رئيس التحرير
عصام كامل

فوبيا السود.. لعنة تحل بيهود إثيوبيا في إسرائيل (فيديو وصور)

فيتو

موجة جديدة من الغضب الإثيوبي تجتاح إسرائيل على خلفية مقتل مواطن من إثيوبيا على يد شرطي إسرائيلي، ولا يُعرف حتى اللحظة إلى أين ستذهب هذه الموجة ولكن إسرائيل تخشى تداعياتها وأثارها، ونتج عن التظاهرات المستمرة حتى اليوم إصابات كثيرة سواء في صفوف الإثيوبيين أو الشرطة الإسرائيلية.


الخوف بالشارع
ويعيش الإثيوبيون في إسرائيل حالة من القهر والعنصرية تعود للقرون الوسطى، حتى أن المتظاهرين حاليًا يقولون إن الشباب الإثيوبي يخافون السير في الشارع بسبب التعامل المهين معهم داخل المجتمع الصهيوني.

ويقول أحد المشاركين في التظاهرات بحسب الإعلام الإسرائيلي، إنه "في كل مرة يقتل فيها إثيوبي في إسرائيل فإنه لا يقدم للمحاكمة لأن المواطن الإثيوبي في إسرائيل ليس له ثمن، حتى حادث الشرطي الأخير الذي تسبب في مقتل الإثيوبي والذي يدعى سالمون تيكي البالغ من العمر 19 عامًا، فإن الشرطي حاليًا يجلس مرتاح البال داخل فندق"، لذلك يؤكد الإثيوبيون أن صبرهم قد نفد.

فوبيا السود
ويوضح آفي يالو، ناشط إثيوبي بارز، مدى فوبيا الإسرائيليين من ذوي البشرة السوداء، قائلًا: "لقد أصبح السود هدفًا سهلًا، وكلما كنت أكثر قتامة، كلما كنت في خطر أكبر"، وأضاف: "عندما يشعر أحد رجال الشرطة بالخطر، فهذا ليس لأنه تم إلقاؤه بالحجارة، ولكن لأن السود يقفون أمامه. العنصرية تؤدي إلى إطلاق الشرطة النار يومًا بعد يوم على المواطنين من أصل إثيوبي".

وأضاف: "لا أريد اعتذارهم، لأنه لن يعيد سالمون وأولئك الذين ماتوا بسبب لقائهم ضباط الشرطة في إسرائيل، أريد أن يفكر الشرطي القادم للحظة قبل أن يبدأ في إطلاق النار على المدنيين".

وقال عضو الكنيست بنينا تامانو شاتا من حزب "أزرق وأبيض": "أنا عائد من مركز الشرطة في كريات حاييم، آسف لأن ما يحدث الآن هو فقدان السيطرة على الشرطة التي اختارت إطلاق النار مباشرة على الأطفال والبالغين دون تحذير".

وتصاعدت احتجاجات الإثيوبيين في الكيان الصهيوني، ضد مقتل الإثيوبي سالمون تيكي على يد ضابط شرطة إسرائيلي، وأحرق المتظاهرون الإطارات، وهتفوا بأسماء الشبان الذين قتلوا بالرصاص: "لقد قتلوا تحت حماية القانون".

وقال الشرطي المتهم في الواقعة أثناء التحقيقات بعد اعتقاله عقب إطلاقه النار على الشاب إن مجموعة من الشبان اعتدت عليه دون مبرر، لدرجة أنه شعر أن حياته كانت معرضة للخطر، مما اضطره إلى استخدام سلاحه، وقال أحد المتظاهرين: "لا يوجد مبرر لسبب وجودنا هنا، على الأقل أنهم لن يقتلونا مثل هذا بموجب القانون".

يهود الفلاشا
العنصرية والمفاضلة في التعامل الإسرائيلي مع يهود الفلاشا أو يهود إثيوبيا تتجلي في لجنة قرار وزاري اتخذته سلطات الاحتلال مؤخرًا، بشأن جلب نحو 1000 إثيوبي من أصل يهودي (الفلاشا) من أديس أبابا إلى تل أبيب في ضوء عملية عرفت باسم: "لم شمل الأسر".

وهنا بدا التمييز واضحًا ما جعل المجتمع الإثيوبي بحسب صحيفة "معاريف" العبرية، يشتكي من الموافقة الإسرائيلية على جلب فقط المهاجرين الذين لديهم أطفال في إسرائيل، وتمت الموافقة على 1000 من أصل 1500 طلب.

تردي الأوضاع
يلجأ الكثير من الأفارقة خاصة يهود الفلاشا للهجرة إلى إسرائيل، سواء عن طريق الهجرة الشرعية أو التسلل أملا منهم في الفوز بحياة أفضل، خاصة بعدما أعلنت دولة الاحتلال استعدادها لاستقبال اللاجئين الأفارقة، وفتح باب الهجرة ليهود إثيوبيا، إلا أن سوء معاملة اليهود الإثيوبيين داخل إسرائيل وتردي وضعهم الاقتصادي واعتبارهم مواطنين "درجة ثانية" كشف لهم أنهم خدعوا بأحلام الرافاهية في دولة الاحتلال.

ويبلغ عدد يهود إثيوبيا في إسرائيل نحو 140 ألف شخص، بينهم أكثر من 50 ألفا ولدوا في إسرائيل.

الجريدة الرسمية