رئيس التحرير
عصام كامل

كمال أحمد نائب البرلمان : 30 يونيو أنقذت مصر من التقسيم.. وإنجازها الأكبر حفظ استقرار البلاد

فيتو


وصف كمال أحمد عضو مجلس النواب، ثورة ٣٠ يونيو بأنها جسر العبور للنهضة والاستقرار، مشيرا إلى أن الشعب استعاد توازنه بانطلاقها، ولولاها لانتهت مصر وقسمت إلى دويلات صغيرة ونشبت فيها حروب طاحنة.


وقال أحمد: إن الحفاظ على الوطن واستقراره أكبر وأهم إنجازات الثورة، إضافة إلى استعادة بناء مؤسسات الدولة بعد تدميرها وتخريبها في الفترة السابقة للثورة، مشيرا إلى أن هناك تغييرا ملموسا في مختلف القطاعات بسبب الثورة، وهناك جزء من أهدافها لم ينفذ بعد، وهو عدم الوصول إلى مرحلة اقتصاد الإنتاج.. وإلى نص الحوار:

في ذكراها السادسة، كيف ترى أهمية ثورة ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣؟
بالطبع كان لا بد من انطلاق الثورة، وأن يستعيد الشعب توازنه بعد الفترة السابقة لها، حيث كان لا بد من إعادة تصحيح الأوضاع بهدف استقرار الوطن، وبالتالي انطلقت تلك الثورة الشعبية الخالصة، والتي التف حولها الشعب وخرج متلاحما بكل طوائفه، مناديا وهادفا لاستقرار بلده وإنقاذها من النفق المظلم والخروج بها إلى شاطئ الأمان، حيث كان الخوف يسيطر على الجميع من ضياع الوطن.

ما أهم تلك الإنجازات من وجهة نظركم؟
أولا: الحفاظ على الوطن واستقراره ليس له ثمن، فهو أكبر وأهم إنجاز، ثانيا: يأتي عدد من الإنجازات يتمثل أهمها في استعادة بناء مؤسسات الدولة بعد تدميرها وتخريبها في الفترة السابقة للثورة، ثالثا: من ضمن أهم الإنجازات بدء وضع تصور للخروج من الانهيار الاقتصادى الذي كانت تعاني منه البلاد، بالإضافة إلى العمل على سرعة تلبية احتياجات المواطنين، ووضع تصور لبناء مستقبل البلاد، وأرى أن من الإنجازات المهمة أيضا، هو ثنائية الحركة لتحقيق الاستقرار بين كل من تأمين حدود البلاد وإجراءات تنمية ونهضة البلاد في آن واحد.

إلى أي مدى ترى التغيير الذي حدث بعد الثورة على المستوى الخارجي؟
بالفعل، حدث تغيير ملموس وقوى جدا فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية للبلاد، حيث أصبح المسار الذي تتبعه البلاد في علاقاتها الخارجية، هو طريق التوازن والمصالح المشتركة في العلاقات مع كل دول العالم، بعد أن كان طريق التبعية من قبل، ما أدى إلى إعادة التواجد المصري بقوة في مختلف أنحاء العالم، واستعادة الكنز المصري في قارة أفريقيا، حيث كانت مصر لها كنز كبير في أفريقيا خلال فترة الخمسينيات والستينيات وللأسف فقدناها عقب ذلك، وحل محلنا آخرون.

كما أن العلاقات المصرية مع الدول العربية، أصبحت جيدة جدا، وتقوم على سياسة عدم التدخل في شئون الآخرين، على اعتبار أن كل شعب له الحق في تقرير مصيره.


وماذا عن المشهد السياسي، هل هناك تغيير حدث في شكل وإدارة المشهد بعد الثورة عما كان من قبل؟
بالطبع حدث تغيير، فقد انتقلنا من مرحلة السيطرة والاستحواذ الذي أدى إلى العداء القوى بين القوى السياسية والاجتماعية بالبلاد، إلى مرحلة فتح الباب لكافة الأحزاب والقوى السياسية وسماع مختلف الآراء، فقبل ٣٠ يونيو، كان الاستماع إلى مختلف الآراء أمر معدوم، وهو ما أدى إلى حالة من التحالف بين القوى السياسية، للبحث عن مخرج للحفاظ على الوطن من الانهيار، وبالفعل كان ذلك التحالف رائعا، خاصة التحالف العنصرى بين المسيحيين والمسلمين، وجاء الرهان على وقوع انشقاق في نسيج الوطن عكسيا، حيث حافظ الجميع على الوحدة من أجل الوطن.


وماذا عن الوضع الاقتصادي، قبل وبعد الثورة؟
لا يوجد وجه مقارنة، بين المشهدين، يكفى أننا قبل الثورة كانت ناقلات القمح والطاقة المستوردة من الخارج، تقف في عرض البحر ولا تسلمك البضاعة إلا بعد سداد ثمنها بالكامل، ما يعني انعدام الثقة فيك، بالإضافة إلى الفارق الكبير في أرقام ومخزون الاحتياطي النقدى قبل وبعد الثورة.

فقد تضاعفت التعاقدات التي تمت مع الخارج بعد الثورة، وأصبح هناك الكثير من الإنجازات في قطاع الغاز والبترول، وأصبحت المعاملة النقدية والاقتصادية مع الجانب الأجنبي متوازنة، وتصب في صالح البلاد، على عكس ما كان يهدف إليه النظام قبل الثورة.

أيضا، أصبح لدينا عدد كبير المشروعات الزراعية والسمكية، وإن كانت لم تصل نتائجها بعد إلى القواعد الشعبية، ولكنها مسألة وقت، حيث تم فتح الباب للاستثمار الخارجي وتهيئة البيئة المصرية، من بنية تحتية وتشريعات وتسهيلات، بهدف جذب الاستثمار الخارجي.

وبالتالي أرى أن المشهد الاقتصادى قبل الثورة كان صورة قاتمة، ومشهد انهيار اقتصادى، وأصبح الآن مشهدا به أمل واضح، وعلينا الاستمرار والانطلاق فيه.

وهل ترى أن كافة أهداف الثورة تحققت من وجهة نظركم؟
لا يوجد عمل كامل، وبالتالي هناك أهداف تحققت وأهداف لم تتحقق وأخرى تحققت بنسبة ما، فنحن نبني ونحارب في ذات الوقت، ونراهن على الزمن، ونراهن على استيعاب الشباب للتحديات.

وما الأهداف التي لم تتحقق من وجهة نظركم؟
رغم إنشاء بنية تحتية وقاعدة كبيرة للاستثمار، إلا أنه ما زالت هناك مصانع مغلقة، وهذا أمر ضرورى ومهم، نظرا لأن نهضة الشعوب تقاس بعدد مصانعها وحجم إنتاجها، فالصناعة دعامة أساسية للاقتصاد، والاقتصاد والبندقية هما درع الوطن لضمان استقراره وحمايته، كما أن الاستسلام لممارسة الاقتصاد الريعي القائم على العوائد، لا يبنى أوطانا، ولا بد من الاقتصاد العيني وهو القائم على الإنتاج، الذي يحقق التطور ودائما باقى مقارنة بالاقتصاد الريعي الذي يعد ناضب في أي وقت.



وهل ترى أن التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد منذ الثورة طبيعية، وإلى متى ستستمر؟
بالطبع أراها طبيعية، وستظل مستمرة.

لماذا؟
لأن الهدف منها هو ضرب الوطن، ومصر ما زالت في قائمة العدوان والاستهداف بالتفتيت، حيث هو صراع أبدي بين قوى الشر والخير، وتاريخ مصر يكشف عن تعرضها للعدوان منذ سبعة آلاف عام، بعد كل نهضة تحدث بها، وبالتالي ما يحدث طبيعي، ويجعلنا دائما في حذر للحفاظ على الوطن وسلامته وبنائه المستمر.

وما توقعاتكم حول أوضاع البلاد في ظل استمرار تلك التحديات الفترة المقبلة، وما هي نصائحكم أيضا؟
أرى أن البنية التحتية الحالية جيدة جدا، وعلينا الاتجاه إلى بناء المصانع وتخصيص مناطق واسعة لمشروعات الصناعة والزراعة وغيرها من قطاعات الإنتاج، الذي يعد دعامة أي نهضة واستقرار وطن، كما علينا العودة إلى بناء المدارس التعليمية الكبيرة، التي تتضمن مراحل حضانة والابتدائى والإعدادى والثانوى، ويكون فيها كل شيء، من معامل ومسرح، ليقيم فيها الطلاب حتى تخرجهم، فذلك يعد مشروعا تعليميا كبيرا، يمثل نهضة تعليمية كبرى. 

أيضا أتمنى التعامل مع ملف النقل بشكل أفضل، حيث إن شوارعنا محدودة، وحركة انسياب المرور فيها اختناقات، وما نحتاجه هو تنظيم حركة الدخول والخروج للعاملين، لتخفيف الضغط على الطرق، بالإضافة إلى الرجوع لاستخدام النقل العام وتطويره.



الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية