رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"المشروب الأبيض" لاستقبال زوار الصعيد على الطرق السريعة والصحراوية في قنا (صور)

فيتو

"تعالى جرب وشوف مسكر الغلابة... بوظة عمك عبد الله.. اروي عشطك يا حران.. اقف يا طيب علطول الطريق.. حتلاقي العم مستنيك بكوب الشفا.. وظنك خايب يللي تفكر أنها خمير يذهب العقول".. كلمات التراثية يقف العديد من الباعة بعربات على الطرق السريعة والصحراوية لبيع البوظة المثلجة.


وتعرف البوظة بأنها مشروب بلدي في الأماكن الشعبية وصعيد مصر، ولها تاريخ طويل في مصر، منذ بداية القرن الخامس عشر، وهناك بعض الباحثين يعتقدون أن البوظة لها أصول فرعونية، وكانت معروفة لدى الكثير بأنها من المسكرات، ولكنها في الصعيد تعد المشروب الرسمي لاستقبال الزوار على الطرق السريعة والصحراوية.

وتجولت "فيتو" على الطرق الصحراوية والسريعة لرصد حركة البيع والشراء للبوظة، والتقت "عبد الله أبو ياسر"، أقدم بائع بوظة في قرى مدينة قوص، ذلك الرجل الستيني والذي يقف مرتديًا "تقشيطته" المقلمة، واضعا على رأسه الطاقية والعمامة، وبجواره عربة عليها العديد من البراميل الصغيرة وبها البوظة وبجوارها الثلج وأكياس صغيرة.

وقال العم عبد الله، إنه يعمل بتلك المهنة منذ عدة سنوات ويتجول بين الطرق والشوارع والمدن لبيع البوظة، منوهًا إلى أنه توارث تلك المهنة عن والده، وبالطبع اختلفت حركة البيع والشراء عبر العصور والسنوات الماضية، ولكن في شهر رمضان وأشهر الصيف هما من أكثر أشهر البيع.

وسرد طريقة عمل المشروب الأبيض كما يطلق عليها في الصعيد، وقال إنه عبارة عن دقيق أو شعير وسكر وماء يقلب الخليط على النار، ويضاف إليه الخميرة، وماء الورد عليها ثم يوضع في الثلاجة فترة، لتشرب مثلجة أو تترك تختمر وتصبح من المسكرات.

وأشار إلى أن الكثير من أهالي الصعيد يفضلونها مثلجة وغير صحيح من يدعي انها تسكر أو هي من المواد المسكرة،لافتًا إلى أن كل مكوناتها طاهرة ولايوجد بها أي شبه محرمة، بدليل أنها تباع في شهر رمضان، وهي تشبه الكثير من مشروبات كثيرة أنتجها الشعب المصري.

وتابع: "تختلف طريقة صناعتها من محافظة إلى أخرى ودولة إلى أخرى، ولا يوجد أي تشابه غير المكون الرئيسي وهو الخميرة، والعيش الشمسي يصنع من الخميرة والفايش القناوي فليس معقولًا أن يكون هذا مسكر أو نوع من أنواع الخمرة وإلا لم تركت تباع في الأسواق ومحال بيع العصير، كما أن الكثير من الأطفال يتناولونها للتطريب في وقت الحر الشديد".
Advertisements
الجريدة الرسمية