رئيس التحرير
عصام كامل

هل يريد اليسار الإسرائيلي السلام مع العرب أم مجرد مناورة؟

فيتو

في الوقت الذي يسعى فيه حزب الليكود الحاكم اليميني الاستحواذ مجددًا على الحكم بدأت الأحزاب الإسرائيلية تلملم أوراقها وتستعيد قواها من جديد في شكل تحالفات هدفها في المقاوم الأول الصمود أمام رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو.


حزب ميرتس
وفي الوقت الذي تنادي فيه الأحزاب اليسارية الإسرائيلية بأفكار وسطية تختلف شكلًا ومضمونًا عن أفكار اليمين الصهيوني المتطرف إلا أن الأجندة في النهاية واحدة وهي خدمة الكيان والحفاظ على استمراره.

تحالفات يسارية جديدة تأسست هذه الأيام لتخوض غمار الانتخابات الإسرائيلية المقرر لها في 17 سبتمبر المقبل، وأبرزها حزب ميرتس وهو الأيقونة الأبرز في اليسار الإسرائيلي، والذي تأسس في عام 1992 من خلال الدمج بين أحزاب رايتس ومبام وجزء من شينوي "التغيير" برئاسة أمنون روبنشتاين، ولكن هذا الحزب ليس له وزن أمام أحزاب اليمين وفي الوقت نفسه هو يروج لفكرة السلام مع الفلسطينيين لكن يقتصر الأمر عند حد الكلام ليس إلا أما الفعل لا وجود له.

المعسكر الديموقراطي
أما اللافت حاليًا هو إعلان رئيس حزب "ميرتس" الإسرائيلي، نيتسان هورويتز، ورئيس حزب "إسرائيل ديموقراطية"، إيهود باراك، وعضو الكنيست ستاف شافير، صباح الخميس، عن تحالف أحزابهم وخوض الانتخابات الإسرائيلية الوشيكة في 17 سبتمبر القادم في قائمة مشتركة تسمى "المعسكر الديمقراطي"، وفقًا للإعلام الإسرائيلي اليوم الخميس.

وفكرة دمج الحزب مع حزب باراك الذي عاد مؤخرًا للساحة السياسة الإسرائيلية ليركز على ما يسميه مهمة إسقاط نتنياهو دون أن يجرؤ على طرح أي مواقف سياسية تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويمكن أن تشكل مدخلا لمفاوضات جادة وحقيقية، كما يسدل الستار نهائيا على أي أمل بإحياء عملية السلام ويدفع باتجاه مزيد من الاستيطان وترسيخ الاحتلال وتهويد القدس ورفض عودة اللاجئين، لأن تاريخ باراك المتطرف معروف مسبقًا، وذلك رغم أن ميرتس يقول: إن هدفه هو الحوار مع الفلسطينيين وتأييد توقيع اتفاقية سلام يتم الاتفاق من خلالها انسحاب إسرائيل من معظم مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة وترسيم الحدود على أساس الخط الأخضر، مع تصحيحات تعتمد على تبادل مناطق، وإخلاء المستوطنات وتقسيم القدس لعاصمتين للدولتين.

ويدعم الحزب اتفاق سلام مع سوريا تقوم إسرائيل من خلاله بالانسحاب من هضبة الجولان، ولكن كما ذكرنا الواقع على الأرض مختلف ولا يتخطى حدود الكلام.

حزب العمل الإسرائيلي
ويأتي حزب العمل الإسرائيلي ضمن أبرز الوجوه اليسارية في إسرائيل وهو حزب يساري علماني، وأحد الأحزاب الرئيسية في إسرائيل، وأكثرها وصولا للسلطة، تأسس عام 1930 من مجموعة من الاتحادات ذات الطابع الاشتراكي تحت اسم ماباي، سيطر منذ بداياته على الهستدروت والحركة الصهيونية العالمية، ونشأت تحت مظلته منظمتا الهاجاناه والبالماخ اللتان كانتا نواة الجيش الإسرائيلي بعد قيام دولة إسرائيل، علمًا أن الهاجاناه والبالماخ هي عصابات صهيونية ارتكبت مجازر وحشية بحق الفلسطينيين قبل قيام الدولة ولكن تلون أنصارها بعد ذلك بفكرة اليسار.

وأهم أهداف حزب العمل، هي الحفاظ على تشكيل ديمقراطي للحكومات الإسرائيلية، وتحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للشعب الإسرائيلي، وتقوية الاقتصاد الإسرائيلي القائم على مبادئ السوق الحر، والعمل على تحقيق السلام (حسب التصور اليهودي).

وجوه يسارية
ومن الوجوه اليسارية المعروفة تامار زاندبرج، 41 عاما، التي كانت زعيمة سابقة لحزب "ميرتس" والتي أعلنت أنها لن تتردد في الانضمام إلى حكومة يجلس فيها ليبرمان بهدف التأثير على السياسة بدلا من الوقوف جانبا.

ومن المعروف عن ليبرمان أنه من الوجوه الإرهابية والأكثر تطرفًا في دولة الاحتلال، ولكن لعبة السياسة والرغبة العارمة في الفوز في الانتخابات تجبرهم على اتخاذ خطوات تخالف الأفكار اليسارية من أجل المصالح الشخصية، بل كانت مؤيدة لقوانين عنصرية ضد الفلسطينيين في الكنيست، وفي الوقت الذي يزعم فيه اليساريون في إسرائيل أنهم يحملون لواء السلام ويغردون بعيدًا عن اليمين الإسرائيلي المتطرف، تجد صمتا مطبقا بل موافقة صامتة إزاء الاستيطان الإسرائيلي الذي استوحش في فلسطين ولن تسمع صوتًا يناهض أو يرفض الاستيطان.

زهافا جلئون
وهناك في الجانب الفلسطيني من يكن احترام لليسار الإسرائيلي ويرى أنه سيكون أقوى إذا نجح بضم حلفاء من اليهود إلى جانبنا، لا سيما أولئك الذين تستعديهم الصهاينة المتطرفين، وتضعهم في قوائمها السوداء وتحسبهم خونة، وكانت أبرز هذه الوجوه، زهافا جلئون وهي زعيمة سابقة أيضًا لحزب ميرتس والتي كانت تحظى بدعم وتعاون بعض الفلسطينيين كونها وجها معتدلا بالنسبة لهم.

أما المعارضون الفلسطينيون للتعاون مع اليسار فيرون أن اليسار على اختلاف مناهجه ومركباته، أثبت منذ اليوم الأول في الصراع على أرض فلسطين، أنه منقاد للصهيونية.
الجريدة الرسمية