن أن ينجح في مكان آخر لا تتوافر فيه الإمكانيات التي نجح من خلالها في المكان الأول، وهذا الأمر شرحه يطول جدا، ولكنني سأضرب لكم مثالا يوضح الأمر برمته، فعدد المدربين المشهورين الذين عملوا مع المنتخبات العربية من المحيط إلى الخليج في آخر أربعين عاما كثيرون، فهل نجح أحدهم في أن يؤسس منظومة كروية محترفة في أي دولة؟

وهل نافست دولة عربية على كأس العالم أو الدورات الأوليمبية لكرة القدم، وهذا بالرغم من المليارات من الدولارات التي صرفت؟ 

لم يحدث، هل تعلمون لماذا، لأن السبب هو أن المسئولين في بلادنا غير متخصصين، ودائما ما أقول كيف لغير المتخصص أن يختار متخصصا، ففاقد العلم لا يعطيه.

الحل هو لابد من العمل على وضع مشروعين كبيرين من أجل تطوير كرة القدم المصرية، المشروع الأول، هو مشروع تطوير كرة القدم المصرية على مستوى الدولة، المشروع الثاني، هو مشروع إعداد جميع منتخبات كرة القدم المصرية الناشئين والشباب والأوليمبي وربطهم ببرنامج واحد مع المنتخب الأول، لتوحيد أسلوب اللعب وخلق هوية تميز المنتخب المصري، وتجعل له شكلا وأسلوبا يميزه عن بقية المنتخبات.

وهذان المشروعان قمت بإعدادهما وبدون أي مقابل مادي خدمة لوطني، ولمستقبل كرة القدم المصرية، وفي الوقت المناسب عندما تكون هناك نية خالصة وإرادة حقيقية لبناء كرة القدم المصرية سنقوم بشرح تفاصيل هذين المشروعين الكبيرين.

تحذير أخير للمسئولين عن كرة القدم المصرية لا تتعجلوا في اختيار المدير الفني للمنتخب الأول، ونستطيع أن ننصحكم ونرشدكم وأخيرا وليس بآخر المنتخب الأوليمبي ومنتخب الشباب مقبلان على منافسات مهمة، لا تتوقعوا نتائج مبهرة وأنتم نائمون في العسل. 

اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.

Advertisements
الجريدة الرسمية