رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نص كلمة وزير الخارجية في افتتاح دورة المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي

وزير الخارجية سامح
وزير الخارجية سامح شكري

ألقى وزير الخارجية سامح شكري كلمة في افتتاح الدورة العادية الـ35 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي على مستوى وزراء الخارجية (4-5 يوليو 2019) في نيامي بالنيجر.


وجاء نص الكلمة كالتالي:
أود أن استهل كلمتي بتوجيه الشكر لأخي وزير خارجية جمهورية النيجر وحكومة وشعب النيجر الشقيقة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منذ وصولنا إلى مدينة نيامي ذات التراث العتيق.

كما أتوجه بالتحية لأشقائي وشقيقاتي وزراء خارجية ومالية الدول الأعضاء على إسهاماتهم المقدرة وجهودهم الحثيثة من أجل دفع أجندة العمل الأفريقي المشترك نحو الاندماج الإقليمي والعيش الكريم الآمن ووحدة الصف والكلمة الأفريقية على الساحة الدولية.

ولا يفوتني بالطبع أن أعرب عن التقدير للأخ العزيز موسى فقيه محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأعضاء المفوضية على جهدهم الكبير واضطلاعهم بمهامهم لتنفيذ تكليفات الدول الأعضاء وتقديم المشورة اللازمة لهم.

الأخوة والأخوات
تتسم اجتماعاتنا اليوم بصبغة تاريخية فريدة كونها أول اجتماعات من نوعها بناءً على تكليف السادة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية وتفويضهم لنا لمتابعة تنفيذ تكليفات القمة وفقًا لدورية انعقاد القمم الجديدة ومخرجات عملية الإصلاح المؤسسي الجارية للاتحاد. كما سنتولى سويًا التمهيد للدورة الأولى لاجتماعات قمة التنسيق الصيفية المستحدثة، والإعداد للقمة الاستثنائية المخصصة لإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية.

ولعلكم تتفقون معي على الأهمية الكبيرة لهذا الاستحقاقات وما يرتبط بها من مسؤوليات على عاتقنا جميعًا، مما يستلزم بذل كل الجهد والاقتداء كما عهدنا دائمًا بروح التوافق والتضامن التي ما لبثت تمثل عصب عملنا الأفريقي المشترك، واضعين نصب أعيننا صالح شعوبنا ودولنا العظيمة.

السيدات والسادة
أود أن أركز حديثي على خمس رسائل رئيسية، أولها أنه لا شك فقد آن الأوان لتعزيز التنسيق والتعاون بين الاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية الثمانية، على أسس من التكاملية وتقسيم الأدوار وتجنب الازدواجية واستغلال الميزات النسبية لكل منها، للارتقاء بمعدلات الاندماج الإقليمي والقاري، بما يحقق الرؤية الإصلاحية القائمة على ترشيد أعمال القمم الأفريقية وتركيزها على الموضوعات الاستراتيجية كرسم سياسات الاندماج القاري ومسائل السلم والأمن والشؤون السياسية وتمثيل القارة على الساحة الدولية، بينما يتم إفساح المجال للتجمعات الاقتصادية الإقليمية لمتابعة وتنفيذ خطط وبرامج الاندماج الإقليمي باعتبارها اللبنات الأساسية للجماعة الاقتصادية الأفريقية وفقًا لمعاهدة أبوجا لعام 1991.

نحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة في مسيرة العمل الأفريقي المشترك، وعلينا أن نؤسس لهذه المرحلة برؤية واقعية تضمن دفع عجلة الاندماج الإقليمي والقاري على أسس سليمة ومستدامة.

ثانيًا، سنحتفل جميعًا هنا في نيامي بإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، هذا المشروع القاري الرائد بكل ما يحمله من طموحات وتحديات وما يفتحه من آفاق جديدة للتكـامل والتنميــة في ربوع قارتنا الغاليــة. وأود هنا أن أسجل أن تحقيقنـــا لحلم التجارة الحرة هو خطوة كبيرة على طريق الاندماج الاقتصادي، وأنه لا خيار أمامنا سوى تحرير التجارة فعليًا وتنفيذ هذه الاتفاقية حرفيًا إذا ما أردنا أن نحقق نقلات نوعية حقيقية في معدلات الأداء الاقتصادي والتنمية والاندماج الإقليمي والقاري من خلال التكامل الإنتاجي والتجاري القائم على الميزات التنافسية وبناء سلاسل القيمة المضافة الممتدة في ربوع القارة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، مما يضمن لأبناء قارتنا الحبيبة أن يكونوا أول وأكبر المستفيدين من مواردها الواعدة.

ثالثًا، لعلكم تتفقون معي على أولوية تطوير البنية الأساسية للنقل والانتقال والاتصالات حتى نتمكن من جني ثمار تحرير التجارة، فلم يعد معقولًا أن نضطر من أجل الانتقال بين نقطتين داخل القارة لأن نغادرها إلى نقاط خارجها قبل أن نعود إليها مجددًا في رحلات مكلفة وطويلة ومضنية، كما لم يعد مقبولًا أن تكون تكلفة نقل البضائع داخل القارة الأعلى عالميًا.

وبالمثل فقد حان الوقت للاستفادة من الثورة التكنولوجية من أجل توثيق التواصل والتكامل بين دولنا، والاستفادة أيضًا من الثورة الصناعية الرابعة وما تتضمنه من تقنيات متطورة كالتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. فالطرق الطويلة تبدأ دائما بخطوات صغيرة، ونحن قد خطونا خطوات كبيرة بالفعل علينا أن نواصلها ونبنى عليها ومن أهمها برنامج تطوير البنية التحتية في أفريقيا “PIDA” بما يتضمنه من مشروعات للربط الحيوى مثل محور القاهرة – كيب تاون، وتطوير شبكات الاتصالات والربط الكهربائي والسكك الحديدية في ربوع القارة.

رابعًا، فلا مجال للحديث عن الاندماج والتجارة والتنمية دون توفير البيئة المواتية بإسكات البنادق وتدشين دعائم السلم والأمن في القارة، فاجتماعنا اليوم ينعقد في وقت نشهد تحسنًا على بعض الأصعدة وتراجعــًا على بعضها الآخر. لكن الرسالة واضحة لكل

الأطراف المتناحرة، أوقفوا الاقتتال وسفك الدماء، ودعونا نكمل مسيرة التنمية والبناء. دعونا نشحذ أدواتنا لإعادة الإعمار والتنمية ونعززها بكل طاقاتنا لتدشين دعائم الاستقرار وجني ثمار السلام. ولا تدعوا مجالًا لآفة الإرهاب الخبيثة ودعاتها لتدمير مقدراتنا وهدم مؤسساتنا الوطنية واختطاف أحلامنا المشروعة في غد أفضل. وبالمثل، فعلينا أن نحافظ على شبابنا وهم أغلى ثرواتنا من براثن عصابات الهجرة غير القانونية والاتجار في البشر، وأن نضع حدًا لمآسي النزوح والاغتراب الداخلي.

خامسًا، تشمل أجندة اجتماعاتنا موضوعات أخرى على قدر كبير من الأهمية من بينها اعتماد الهيكل الجديد للاتحاد الأفريقي وفقًا لخارطة طريق عملية الإصلاح المؤسسي المستمرة، واعتماد ميزانية عام 2020 وهى أولى ميزانيات دورة الميزانية الإطارية الثلاثية الجديدة 2020-2022، والتوافق على المساهمات في صندوق السلام عملًا بمبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية. ولذا، فإنني أعول على دعمكم المعتاد من أجل الخروج بنتائج ملموسة على كافة هذه الأصعدة، متزودين بالصبر والتصميم على مواصلة العمل الدؤوب والتقدم للأمام سويًا.

أشكركم على حسن استماعكم
وأعلن افتتاح أعمال الدورة العادية الخامسة والثلاثين للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي.
Advertisements
الجريدة الرسمية