رئيس التحرير
عصام كامل

تهاني الجبالي: لولا ثورة 30 يونيو لانهارت الدولة الوطنية وتم تقسيم مصر على أساس ديني وعرقي

فيتو



  • التخلص من تبعية الأمريكان أهم مكاسب 30 يونيو

ترى المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا الأسبق أن ثورة الثلاثين من يونيو حققت إنجازات كبرى منها استرداد الدولة المصرية، مشيرة إلى أن الإخوان كانوا يمهدون لإقامة الإمارة الإسلامية في سيناء بالتنسيق مع أمريكا والصهاينة.


وأضافت في حوار لـ "فيتو" بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو أن التخلص من تبعية الأمريكان من أهم مكاسب 30 يونيو، داعية إلى حوار وطني شامل لوضع تصور عن شكل الحياة السياسية في مصر مستقبلا.. وإلى نص الحوار:

بداية.. كيف ترين الإنجازات التي تحققت من ثورة يونيو؟
أهم الإنجازات ما يتعلق بالملف الاقتصادي، فرغم المعاناة التي يعانيها المواطنون بسبب الإجراءات الاقتصادية الأخيرة لكنّ هناك ثمارا جيدة للغاية، والإنجاز الأهم الذي أستطيع أن أشير إليه لثورة الثلاثين من يونيو هو استرداد الدولة المصرية وقدرتها على إدارة ملفاتها، فالأمور حاليا تدار بملفات تملكها الدولة، وأيضا إدارة الاقتصاد الوطنى بجوار القطاع الخاص، وليس مثل الماضى من خصخصة القطاع العام، وقدرة الدولة على إدارة مواردها الذاتية، وأيضا هناك مشروعات وطرق وكباري وأنفاق وأراضي والعاصمة الإدارية الجديدة كل هذه إنجازات حققتها الثلاثين من يونيو، وكلها مشروعات الدولة طرف فيها.
من الإنجازات أيضا التي حققتها على الساحة الخارجية استعادة الموقف التاريخي لمصر في الدول العربية وعلى الساحة الأفريقية، حيث استعادت مصر مكانتها على الساحة الخارجية، وتقف الآن بجوار سوريا وأيضا العراق واليمن وتقف ضد تقسيم السودان وتوحيد الصف الداخلي، وموقف مصر واضح، وهو وقف تقسيم الدول العربية دون التدخل في شئونها الداخلية، ولم تكن مصر طرفا في أي صراع.
ومن ضمن الإنجازات فرض السيادة الوطنية على سيناء، كما أن الجيش المصرى استرد وجوده هناك بكامل قواته، خاصة أن الإرهاب الذي في سيناء حاليا مدعوم من الصهاينة والأمريكان وهم من حاولوا أن يجعلوا من سيناء منطقة عازلة، ومصر استردت قوتها كدولة، والإخوان كانوا يخططون لتدويل تلك المنطقة إلى إمارة إسلامية، وكانوا يمهدون لذلك الأمر.

وماذا عن الأمور بعد الثورة مباشرة؟
السيسي استلم البلد وهى "بايظة"، وكانت هناك مخاطر كبيرة على الدولة المصرية والأمن القومي المصرى، تم معالجة قضية سد النهضة بحكمة شديدة للغاية حتى لا يترتب عليها صدام مسلح.

ماذا لو لم تقم ثورة يونيو؟
لو لم تقم الثورة لانهارت الدولة الوطنية المصرية، وكانت بداية تقسيم مصر على أساس دينى وعرقى، خصوصا أن الإخوان لعبوا على ملف التفرقة بين مسلمي ومسيحيي مصر، وأثاروا نعرات الخلاف بين السنة والشيعة، وكانت مصر تُمهَّد للانقسام على أساس طائفى والأخطر من ذلك الانقسام بين الإخوان والسلفيين والجماعات الأخرى، والحمد لله لولا الثورة لكنا حاليا في حالة حرب أهلية وانهارت مؤسسات الدولة.

ما الذي تحقق على المستوى السياسي من ثورة يونيو؟
أعتقد أن حركة النخب السياسية بعد ثورة يونيو لم تكن على القدر الكافى لكى تفرض متغيرات على الواقع السياسي، لم يكن الكل مستعدا لتحمل مسئولياته، وهناك حالة من حالات الرقود والاسترخاء، ولم يتحقق إنجاز على المستوى السياسي مما كنا نأمله، ولا بد من رؤية جديدة لهذا الملف من خلال إعادة تنظيم الشعب المصري، الكل يعمل لكن المنظومة بعد الثورة محلك سر.
لم يحدث تطور في المنظومة السياسية بعد ثورة يونيو، وأيضا الملف الثقافى يحتاج لعدة أمور يحتاج إلى وثيقة فكرية تتعامل مع هذه المرحلة وفلسفة الثورة، نحتاج حاليا إلى قراءة المشهد بشكل كلى، لكى نعلم الإنجازات في كل المجالات.
ومن الإنجازات أيضا وقف المخطط الجهنمي من خلال وصول الإخوان للسلطة، ولولا ثورة يونيو لكنا دولة مبنية على أساس دينى والدستور في وجودهم كان يمهد لذلك والحفاظ على الدولة الوطنية أمر مهم ومن أهم إنجازات ثورة يونيو، وهو أخطر شيء تعرضت له مصر في عهد الإخوان، وأيضا استرداد الاستقلال المصرى حيث كانت هناك تبعية للأمريكان والمشهد كان واضحا للغاية.
الآن أصبحنا نتعامل مع قوى كبرى متعددة منها الصين وروسيا وأوروبا وألمانيا وفرنسا، انفتحنا على العالم كله، تنوع في شراء السلع والخدمات، مصر حاولت أن تعود لدورها المركزى.

هل حققت الثورة أهدافها؟
المشروع لم يكتمل حتى الآن، ولكن هناك مؤشرات جيدة أهمها الملف الاقتصادى القومى واعتماد الدولة إستراتيجية جديدة للتعامل معه، والملف السياسي لا بد أن تتحمله النخب السياسية، والملف الخارجى حدث فيه توازن، وخرجنا من تبعية الأمريكان التي استمرت 40 سنة متتالية، والدائرة الأفريقية فيها تحرك ملموس.

ما الذي نحتاجه الفترة المقبلة؟
هناك ضرورة لحوار وطني حول الملف السياسي والديمقراطي والثقافى، نحتاج رؤية وجهدا جماعيا، الشعب تحمل عبء الإصلاحات الاقتصادية ويحتاج أن يشعر بالثمار، خاصة أنه دفع الثمن راضيا، وعلى الحكومة أن توجه الرفاهية للطبقة الوسطى والأكثر احتياجا.

الجريدة الرسمية