رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد صالح يكتب: أوهام كوشنر للسلام

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


عندما يُحدثنا الشيطان عن الفضيلة أو يطلب منا شريكًا لأحد اللصوص استئمانه على المسروقات لإعادتها لأصحابها، أو يعدُنا (كوشنر) بإصلاح أحوال الفلسطينيين الاقتصادية فلا يجب أن نُصدق ذلك، وإلا فإننا نكون كمن أسند للذئب مهمة رعاية الأغنام.


بعد شهور من الغموض والتسريبات خرج علينا كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكى ترامب ليوضح ملامح خطته المعروفة إعلاميا بصفقة القرن للسلام في الشرق الأوسط وتكلم كثيرًا قبل وأثناء ورشة المنامة بالبحرين عن قبول الواقع وضرورة فهم الحقائق على الأرض (يقصد الضعف لعقود زمنية وقلة حيلة العرب في حل المعضلة الفلسطينية)، وتحدث عن حق الفلسطينيين في الحرية والاحترام! لكن الحرية التي يقصدها خالية الدسم.. فقط للعبادة وفرص العمل لا تعنى التحرر وحل الدولتين والرجوع لحدود ما قبل عام 1968، وعودة اللاجئين أو مبادرة السلام العربية، لكنه اختزل حقوق الفلسطينيين في المال! وبذلك تتحول القضية من الأرض مقابل السلام إلى المال مقابل التنازل عن الأرض.

ومن الواضح أنه السلام الذي يركز عليه السيد كوشنر هو أقرب للرشوة السياسية للفلسطينيين من مبادرة سلام حقيقية بمنحهم خمس وعشرون مليار دولار مقسمة على عشر سنوات تخدم عدة مشروعات لحل مشكلات البطالة وضعف الاقتصاد، ولم يكتف اللاجئين الفلسطينيين الموجودين لديهم مقابل إقامة مشروعات كبيرة ذات عوائد هائلة على اقتصادهم، أما مصر فكان (خيال) كوشنر(وفقًا للتحليلات) يصور له إمكانية قبولها باقتطاع جزء من سيناء لإقامة مشروعات تخدم مشروعه أو مبادرته! لذلك ظهر وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، وفى توقيت حاسم في مقابلة مع قناة روسيا اليوم لإزالة هذا الوهم ولقطع الطريق على أي اجتهادات أو أي شكوك أخرى وقال: "إنه لا تنازل عن أي ذرة أو حبة رمل من سيناء التي إستشهد من أجلها المصريون".

بدأت وانتهت ورشة المنامة بالبحرين بمشاركات منخفضة من الدول التي حضرت اليها دون تمثيل رسمى فلسطينى ودون تحقيق أي شىء سوى مزيد من الرفض العربى والدولى لتحويل الحديث عن السلام من مفاوضات إلى مضاربات وبإعادة التأكيد على أن العودة لحدود ما قبل 1968 وعودة اللاجئين وحل الدولتين أساس أي سلام وأن القدس وسيناء وكافة الأراضى العربية ليست للبيع، وأخيرًا على المستشار الصغير (سنًا) إعادة دراسة المنطقة أكثر لفهم طبيعة شعوبها فمن يُضحى بحياته دفاعًا عن أرضه لا يقبل أبدا ببيعها ولو كان المقابل مليارات أو تريليونات الدولارات.
Advertisements
الجريدة الرسمية