رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عميد كلية اللاهوت الإنجيلية : لا محسوبية في قبول طلابنا.. ونستقبل الدارسين من الأرثوذكس والكاثوليك

فيتو


  • القنوات المسيحية "مملة" وخطابنا المسيحي يحتاج لتجديد
  • إقبال كبير من المرأة رغم عدم رسامتها قسا
  • يحق للقس ممارسة حياته كإنسان دون تقييد.. والمواقف الطارئة تتطلب ديكتاتورية القرار
  • سفينة الكلية بدأت تجوب المحافظات واستقرت للمرة الأولى في أسيوط
  • استبعاد من يعاني من خلل نفسي أو عقلي.. ولا نقبل أن نقدم للمجتمع قنابل موقوتة
  • مناهج الكلية يضعها أساتذة متفرغون.. وقدمنا للحصول على الاعتماد الدولي الأكاديمي
  • نهتم بالعلوم الاجتماعية والنفسية بجانب العلوم اللاهوتية
  • برنامج العلمانيين يسمح بحرية الفكر.. والقساوسة «مشيخي فقط»
  • بدأنا تطبيق الدراسة الإلكترونية منذ ثلاث سنوات ببرامج عالمية
  • القنوات المسيحية «مملة».. والكنيسة أهملت برامج الفن والثقافة
  • نهدف إلى تخريج قس إنجيلي مثقف نافع للمجتمع
  • يجب أن يهتم الخطاب المسيحي بالأخلاق ويتلامس مع تحديات المجتمع


ما يقرب من تسعة عشر عاما قضاها في منصب عميد كلية اللاهوت الإنجيلية، مفرخة القساوسة الإنجيليين، أخلص في خدمة الكلية، حتى باتت على أعتاب الاعتماد الدولي..
حكاية الدكتور القس عاطف مهنى، مع كلية اللاهوت الإنجيلية بدأت عندما ترك الهندسة بعد ممارسة استمرت عامين، حيث راودته فكرة إنشاء مركز لتدريب العلمانيين بأسيوط للخدمة في الكنائس التي لا يوجد بها قساوسة، داوم على ذلك قرابة الثمان سنوات، حتى شعر بأن هناك دعوة إلهية لمداومة الخدمة، هنا شعر بأن عليه الدراسة، حتى يكون مؤهلا للخدمة، التحق بكلية اللاهوت الإنجيلية، وبعد التخرج اختير معيدا بالكلية، حصل على الماجستير والدكتوراه في العهد الجديد من اسكتلندا..

يعرف عن عميد كلية اللاهوت الإنجيلية بأنه مثقف، يقرأ في كل شيء، وفي أي وقت، تجذبه الكتب الخاصة بعلوم الإدارة والقيادة والعلوم الاجتماعية، والاقتصاد، تصفح الجرائد يوميا من باب معرفة ما يدور حوله، والمشاركة بإيجابية في النقاشات التي تجمعه بآخرين..

يبدأ الدكتور عاطف مهنى يومه في السادسة صباحا ويخلد إلى النوم في الثانية عشر مساء، يصل إلى مكتبه في كلية اللاهوت في التاسعة صباحا، ويغادره في الخامسة، وقد يصل مبكرا وأوقات كثيرة يغادر متأخرا حسب متطلبات عمله، عمله يلاحقه أيضا في المنزل، ووسط هذا الزحام تجد أسرته مكانا خاصا في يومه، حتى وإن كان هاتفيا، لكن يحرص يوم الجمعة على الاجتماع بأفراد الأسرة حفاظا على الترابط بينهم..
لدى «مهنى» ولدين أكبرهما متزوج والأصغر «خاطب»، كان يتمنى لو أن أصبح أحدهما قسا انجيليا، لكنهما اختارا طريقا آخر، وهو ما جعله يرتكن إلى الحد الأدنى وهو دراسة اللاهوت الإنجيلي، لما يرى فيها من فائدة لحياتهما..

يحب عميد اللاهوت الإنجيلية الرياضة، كان يمارسها، وما زال يتابعها يوميا، يشجع نادي الزمالك وأحيانا يختلف مع أحد أبنائه الأهلاوي، عالميا يشجع ريـال مدريد، ويتعاطف مع ليفربول الإنجليزي من أجل محمد صلاح..

رغم أن الوقت حرمه من ممارسة أشياء كان يحبها، لكنه يؤمن أن القس إنسان من حقه ممارسة ما يحبه، ويختلط ببساطة مع الناس، متشبها بالسيد المسيح..

عميد اللاهوت الإنجيلية كان يفضل أن يمارس الهندسة لو لم يكن قسا، يشعر بالحنين إليها دائما حتى يومنا هذا، تعلم من الهندسة أن لكل مشكلة حل مهما كانت صعوبتها، أثرت دراستها في حياته وشخصيته وسلوكه كثيرا..


الذكريات الحزينة غالبا ما تترك أثرا في حياة عميد اللاهوت الإنجيلية، حيث بكى عندما توفي من كان مرشده وقائده في أسيوط الدكتور عماد رمزي عالم الجيولوجيا، وقال عنه إنه كان نموذجا لعالم متواضع يعيش الحياة المسيحية بانضباط شديد، وعندما رحل شعر باليتم، وبكى كما لم يبكِ من قبل..

يتذكر أن المرة الثانية التي بكى فيها كانت بسبب كثرة كلام ونميمة ومشكلات وكذب واتهامات باطلة، وكاد أن يفقد أغلى أصدقائه..

ديمقراطي «مهنى» في أغلب الوقت، لكنه ديكتاتور في المواقف الخطرة والطارئة التي لا تتحمل مساحة الاستشارة، يتخذ في هذه الأثناء القرار ويتحمل تبعاته..

يتمنى عميد اللاهوت الإنجيلية أن يسلم الكلية لجيل يدرك قيمتها ويقودها إلى الأمام، خاصة أنه قريبا ما سيرحل عن منصبه عميدا للكلية، لكن سيستمر في الإسهام من مواقع أخرى وهي الدراسة..

«فيتو» التقت الدكتور عاطف مهنى، مدير كلية اللاهوت الإنجيلية في مقرها بالعباسية، للتعرف أكثر على أقسام الكلية وآلية اختيار الطلبة، أجاب على جميع الأسئلة دون تحفظ، رافعا شعار «ليس لدينا ما نخفيه»... شارحا أن بالكلية برامج عديدة أحدها مؤهل للقسوسية، والأخرى تقبل العلمانيين والمرأة...

في البداية نريد معرفة تاريخ كلية اللاهوت الإنجيلية؟

 كلية اللاهوت الإنجيلية تأسست عام ١٨٦٣ أي اقتربت من نحو ١٦٠ سنة، بدأت بداية بسيطة من بعض المرسلين الأمريكان، والاسكتلنديين، الذين جاءوا بالفكر الإنجيلي المشيخي لمصر سنة ١٨٥٤، والبداية كانت في سفينة أو مركب، لأنها كانت تجوب المحافظات لنشر الفكر الإصلاحي، وحاول الطلبة مساعدة المرسلين في اللغة والترجمة، وفهم الثقافة المصرية، وفي نفس الوقت يتعلمون منهم العقيدة واللاهوت، وبعدها انتقلت في فترة من الفترات إلى أسيوط حتى ١٩٠٠، ثم انتقلت إلى القاهرة في حي الأزبكية مقر السينودس حاليا، ومن ١٩٢٦ وهي في مقرها الحالي في العباسية.

وماذا عن طريقة اختيار الطلاب؟
الحقيقة عندنا خطوات دقيقة جدا لاختيار الطالب، لا سيما في البرامج، وعندما تكون الدرجة متعلقة بمنح لقب قسيس أو رجل دين يكون التدقيق شديدا جدا، الطلبة يقضون عددا من الأيام في اختبارات نظرية وعملية، بالإضافة إلى اختبارات فكرية ومعرفية بجانب اللغات، لمعرفة ماذا يحمل من أفكار، ثم مقابلات شخصية لكل طالب، للتعرف على شخصيته، لمعرفة هل يصلح للقيادة أم لا، أما البرامج الأخرى الخاصة بالدراسة، تكون الاختبارات أقل، لكن نحرص على أن طالب الكلية يفيد المجتمع، وهذا سبب التدقيق الشديد.

لكن ما الغرض من فكرة المعايشة مع الطلبة المتقدمين للكلية؟
الجزء الخاص بالفكر والعقيدة في اختبارات القبول مساحته محدودة، لأن الدراسة المفترض أن تتعامل مع العقيدة، والطالب يدرسها، فأسهل شيء يتشكل هو الجزء المعلوماتي، الجزء الأصعب هو الشخصية، لذا هناك اختبارات قبول، فهناك شخص عنيد جدا لا يقبل الرأي الآخر، أو لديه مشكلة الكبرياء أو روح انتقامية، لذا نحرص على الأبعاد الشخصية، والاختبارات النفسية، كل شخص لديه بعض القصور في الشخصية، لكن لا نقبل من يعاني من مشكلات تصل إلى حد المرض، مثل الديكتاتورية أو التصلب في الرأي، فاختبارات القبول تتخللها معايشة مع المتقدمين قبل القبول، لمعرفة سلوكهم ومتابعتهم، فنحن لا نريد أشخاصا كاملين إنما قابلين للتعليم.

قلت أن داخل الكلية برامج مختلفة.. هل تختلف طريقة اختبار المتقدمين من برنامج إلى آخر؟
متطلبات القبول تنفذ على كل طالب، العلمانيين، هم الغالبية العظمى، لدينا ٤٢٠ طالبا، القسوس منهم ٥٠ والبقية علمانيين رجالا وسيدات، القسوس رجال فقط، وذلك لأن الكنيسة الإنجيلية المشيخية لا ترسم المرأة قسا، بالتالي المتطلبات في كل برنامج تختلف، فالعلماني يقدم شهادة تثبت حصوله على بكالوريوس، وشهادة بموقفه من التجنيد، وتزكية من الكنيسة التي يتبعها، ولا يشترط في العلماني أن يكون إنجيليا، فهناك طوائف أخرى مثل الكاثوليكية والأرثوذكسية يتقدمون لأجل التعليم فقط، ونقبل الأرثوذكس والكاثوليك في اللاهوت الإنجيلي، شرط أن يقدم تزكية رسمية من الكنيسة التي يتبعها، فالكلية ترحب بكل من يريد أن يتعلم، كما أن داخل الكنيسة الإنجيلية ١٧ مذهبا، وهناك كثيرون يتقدمون للدراسة ولكن ليسوا تابعين للإنجيلية المشيخية، والأهم لا نقبل ذوي الخلل النفسي أو العقلي لكي لا يتسببوا في مشكلات للدارسين.

هل سبق واستبعدتم طلبة متقدمين أو دارسين بالكلية؟
استبعدنا كثيرين رغم ثقافتهم ودراستهم العميقة، لكن هناك بعض الخلل في شخصياتهم ونفسيتهم، حيث إنهم قد يصبحون قنابل موقوتة، على الكنيسة والمجتمع، وهذا ليس تعصبا، لكن لا يصلح أن أقدم للمجتمع شخصا مسؤولا عن التربية وصنع السلام ويكون أحمق مثلا، خاصة أن الأحمق قد يتسبب في فتنة طائفية، في ظل المشكلات القائمة، كثيرا ما ننتقد بسبب الاستبعادات، وعلى الجميع أن يدرك أن الاختبارات حيادية تماما خاصة في البرنامج المؤهل للقسوسية.

ماذا عن الصفات الاستثنائية التي يجب توافرها فيمن يتقدم للقسوسية؟
نشترط في برنامج القسوس أن يكون المتقدم يتمتع بصفات القائد وصاحب كاريزما، وصاحب قرار، ويتمتع بالشخصية القيادية وسماتها من التعقل والحزم والحسم والشفافية والالتزام النفسي، جميع هذه الصفات توضع في الاعتبار.

كم عدد الطلبة الذين تستقبلهم الكلية سنويا؟
يتقدم للكلية في السنوات الأخيرة، خاصة بعد إتاحة الدراسة عبر الإنترنت، نحو ٣٠٠ شخص سنويا، يقبل منهم ما بين ١٥٠ إلى ١٦٠ سنويا، سواء في برنامج القساوسة أو العلمانيين.

ماذا عن الدرجة العلمية التي تمنحها الكلية؟
هناك درجة علمية مؤهلة لأن يكون الشخص راعيا، وهو برنامج ماجستير اللاهوت والرعاية، ومدته ٤ سنوات متفرغا بالكامل، حتى في الصيف يرسل إلى تدريب عملي، برنامج آخر ماجستير الآداب في اللاهوت وهذا للعلمانيين، وبه تخصصات داخلية مثل تخصص دراسات كتابية، والعقيدة والحياة العملية ويتفرع منها برامج أخرى مثل المشورة والأمور النفسية ومقارنة الأديان، كما أن هناك برامج في الإعلام والقيادة والإدارة، أما الدراسات العليا يجب أن يسبقها دراسة لاهوتية، تؤهل للدكتوراة.

من يضع مناهج كلية اللاهوت الإنجيلية؟
يضع المناهج أساتذة الكلية المتفرغون، يضعون منهجا طويلا وعميقا ومتطورا وجامع عالميا، فلا توجد مثلا كلية لاهوت محترمة لا تدرس عقيدة، وتاريخ كنيسة، أو دراسات كتابية كالعهد الجديد والقديم، وباللغة الأصلية، كما أن هناك علوما أساسية لا يمكن تجاهلها وهناك مجال للتجديد والتطوير المستمر في المناهج، وتقدمنا للحصول على الاعتماد الدولي الأكاديمي، وهذه لها مقاييس ومعايير دقيقة جدا، تركز على ما يقدم للطالب في كل ثانية، كما أنه كل خمسة سنوات يعاد النظر في البرامج، ويحدث تعديل وإضافات.

ماذا عن الهيكل التنظيمي لكلية اللاهوت الإنجيلية؟
كلية اللاهوت خاضعة للكنيسة الإنجيلية المشيخية، والسينودس يفوض مجلسا لإدارتها، فأعلى سلطة مجلس كلية اللاهوت، ينوب عن السينودس الإنجيلي لإدارتها، هذا المجلس يضع سياسات عامة، ويرفع تقارير لبيان تنفيذ السياسات بصورة سليمة، المسؤول عن الجهاز التنفيذي هو عميد الكلية، و٣ وكلاء ولجان متعددة لإدارة شؤون الكلية، بهذا الهرم متدرج تتم مخاطبة عميد الكلية وترفع الطلبات أو التقارير للمجلس، والمجلس يرفعها للسينودس.

هل تركز الكلية على الدراسة اللاهوتية فقط.. أم أن الدراسة بها متشعبة؟
الدراسة في الكلية لا تركز فقط على اللاهوتية، خاصة أن العلوم متشابكة، لكن لدينا علوم لاهوتية مباشرة، مرتبط بالعقيدة والكتاب المقدس، وهناك علوم اجتماعية متشابكة مثل علم النفس والفلسفة وعلم الاجتماع، خاصة أن كل ما يخص الخدمة لا يصلح تطبيقه قبل فهم هذه العلوم، فالمشورة مثلا قائمة على علم النفس، والعقيدة مرتبطة بالفلسفة، كثير من الأسئلة الخاصة بالله ووجود الله أسئلة فلسفية.

إذن الكلية لديها آليات لبناء الشخصية لتصل إلى المرجو.. ماذا عنها؟
في السنوات الأخيرة نطبق فلسفة جديدة، فتركيزي ليس على تشكيل العقل فقط، التعليم قديما كان مرتكزا على حشو معلومات أو إضافة معلومات، أما اليوم نستخدم بدل كلمة تعليم تشكيل، لأن الطالب ليس صفحة بيضاء، ونسعى لتشكيل الطالب فكريا، أما التشكيل الشخصي يشمل نفسيته، سلامه علاقة الطالب بالله، ضميره، كما نضع في الاعتبار التشكيل المهاري، وهو البعد العملي، لكي يكون الطالب منظما قادرا على اتخاذ قرارات ويخطط للمستقبل، كما أن هناك مواد خاصة بمهارات التواصل، الخطابة، اللغة العربية وسلامتها، علم التفسير، وعلم الوعظ.

ماذا لو تسلل شخصا ليصبح قسيسا إنجيليا وهو لا يؤمن بالفكر المشيخي؟
عبر السنين فصلنا طلبة بعد تدقيق شديد، وكان أحدهم في سنة البكالوريوس، فلا يمكن قبول طالب في برنامج القسوس ولديه مشكلة سلوكية أو أخلاقية، أو فكرية عقائدية، خاصة إذا كان لا يؤمن بالفكر الإنجيلي المشيخي، لكن في البرامج التي لا تؤهل للقسوسية هناك مجال لحرية الفكر، فداخل الكلية الطالب يتعلم كل المدارس والاتجاهات، سواء الأرثوذكسية أو الكاثوليكية، أو المشيخية، أو الإنجيلية بوجه عام، أو الفكر الحر الليبرالي، ومن حق الشخص أن يدرس، لكن عند إعداد رجل دين لمذهب معين ليس من حقي أو حقه أن لا يكون مؤمنا بهذا المذهب، كما أنه بعد التخرج من الكلية هناك اختبارات أخرى تجريها المجامع، بالإضافة إلى أن هناك عهدا يسمى عهد النذر، يتعهد الشخص أمام الله بأن يكون أمينا للفكر المشيخي.

البعض ينتقد المحسوبية في القبول بكلية اللاهوت؟
لا توجد إطلاقا وساطة أو محسوبية في قبول طلبة كلية اللاهوت الإنجيلي، حتى وإن كان ابن قسيس، ويحصل الطالب على ثلاث فرص للتقدم للاختبارات بعدها يغلق الباب.

هل يمكن قبول سيدات؟
نعم.. لكن البرنامج الوحيد الذي لا يوجد به سيدات هو برنامج القسوس، أما في باقي البرامج تصل نسبة السيدات إلى ٣٥ بالمئة، وكانت النسبة قليلة في الماضي، وزادت بسبب التوعية كما أن ظروف السيدة في الحركة كانت عائقا، وساهم في ذلك افتتاح فروع إلكترونية، وفروع في المحافظات، فزادت نسبة السيدات.

متى بدأت الكلية تطبيق الدراسة الإلكترونية.. وهل تعطي نفس الدرجة؟
الدراسة الإلكترونية تعطي نفس الدرجة، لكن في برنامج القساوسة، لا يمكن إعطاء الدرجة كاملة "أون لاين" بسبب ضرورة وجود معايشات اجتماعية، والكلية من ٢٠٠٦ كانت تدرس تطبيق الدراسة "أون لاين"، لكنها بدأت التطبيق فعليا منذ ثلاث سنوات، هناك بعض البرامج قوية جدا تساعد على رؤية الطالب عن طريق الفيديو ومناقشته أيضا، بالإضافة إلى احتوائه على مكتبة إلكترونية ضخمة جدا، والطالب يقدم أبحاثه والواجبات اليومية "أون لاين"، وعلى الطالب أن يسجل كل شيء في مواعيده وإلا ضاعت درجته.

هل توجد فروع أخرى للكلية.. وماذا عن الطلبة المتزوجين؟
هناك فروع في الإسكندرية والمنيا وأسيوط، وعندما رفعنا سن القبول واشترطنا أن يلتحق بالكلية وهو حاصل على بكالوريوس، أصبح كثيرون من الطلبة لديهم أسر، اضطررنا لأشياء معينة، وممكن السماح للطلبة بقضاء وقت مع أسرتهم.

ماذا عن ماجستير الآداب في الإعلام؟
برنامج ماجستير الإعلام حديث ولا يمكن تقييمه حاليا، لأن الدفعة الأولى لم تتخرج بعد، الحكم على البرنامج مبكرا، وهدفنا تخريج إعلامي يمثل قيادة أينما كان ومؤهل لممارسة الإعلام ولديه بعد قيادي وفكري، وعموما مازالت التجربة جديدة، وفي طور التطوير.

هل لدينا مشكلة في الإعلام المسيحي؟
مشاكلنا أن القنوات المسيحية مملة، لأخطاء تعليمية تبنتها الكنيسة بوجه العام، لأنها أبعدت نفسها عن مجالات بعينها مثل الفن والثقافة، رغم أن الدين الحقيقي لا بد وأن ينطبع في كل أمور حياتنا.

كيف توازن الكلية بين الجوهر والمظهر خلال دراسة طالب اللاهوت؟
لدينا الكثير من المواد المعنية بذلك، لكن الحرص الشديد على الشكل والوجه يحول القس إلى مرائٍ، فالتوازن مهم جدا، لذا نعلم التعليم الصحيح وندفع الشخص إلى الصورة الجيدة التي تشجع ولا تعثر، وأن يكون هذا تأصيلا وليس شكليا، الحفاظ على الشكل خير، لكن إذا لم ينسحب على مضمونه ومعدنه الداخلي، يخلق جماعة من المنافقين والمرائين، وهدفنا تخريج قسيس إنجيلي مثقف ومتعاون دوره إيجابي، يقدم خدمات للكل دون تفرقة.

أخيرا.. ماذا عن الخطاب المسيحي وهل يحتاج إلى تجديد ؟
نعم يحتاج خطابنا المسيحي إلى تجديد، فلا بد أن يهتم الخطاب بمنظومة الأخلاق، ويواكب تحديات العصر، كما يجب أن يكون لرجل الدين المسيحي قول عملي في كل القضايا المجتمعية والتحديات المعاصرة، الخطاب الديني يجب أن يتلامس مع تحديات المجتمع، واحتياجات المستمع، أو الخطاب الديني لا يجب أن يكتفي بالممارسة أو الطقس بل لا بد أن يصل إلى تغيير الحياة، والأخلاق والتعامل مع تحديات الزمان والمكان.

Advertisements
الجريدة الرسمية