رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شيخ المؤرخين عاصم الدسوقى: 23 يوليو هي الثورة الوحيدة بمصر.. و19 وعرابى ليستا كذلك

فيتو


  • الربيع العربى صناعة أمريكية هدفه تنفيذ مشروع بيريز لتقسيم الشرق الأوسط لـ73 دولة
  • كل من ينتقدون عبد الناصر وثورة يوليو هم عملاء الأمريكان وأتباع السادات
  • ثورة 30 يونيو ضربت أطماع تيارات الإسلام السياسي وأسقطت القناع الذي كانوا يتسترون وراءه
  • إستراتيجية الإخوان قائمة على التخفى والاختباء عند الشعور بالخطر ثم الظهور مرة أخرى
  • 23 يوليو حققت أهدافها وانحرافها بدأ مع السادات
  • وثيقة أمريكية تنبأت بثورة 1952 بسبب الفقر والتفاوت الطبقى وقائد بريطانى وصف الأحوال بمصر بأنها "زفت"
  • ثورة 30 يونيو كشفت أطماع تيارات الإسلام السياسي لكنها لم تطوِ صفحة الإخوان الذين يتحينون الفرصة

لا يخفى الدكتور عاصم الدسوقى شيخ المؤرخين المعاصرين هواه الناصري وحبه الكبير للزعيم عبد الناصر، من هذا المنطلق وبعين المؤرخ فهو يرى أن 23 يوليو هي الثورة الوحيدة في مصر وما دونها ليست كذلك بما فيها ثورتا 19 وعرابى، وأن كل من ينتقدون عبد الناصر وثورة 23 يوليو هم عملاء للأمريكان والرأسمالية العالمية وأتباع أنور السادات.

المؤرخ الكبير وأستاذ التاريخ المعاصر يرى أيضا أن ثورة يوليو لم تظلم محمد نجيب، وإنما هو الذي ظلم نفسه باتصاله بجماعة الإخوان وتآمره معهم لاغتيال عبد الناصر، ويقول: "لم يكن نجيب من تنظيم الضباط الأحرار بقيادة ناصر وعامر، وتم اختياره كواجهة لإعطاء إيحاء أن التنظيم يضم قيادات كبيرة في الجيش وليس صغار الرتب فقط"، وأضاف أن المصريين رفعوا صور الرئيس عبدالفتاح السيسي بجانب عبد الناصر للتشابه بينهما في مراعاته للبعد الاجتماعى مثل الإفراج عن الغارمات وإسقاط ديون الفلاحين.

وأكد أن ثورة 23 يوليو حققت أهدافها ولكنها ماتت بوفاة الرئيس جمال عبد الناصر ومجىء السادات الذي فتح الباب للانفتاح وعودة رأس المال للحكم وهو ما قضى على البعد الاجتماعى للشعب المصرى.

عاصم الدسوقى في حواره لـ"فيتو" يؤكد أن مشروع الربيع العربى يعد صناعة أمريكية هدفه تنفيذ مشروع بيريز لتقسيم الشرق الأوسط إلى 73 دولة، وإلى التفاصيل 

**بداية هل حققت ثورة 23 يوليو 1952 الأهداف التي انطلقت من أجلها أم أنها انحرفت عنها سريعا؟
*ثورة 23 يوليو حققت أهدافها، ومحاولات البعض وصفها بالانحراف عن أهدافها كلام غير صحيح، وما حدث من انحراف كان بعد وفاة جمال عبد الناصر، والدليل أن أنور السادات عندما وصل للحكم أطاح برجال عبد الناصر في مايو 1971، ووضعهم بالسجون وأعلن بداية الانفتاح وبداية العلاقات مع إسرائيل والتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعودة رأس المال للحكم بدعوى الانفتاح، وبالتالى الثورة بقيادة جمال عبد الناصر حققت أهدافها، بدليل أنه لم تحدث ثورة للمطالبة بسكن أو خفض أسعار بعدها، والمظاهرة الوحيدة كانت في 1968عن أحداث الطيران واستجاب عبد الناصر لها، وأعيدت المحاكمة وأعطى تعليمات لشعراوى جمعة بعدم إطلاق رصاصة على المتظاهرين، بينما السادات نتيجة تخليه عن ثورة 23 يوليو قام برفع الدعم وزيادة الأسعار، مما تسبب في مظاهرات 18 و19 يناير، بسبب زيادة أسعار الزيت والسكر والجاز، وبالتالى لم يتبق من الثورة في عهد السادات إلا الاستقلال وجلاء القوات البريطانية وجيشنا الوطنى وتاهت العدالة الاجتماعية والتوازن بين الطبقات

**كيف تخيلت الصورة إذا لم تقم ثورة 23 يوليو 1952؟
* لو لم تقم 23 يوليو كانت الثورات في مصر ستستمر، وهناك وثيقة أمريكية قالت إن الثورات في مصر قائمة في 1949 ووثيقة كتبها القائم بأعمال السفارة الأمريكية، وأبلغ مضمونها لقائد بريطانى قال له فيها إن الأحوال في مصر "زفت"، وهناك حالة من الفقر والتفاوت الطبقى والدولة مقبلة على ثورة، وتقرير آخر في نوفمبر 1951 صادر عن اجتماع في البيت الأبيض من خبراء عسكريين وسياسيين وكانت بمناسبة سعى أمريكا لتشكيل حلف لحصار الاتحاد السوفيتى من الجنوب باسم قيادة الشرق الأوسط على أن يشكل هذا الحلف من تركيا ومصر للاستفادة من القاعدة البريطانية في الإسماعيلية وانتهت المناقشات إلى أن الأوضاع في مصر غير مستقرة بسبب الفساد والرشوة وانتشار الفقر وذكروا أن حزب الوفد الذي يشكل الحكومة في هذا الوقت هو أكثر الأحزاب المصرية فسادا وبالتالى احتمالات الثورة كانت قائمة ولأن الحكم كان حكم مجتمع النصف في المائة و99.5% هم باقى الشعب فصاحب المال هو من يتحكم في السلطة ومعه السلطة التنفيذية والتشريعية وبالتالى الثورة قامت نتيجة الشعور بالحاجة مثلما حدث في 25 يناير للمطالبة بعيش وحرية وعدالة اجتماعية

**وما حقيقة الجدل الذي يثار حول عبد الناصر ورفاقه بين الحين والآخر؟
* كل ما يثار عن عبد الناصر هو كذب وافتراء سواء في ترسيخ الديكتاتورية أو غيرها وكل من ينتقدون عبد الناصر وثورة 23 يوليو هم عملاء للأمريكان والرأسمالية العالمية وأتباع أنور السادات، لأن الناس تعتقد أن ثورة 23 يوليو قائمة حتى الآن، والحقيقة أن ثورة 23 يوليو ماتت بوفاة عبد الناصر، ومحاولات تبرير الانهزامية المستمرة إلى الآن، والانتقادات التي تأتى من جانب كبار ملاك الأراضي الزراعية وأحفادهم وأصحاب العقارات الذين أزعجهم قيام عبد الناصر بتخفيض الإيجارات 15%، هؤلاء هم الذين ينتقدون عبد الناصر ومنهم أيضا أصحاب الأعمال، لأن عبد الناصر منع فصل أي عامل في 1952 وفى يناير 1953 أدى قيام عبد الناصر بإلغاء الأحزاب لانتقاده وصدام مع الإخوان، بعد أن حاولوا اغتياله في المنشية، أضف إلى ذلك قرار التأميم خلف أعداء له، وبالتالى من ينتقدون عبد الناصر غابت عنهم الموضوعية في الحكم لأنهم أصحاب مصلحة وأى قرار سياسي له مؤيدون ومعارضون، لكن مقياس نجاحه بمدى إفادته للقطاع الأكبر من الشعب.

** هل كان يمكن لنظام مبارك أن يتجنب نشوب ثورة 25 يناير وماذا كان يجب عليه أن يفعل حتى يتجنب المصير الذي انتهى إليه نظامه؟
* لا بد أن ندرك الحقائق الثابتة هنا، وهى أن الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون عند وفاة عبد الناصر قال جملته الشهيرة: "لا ناصر تانى" وهذا يكشف أن الأمريكان يراقبون حكام مصر بعد ناصر، فإن جاء حاكم يميل إلى الناصرية يرسلون له رسائل غير مباشرة ، ويتخذون إجراءات سلبية ضده، فحاولوا منع الطيران البريطانى ومصر كانت تحت المراقبة حتى لا يتكرر ناصر مرة أخرى ، وهذا يعنى أنهم لا يريدون عدالة اجتماعية في مصر ،حتى نكون تابعين لهم، والإخوان لم يكن بينهم فرق وبين السادات أو مبارك، فهم عملوا على بث الفتنة لتقسيم الوطن طبقا لمشروع بيريز بتقسيم الشرق الأوسط إلى 73 دولة، وهذا كله مرتبط بمشروع الربيع العربى الذي يعد صناعة أمريكية، هدفه تنفيذ مشروع بيريز لتقسيم الوطن العربى إلى كيانات صغيرة، والدليل أن المشروع كان بعد اتفاق أوسلو ونشر بالعربية في جريدة الحياة بلندن عام 2004، وجعل مصر 5 دويلات لكن المشكلة أن ملوك ورؤساء العرب رغم أنهم ليسوا في خصومة مع أمريكا إلا أنهم رفضوا المخطط، ومن هنا جاءت كونداليزا رايس في نوفمبر 2005 بالفوضى الخلاقة وهى الإطاحة بالحكام العرب والمجىء بمجموعات إسلامية، لأنهم سيبدأون الحديث عن تطبيق شرع الله وعلى أهل الذمة أن يدفعوا الجزية، وهنا يبدأ استثمار الأحداث مثلما حدث في تونس عندما قامت شرطية بصفع الشاب الجامعى بو عزيز فقامت الثورة، وفى مصر استخدموا ضرب خالد سعيد لاندلاع المظاهرات، وفى سوريا وفى اليمن وفى ليبيا أثاروا الفتنة الطائفية، لدرجة أن عصام العريان والبلتاجى قالا بعد انتخابات 2011: "إننا امتلكنا البلد واللى موش عاجبه يمشى لأستراليا أو كندا"، وبالتالى لم يكن نظام مبارك أن يتجنب نشوب ثورة 25 يناير وسقوط نظامه لأن الأمر كان مؤامرة دولية ليست على مبارك وإنما على مصر.

** وهل يمكن القول إن ثورة 30 يونيو 2013 كشفت حقيقة أطماع تيارات الإسلام السياسي وأنها طوت صفحة الإخوان للأبد ؟
* بالفعل ثورة 30 يونيو ضربت أطماع تيارات الإسلام السياسي، وأسقطت القناع الذي كانوا يتسترون وراءه، لكن هذا لا يعنى اختفاء جماعة الإخوان للأبد، خاصة وأن إستراتيجية هذه الجماعة قائمة على التخفى والاختباء عندما تشعر بالخطر، ثم تعيد تجميع أنفسها للظهور مرة أخرى وتاريخهم يثبت أنهم يتحينون الفرصة للظهور على الساحة السياسية

**وأى الثورات من وجهة نظرك الأكثر تأثيرا وتغييرا في مصر؟
* بالفعل هي ثورة 23 يوليو 1952 فهى الثورة الوحيدة التي ينطبق عليها مصطلح الثورة، ومعناه تغيير جذرى للمجتمع، وتبدأ بالانقلاب على الحكم القائم ثم يجلس الثوار في مقاعد الحكم وامتلاك سلطة إصدار القرار وإعمال القانون وفقا للمبادئ التي قاموا من أجلها بالثورة، هذا هو درس التاريخ، وبالتالى هذا الكلام لا ينطبق إلا على ثورة يوليو 1952، وما عدا ذلك ليس ثورة حتى الثورة العرابية التي لم يكتب لها السيطرة على الحكم أو ثورة 1919 ليست ثورة رغم أنها رفعت شعار الاستقلال التام أو الموت الزؤام لكنها لم تنجح

**من يكتب التاريخ في مصر هل المنتصرون لتمجيد أنفسهم وتحقير الآخرين أم ماذا؟
*التاريخ بعيد تماما عن هذه المفاهيم المبتذلة والدعائية، فهناك خطوتين للتأريخ.. الأولى تسجيل الأحداث وهذا ما يقوم به المؤرخ الذي يقوم بكتابة الأحداث وتسجيلها، ووقائع الزمن مثل عبد الرحمن الجبرتى الناقل للحدث أو من خلال القرارات والقوانين والوثائق، ومن بينها المذاكرات التي تكتب ولا تنشر في حياة صاحبها، ثم يقوم الباحث بتفسيرها دون الحكم عليها وهنا لابد لمن يكتب التاريخ ألا يصدر حكما مسبقا، أما من يكتبون التاريخ بهدف تمجيد أنفسهم وتشويه الآخرين فهؤلاء ليسوا كتاب تاريخ وإنما مغرضون.

**وأين يمكن أن نضع الرئيس السيسي بالنسبة للزعامات الثورية في تاريخ مصر؟
*الرئيس السيسي في جانب كبير منه استمرار لجمال عبد الناصر من ناحية مطالب الجماهير التي قامت برفع صورته بجوار صورة عبد الناصر ، لأنه قام بدفع أموال الغارمات، وهذا دور اجتماعى لم يأت من وزير المالية أو وزير التضامن، وبالتالى الناس شعرت بشخصية السيسي بأنه عبد الناصر آخر، وهذه التصرفات قريبة من ثورة 23 يوليو، لذلك خشيت أمريكا أن يكرر السيسي شخصية عبد الناصر ومن هنا كانت التحذيرات غير المباشرة والتي مازالت قائمة حتى الآن.

**وهل تتوافر فيه مقومات الزعامة ومازال قادرا على تحقيق أهداف الثورة وطموحات الشعب؟
* الرئيس السيسي يتعامل بذكاء ونيته واضحة، وما يتم رصده من رسائل تحذير بأنهم غاضبون لموقف السيسي من سوريا التي يريدون تفكيكها مثلما فعلوا بالعراق، بمحاولة إقامة حكم فيدرالى، وعمل دستور جديد لها باعتبارها دولة فيدرالية ونفس السيناريو يعدونه لسوريا في الخفاء والسيسي يدرك هذه المخططات وعلى دراية بها وبالتالى تتوفر فيه مقومات الزعامة وقادر على تحقيق أهداف الثورة وطموحات الشعب المصرى.

**هل ظلمت ثورة 23 يوليو الرئيس محمد نجيب وهل يمكن القول إن الرئيس السيسي رد له بعض اعتباره المفقود؟
* لا لم تظلم الثورة محمد نجيب لكنه ينطبق عليه قول: "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" فهو لم يكن من تنظيم الضباط الأحرار بقيادة عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وتم اختياره كواجهة لإعطاء إيحاء أن التنظيم يضم قيادات كبيرة في الجيش وليس صغار الرتب فقط وكانت البداية إقناعه بالترشح لانتخابات نادي الضباط من جانب عبد الناصر وعبد الحكيم عامر ونجح في مواجهة حسين سرى مرشح الملك، وعندما حدث حريق القاهرة في 26 يناير 1952 بدأت منشورات الضباط الأحرار تكثر وتوضع أمام منازل الكبار في الدولة وهنا ربطت حاشية الملك بين المنشورات وما حدث في انتخابات نادي الضباط فقرر الملك حل مجلس إدارة النادي في 17 يونيو 52، وفى اليوم التالى ذهب ناصر وعبد الحكيم لمقابلة نجيب للاستفسار عما سيفعله فقال لهم الملك هو الرئيس الأعلى للقوات المسلحة وهنا أباحوا له بالتنظيم وأهدافه فقال لهم ‘ن فشلتم فلا علاقة لى بكم، والتوتر بين نجيب ومجلس قيادة الثورة أن نجيب بعد أن أصبح رئيسا للجمهورية كانت السلطة في يد مجلس قيادة الثورة الذي يقوده عبد الناصر وبدأ نجيب يشعر بالعزلة فعمل على الاتصال بالإخوان وهذا ما كشفه محمد رياض سكرتير نجيب وكان يوزباشى.. حيث قال: "لما شعرت أن نجيب في عزلة قلت له استقدم الإخوان تخلص على عبد الناصر"، وكانوا يذهبون إليه في وقت انشغل عبد الناصر بالتفاوض مع الإنجليز من 53 حتى يوليو 54 بالتوقيع على الجلاء، وهنا لابد أن نذكر أن عبد الناصر حذر الإخوان من الاتصال بنجيب وحذر نجيب من الاتصال بالإخوان ثم كانت الخطوة التالية في قيام طلاب الإخوان عقب الاحتفال بيوم الشهيد في التل الكبير بالتحرك للتظاهر أمام قصر عابدين وكانوا من الإخوان والشيوعيين وخرج نجيب إليهم ومعه عبد الناصر، وأشار نجيب إلى عبد القادر عودة فصعد إليه ووقف بينه وبين عبد الناصر وهمس نجيب في أذنه فانصرف المتظاهرون، وعندما سافر نجيب للسودان لبحث استقلالها عن مصر من عدمه قام عبد الناصر باعتقال كل من تظاهر في قصر عابدين وعندما عاد جعله عبد الناصر يصدق على قرار حل الجماعة وعندما ذهب إليه الهضيبى لإلغاء القرار قال إنه صدق عليه ثم كان التآمر بحادث إطلاق النار على عبد الناصر في المنشية، وفى 11 نوفمبر أعفى نجيب من رئاسة الجمهورية

Advertisements
الجريدة الرسمية