رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أسرار الملف الأسود لرجال "أبو ريدة" في الجبلاية

هاني أبو ريدة
هاني أبو ريدة

بمجرد إطلاق حكم اللقاء النهائي في بطولة الأمم الأفريقية سيبدأ موسم فتح الحساب لكل الجرائم التي اقترفت في حق كرة القدم المصرية، والخروج غير المشرف من بطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر ووفرت لها الدولة «لبن العصفور» من أجل النجاح وإضافة النجمة الثامنة، ومن قبلها التمثيل غير المشرف في مونديال روسيا 2018، وما شاب الموضوع عن حالة ترهل غير مسبوقة كان نتيجتها الخروج صفر اليدين، ورغم الفارق الزمني بين البطولتين إلا أن شيئا لم يتغير وكانت النتيجة أحزان في الشارع المصري، ليس بسبب الخروج من بطولة بقدر ما هو حزن على جيل من اللاعبين المستهترين واهتمامهم بالمادة على حساب «فرحة شعب».


وبالطبع.. لا يمكن لأي شخص أن يحاسب اللاعبين لأنهم في النهايه قرار الاستعانة بهم في يد الأجهزة الفنية، والجهاز الفني حصل على جزائه المناسب بالرحيل غير مأسوف عليه.

وفي أعداد سابقة قلنا: إن الحساب سيكون بعد بطولة الأمم الأفريقية حتى لا نفسد البطولة التي تنظمها مصر وسخرت لها كافة الإمكانيات من أجل النجاح من خلال أوراق رسمية واتهامات مباشرة وغير مباشرة ستكون محور الحديث خلال الأيام المقبلة، ونؤكد أن عريضة الاتهام تشمل العديد من الأوراق الرسمية.

بداية الحساب ستكون البداية بتحريك ملف «تذاكر مونديال روسيا» سواء الدعوات المجانية التي تم إهداؤها للأصدقاء، أو التذاكر التي حصل عليها اتحاد الكرة من «الـ«فيفا»» ولم يسوقها وانتظر حتى ضاعت هباء على اتحاد الكرة وما أمكن حصره نحو مبلغ خمسة ملايين جنيه مصري.

اتحاد الكرة مطالب أيضا بالرد على حالة التسيب التي ظهرت في معسكر الفريق الوطني في روسيا، والتي دعت لتذمر عدد من اللاعبين، ورغم اعتراف اتحاد الكرة بذلك لم يتحرك ويتخذ العقوبات المناسبة على من تسبب في ذلك سواء لاعبين أو جهاز إداري، وكانت النتيجة الطبيعية لذلك استمرار حالة التسيب في معسكر بطولة الأمم الأفريقية، وهو ما ظهر جليًا في إعلانات الاعتذار التي أكدت أن هناك شعورا بعدم تحقيق شيء في البطولة وبدلا من طباعة «تيشرتات» الفوز بالبطولة، كما كان يفعلها الجيل الذي حقق ثلاث بطولات متتالية 2006 و2008 و2010 حمل اللاعبون فيديو الاعتذار المهين لكل أطراف منظومة كرة القدم.. وهل لم يكن هناك أحد من إدارة الجهاز الفني للمنتخب موجودا وقت تسجيل الإعلان المشئوم؟!!.. إيهاب لهيطة مدير المنتخب نفى نفيا قاطعا وأكد أنه لا يعرف شيئا عن ذلك ورمى ذلك في ملعب الشركة الراعية.

الاتهام الآخر هو تقاعس اتحاد الكرة عن تحصيل المستحقات من الشركة الراعية التي لم تسدد أكثر من خمسة أقساط دون اتخاذ إجراء قانوني سواء بتسييل خطاب الضمان أو التهديد بفسخ التعاقد، وهو الأمر الذي سيكون محل تحقيقات كبيرة خلال الأيام القادمة، وإضافة إلى ما سبق.. هناك أيضا عقد خافيير أجيري، الذي اتضح أنه الأعلى بين كل المديرين الفنيين في بطولة الأمم الأفريقية، ورغم ذلك لم يقدم شيئا..

والسؤال لماذا تم منحه سلفة مقدم تعاقد نحو 240 ألف دولار عندما تسلم مهمته على أن يتم خصمها من راتبه؟.. مع الأخذ في الاعتبار أن «أجيري» لم يسدد ولم يخصم منه سوى 110 آلاف دولار فقط، وكان لا بد من خصم «السلفة» خلال سنة التعاقد الأولى، لا سيما وأن عقده فيه بند صريح بالاستغناء عن خدماته قبل مرور السنة الأولى، دون أي شرط جزائي على اتحاد الكرة، وهو ما حدث، وبالتالي سافر الرجل إلى إسبانيا قبل أن يسدد ما عليه أو حتى يقوم بتسوية أموره المالية، ما يعنى أنه مديون لاتحاد الكرة إذا تم عمل مقاصة وخصم مستحقاته عن حقه في عمل ستة أيام خلال شهر يوليو وبحسبة بسيطة إذا كان عقد «أجيري» 120 ألف دولار شهريًا، فيصبح راتبه اليومي 4 آلاف دولار وبالتالي يصبح مدينا لاتحاد الكرة بـ 106 آلاف دولار.

يبقى التأكيد هنا أن ما سردناه في السطور السابقة بمثابة عريضة الاتهام الرسمية، لكن بالطبع هناك بعض الأمور التي يمكن أن تكون بحوزة الجهات الرقابية، والخاصة بتقاضي عدد من رجال اتحاد الكرة هدايا أو أموال من جهات خارجية، سواء بعد الوصول للمونديال، أو هدايا أخرى لـ«تظبيط» الأمور في مسائل قيد اللاعبين، لا سيما وأن هذا الموسم شهد أكبر عملية قيد لاعبين واستبدال وترك «الحبل على الغارب» بل وصل الأمر لفتح مقر الاتحاد خلال العطلات الرسمية لاستخراج بطاقات لاعبين، عبدالله السعيد المثال الحي لما حدث داخل مقر الجبلاية.

وهناك أيضا مثل لاختلاط «الحابل بالنابل» خاصة فيما يتعلق بعمل عدد من أعضاء اتحاد الكرة في قنوات تتبع الشركة الراعية مما جعلهم يغضون الطرف عن المطالبة بحقوق الاتحاد، وفي مقابل ذلك استفادوا بملايين من الجنيهات، وهو الأمر الذي يجب أن يوضع في عين الاعتبار عند وضع لوائح جديدة لاتحاد الكرة تمنع اختلاط العام والخاص لأن ذلك تسبب في اختراق معسكر الفريق الوطني في العديد من المواقف وجعل اتحاد الكرة في موقف ضعف أمام اللاعبين ووصل بهم الحال إلى التهديد والتصعيد خاصة أن موضوع عمرو وردة خير دليل على ما ظهر.

وللحق فإنه إذا كان هناك من هو متورط، فإن هناك ثلاثة أعضاء من مجلس إدارة اتحاد الكرة لن تأتي أسماؤهم في جملة مفيدة خاصة وأنهم لم يستفيدوا من وجودهم في اتحاد الكرة أولهم محمد أبو الوفا عضو مجلس إدارة الاتحاد، والذي دفع من جيبه مكافآت للاعبي الكرة الخماسية وجعلهم قضيته مع أندية الصعيد، وثانيهم الدكتور كرم كردي الذي أبدى اعتراضا في أمور كثيرة، لكنه التزم الصمت أمام موجة عاتية، إضافة إلى الدكتورة دينا الرفاعي التي لم تلحق هذا السوق ولم يمر عليها داخل الاتحاد أكثر من ستة أشهر.

وإذا كان هذا هو حال اتحاد الكرة ومجلس الإدارة، فإن اللاعبين هم الآخرون متورطون لـ«شوشتهم» في الأمر، بدليل أنهم لم يعد أحد قادر على ردعهم وحاول عدد منهم الدفاع عن زميلهم المتحرش دون وازع من ضمير، وبات المطلوب من أي اتحاد كرة قادم أن يضع قائمة سوداء بأسماء عدد من اللاعبين الذين كانوا نموذجا صارخا للخروج عن النص والمطالبة بالفلوس قبل كل شيء وتذاكر درجة أولى عند استقدامهم من أنديتهم الأوروبية والمطالبة بمعاملة «فايف نجوم».

والتحقيق السري سيطول أيضا صمت اتحاد الكرة عن الأمور التي ترددت عن عدم مناقشة أجيري في اختياراته ومناقشته في بعض ما تردد عن السمسار الذي يتعاون معه وهو الآمر الناهي فيما يخص ضم اللاعبين مما خلق أجواء لم تكن موجودة في الكرة المصرية من قبل بدليل عدم وجود لاعب واحد على دكة البدلاء لديه القدرة على إحداث التغيير في أي وقت حسب مجريات اللقاء.

أخيرًا.. ولكن يبقي شيء مهم وضروري لا بد أن تكون الدولة على قناعة به وهو أن الانتخابات لو تكررت ألف مره فلن تفرز سوي هؤلاء، لأنهم يجيدون صنعة الانتخابات ولديهم المفاتيح الخاصة بالانتخابات للدرجة التي حولت أعضاء مجالس إدارات الأندية أعضاء الجمعية العمومية إلى موظفين في «الجبلاية» ينعمون بالتدليل والمعاملة الحسنة، وبالتالي بدأت تحركات لمنع هذه المهزلة حيث تم إصدار توصيات بالاتفاق بين الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والعميد ثروت سويلم المكلف بتسيير الأمور في اتحاد الكرة أن الجمعية العمومية الانتخابية القادمة لن يكون فيها مبيت بفنادق الخمس نجوم، ولن يكون فيها التصويت المباشر من خلال مندوب النادي، ولكن من خلال استمارة رسمية وفق قرار رسمي لمجلس الإدارة مدون فيها النادي حتى لا تكون عرضة للتحايل وفق أهواء المندوب ذاته وحتى لا يكون له أدنى تأثير في العملية الانتخابية..

مؤكد.. الأيام المقبلة ستشهد تحرك المياه الراكدة في مواقع كثيرة داخل الوسط الكروي الذي أصبح محط أنظار الرأى العام في مصر وحتى تعود من جديد نغمة الانتصارات.

"نقلا عن العدد الورقي..."
Advertisements
الجريدة الرسمية