رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«ذي الحجة» رمانة ميزان التقويم الهجري و11 سنة كبيسة كل 30 عاما

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كان العرب قبل الإسلام يستخدمون تقاويم مختلفة، ترتبط بأحداث مهمة، فيؤرخون الحوادث بالنسبة للعام الذي بُنيت فيه الكعبة 1855 قبل الميلاد، ولما أصبح هذا التاريخ موغلا في القدم، أصبحوا يؤرخون بحدث انهيار سد مأرب باليمن 120 قبل الميلاد، ثم أخذوا يؤرخون بعام الفيل 571 قبل الميلاد، وقبل ظهور الإسلام بفترة قصيرة بدأوا يؤرخون بعام تجديد الكعبة 605 ميلاديا.


الهجرة
وجميع تلك التقاويم مرتبطة بحركة القمر الشهرية ومنذ فجر الإسلام وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، بدأ المسلمون في تأريخ حوادثهم بشكل آخر فقد سموا السنة الأولى للهجرة بسنة الإذن، أي الإذن بالهجرة، والسنة الثانية للهجرة بسنة الأمر أي الأمر بالقتال، والسنة الثالثة التمحيص والسنة الخامسة الزلزال، والسنة العاشرة الوداع، أي سنة حجة الوداع الأخيرة للرسول صلى الله عليه وسلم، وفى حجة الوداع نزلت على الرسول الآيتان الكريمتان وتم تحديد فيها نظام التقويم وتحريم النسيء.

وبعد ذلك تم تحريم «الكبس والنسيء» في السنة القمرية، واعتبرت السنة منذ ذلك الوقت اثنى عشر شهرا، وتم اتخاذ شهر محرم ليكون بداية السنة الهجرية، وذلك لأنه أول شهر يأتى بعد منصرف الناس من حجهم الذي هو ختام أسواقهم.

وأكد الدكتور محمد غريب راشد، أستاذ بمعمل أبحاث الشمس، التابع للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن نظام التقويم الهجرى يعتمد على الشهر القمرى، أي المدة الزمنية التي يستغرقها القمر في دورة كاملة حول الأرض، وتقاس هذه المدة من محاق إلى محاق تال أو من استقبال إلى استقبال بعده، لافتا إلى أن هذه المدة لا تكون ثابتة نظرا للاختلاف المركزى الذي يعانى منه القمر في مداره حول الشمس، فالاضطراب الحاصل في كل من مدارى القمر والأرض يؤديان في بعض الأحوال إلى اختلاف طول الشهر الفعلى عن طوله المتوسط ويصل هذا المقدار إلى + 13 ساعة.

وأضاف «راشد» في تصريحات خاصة، أن متوسط طول الشهر القمرى، والذي اصطلح عليه علماء الفلك فهو يبلغ 29.53.589 يوما شمسيا أي 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة، و2.9 ثانية، وبهذا فإن متوسط طول الشهر القمرى يعطى سنة قمرية طولها 354 و11÷ 30 يوما، مما يوحى بدورة ثلاثينية، لذا أوجد علماء التقويم الإسلامى 11 سنة كبيسة في كل دورة ثلاثين سنة، يضاف إلى كل منها يوم من هذه الأيام الزائدة، لتصبح 355 يوما، بدلا من 354 يوما، واتفقوا على ضم هذه الزيادة في نهاية السنة على شهر ذى الحجة، ليصبح عدد أيامه 30 يوما بدلا من 29 يوما.

وأوضح أستاذ معمل أبحاث الشمس، أن بذلك يكون تم تغطية الفروق الحسابية، كما جعلوا 19 سنة بسيطة في كل دورة ثلاثين سنة قوم كل منها 354 يوما، مضيفًا إنه تم اعتبار قوام كل شهر تسلسله زوجى 29 يوما، وقوام كل شهر تسلسله فردى 30 يوما، وبهذا يكون مجموع أيام السنة 354 يوما في السنة البسيطة، أما في السنة الكبيسة، والتي تبلغ 355 يوما فيتم زيادة هذا اليوم إلى شهر ذى الحجة ليصبح عدد أيامه 30 يوما بدلا من 29 يوما.
Advertisements
الجريدة الرسمية