رئيس معامل "الصحة" : مشروع قومي لفحص 2.5 مليون مولود سنويا ضد خلل وظائف النمو

• 4.5 جنيهات رسوم ترخيص المعمل وطلبنا رفعها لـ5 آلاف جنيه
• تحاليل دورية للمياه بجميع مراكز الغسيل الكلوي الخاصة والحكومية لمنع تكرار واقعة ديرب نجم
• ضوابط لضمان صحة نتائج تحاليل السفر للخارج واي مواطن يتضرر من النتيجة يتقدم بشكوي لإعادة التحليل له
• جميع التحاليل الطبية متوفرة لدينا بأسعار اقل من نصف ثمنها بالمعامل الخاصة

كشفت الدكتورة نانسي محمد الجندي أستاذ التحاليل الطبية في القصر العيني ورئيس المعامل المركزية بوزارة الصحة لــ"فيتو " عن أنه لأول مرة سيتم فحص حديثي الولادة، البالغ عددهم سنويا 2.5 مليون مولود ضد نقص وظائف النمو، بجميع وحدات الصحية خلال 2019، وأعلنت عن خطط تطوير المعامل المركزية بوزارة الصحة، وخطة نقلها إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك دور المعامل المركزية في مبادرة فحص مليون مواطن أفريقي ضد فيروس سي ضمن مبادرة 100 مليون صحة، وكشفت في أول حوار لها عن أهم المقترحات التي تقدمت بها الصحة إلى مجلس النواب، لتعديل قانون تراخيص المعامل الخاصة لإنهاء حالة الفوضي بها، بالإضافة إلى تقليل المخالفات التي كانت تحدث داخل مراكز الغسيل الكلوي، بسبب عدم إجراء التحاليل الدورية لها ومنع تكرار واقعة وفاة المرضي داخل وحدة الغسيل الكلوي بمستشفي ديرب نجم.. وإلي نص الحوار..

* كيف سيتم التعامل مع منظومة تراخيص فتح المعامل الخاصة، والقضاء على الفوضي بها؟
المعامل الخاصة تحتاج إلى نظرة شاملة وبنود القانون الحالي المنظم للعمل بها غير عادلة، وعلي سبيل المثال الرسوم 4.5 جنيهات هي رسوم افتتاح المعمل لذا أي شخص خريج كلية زراعة وغيرها يمكنه فتح معمل تحاليل، ومهما طالبنا منهم اشتراطات سواء أن يكون المدير طبيبا أو توفير كافة الأجهزة الطبية حيث يمكن لخريج أي كلية مثلا أن يوفر الأجهزة بأي طريقة حتى لو بالسلف من أي مكان أو معمل، ويتعاقد مع طبيب بشري بأجر مقابل اسمه فقط لتقديم أوراق الحصول على الترخيص، ووفقا للقانون القديم ينتهي دور المعامل المركزية في منح الترخيص فقط دون وجود أي سلطة للرقابة عليه، بينما إدارة العلاج الحر هي المسئولة عن التفتيش دون تمثيل المعامل المركزية.

* وما أبرز مخالفات المعامل الخاصة؟
عدم الالتزام بالعمل بما هو ممنوح لهم بمعني يمكن لمعمل أن يحصل على ترخيص في التحاليل الكيميائية فقط، وبعد ذلك يعمل في جميع أنواع التحاليل، وهناك دول في الخارج غير موجود بها ذلك، لأن المواطن عندما يدخل معمل التحليل يجد شهادة الترخيص أمامه مدونا بها كافة المعلومات عن المعمل، بينما في مصر الصورة الذهنية لدى المواطنين هنا أن معمل تحاليل أي يحلل كل الأنواع، ومن ضمن المخالفات عدم الالتزام بصيانة الأجهزة أو عدم تحديثها.

*وما عدد المعامل المرخصة في مصر؟
لدينا 12 ألف معمل مرخص فقط، وهو رقم قليل مقارنة بكم المعامل المفتوحة حاليا، منها ما يوفر أجهزة من فروع أخرى للحصول على ترخيص جديد


*وما أهم المقترحات التي تقدمت بها الوزارة إلى مجلس النواب بشأن تعديلات قانون تراخيص المعامل؟
طالبنا بتمثيل إدارة تراخيص المعامل المركزية في لجان التفتيش، فضلا عن تجديد الترخيص كل 5 سنوات، وليس ترخيص دائم وزيادة شروط التراخيص، خاصة أن الأجهزة في المعامل يجب أن تحدث باستمرار، ويكون المعمل حاصلا على شهادات اعتماد وجودة، وكذلك تقدمنا ضمن المقترحات بزيادة رسوم الترخيص إلى 5 آلاف جنيه، وبالنسبة لسلاسل المعامل كل فرع يفتتح جديدا تزيد عليه رسوم الترخيص، ونظرا لعدم غلق المعامل الموجودة حاليا وتعمل بمخالفات لذا يمكنها توفيق أوضاعها والاقتصار فقط على سحب العينات وإرسالها إلى معامل كبري لتحليلها، كما تقدمنا بمقترحات تشديد العقوبة على المخالفات في المعامل، وكذلك الغرامات بدلا من وجود غرامة 100 و200 جنيه،ترتفع إلى 5 أو 10 آلاف جنيه، وذلك للمحافظة على صحة المواطنين، لأنه يمكن لأي شخص منا أن يطلب منه تحليل في أي معمل فيكون مطمئنا للنتيجة لذا جميع المعامل تحتاج إلى نظرة شاملة.

* هل معني ذلك إلغاء دور الكيميائيين والفنيين؟
لا إطلاقا فدورهم مهم ولكن في سحب العينات فقط ولا يجب ألا يقرأو نتائج التحاليل للمرضي ويقتصر ذلك على الطبيب فقط.

*وهل تم رفض منح بعض المتقدمين تراخيص فتح المعمل؟
أحيانا نرفض منح التصريح بعد نزول لجنة من المعاينة للتفتيش، وتجد مخالفات وعدم اكتمال شروط الترخيص.


* وماذا عن المشروع القومى لمسح حديثي الولادة ضد مرض الغدة الدرقية واكتشافه؟
لدينا مشروع قومي جديد يستهدف فحص 2.5 مليون مولود، وهو عدد المواليد سنويا للكشف عن وجود أي خلل في وظائف النمو عند ولادة الطفل، ويطبق في محافظات مصر كلها، حيث تسحب عينة من دم المولود، وتجرى التحاليل داخل الوحدات الصحية البالغ عددهم أكثر من 5 آلاف وحدة صحية، بجانب المشروع القائم حاليا وهو فحص الغدة الدرقية الذي يمنع وجود أطفال يحدث لهم أي إعاقة وحاليا يوجد أطفال 8 سنوات وأكثر يحصلون على العلاج اللازم الخاص بالغدة الدرقية لكي يستطيعوا ممارسة حياتهم بصورة طبيعية ويحصلوا على الأدوية مدي الحياة ويوفر لهم التأمين الصحي العلاج مجانا، ولدينا فريق عمل يتابع مهام فحص تحليل الغدة الدرقية، لأنه يوميا تأتى إلينا عينات من جميع المحافظات بعدد المواليد، لا يوجد إجازات للفريق المسئول عن ذلك لسرعة إجراء التحليل وإبلاغ الوحدات الصحية النتيجة، وإبلاغ الأهالي حيث تؤخذ عينة دم من كعب المولود، ويوميا يجري التحليل لما يقرب من 3 آلاف طفل، ولا مجال للخلط والخطأ، لأن نتيجة التحليل يتوقف عليها مستقبل حديثي الولادة، وحاليا يتم تجهيز المعامل لتكون مهيأة للمشروع الجديد، وشراء جهاز جديد تصل تكلفته لملايين الجنيهات متخصص في ذلك النوع من التحليل


* ما عدد فروع المعامل المركزية وخطط تطويرها؟
لدينا 30 معملا مشتركا في المحافظات حاصلين على شهادات اعتماد وجودة وآلية العمل بهم مميكنة ويتم ربط جميع المحافظات لمتابعة نتائج التحاليل بها، وعندما توليت مسئولية المعامل المركزية منذ 3 شهور كنت أعتقد أن دورها يقتصر على تحاليل السفر للخارج فقط،ولكن اكتشفت أن المعامل لها دور ضخم للغاية لا يعرف عنه أحد، منها تحليل جميع الأغذية التي تدخل مصر، والمياه بجميع أشكالها سواء الآبار أو مياه الشرب، فهي بمثابة الفلتر لكل ما يدخل مصر سواء غذاء مستوردا أو غيره، بجانب تحاليل طبية للمرضي بجميع أنواعها، والمعامل المركزية حاصلة على شهادات الاعتماد والجودة من الأيزو، ولديها عمل ضخم يجب أن يعرفه الجميع، ونسعي حاليا لنقل مكان المعامل المركزية إلى أرض العاصمة الإدارية، وإنشاء مبني متكامل ذي مواصفات قياسية عالمية للحصول على شهادات الاعتماد والجودة، مثلما يوجد في دول العالم وفقا لنماذج ترشحها لنا منظمة الصحة العالمية، وإنشاء حدة وبائيات على مستوى عال، تحدد أي بؤر تسمم في أي مكان وتحليلها وتتتبع أصلها منها على سبيل المثال أكل مسمم نحلل عيناته ونتتبع أصل تواجده، ولو حشرة تسببت في مرض لدى المواطنين نتتبع اثرها ومن أي محافظة أو أي دولة نتتبعها.

* وهل للمعامل المركزية دور في مبادرة علاج الأفارقة بالمجان ضمن 100 مليون صحة؟
سافر فريق من المعامل إلى دول أفريقيا لتعليمهم وتدريبهم على أجهزة تحاليل فيروس سي، وتحديد البنية التحتية للمعامل في تلك الدول والأماكن، واذا كان متوفرا لديهم أجهزة أم لا، خاصة أن هناك أماكن ليس لديها محطات توليد كهرباء وعلى أساس ذلك يوفر لهم كل الإمكانيات، وكذا تعليم الأطباء في الخارج على سحب العينات وتحليلها واستخلاص النتائج.


* وكيف يتم التعامل مع أي حوادث وبائيات؟
إدارة مكافحة الأمراض المعدية والوبائيات تتعامل فوريا ويتم سحب عينات وترسل إلينا لتحليلها وفق أحدث تقنيات، وتظهر النتيجة فوريا، كما يتم تتبع أثر الوباء ومكان انتشاره ومنشأه، كما يتم تحليل جميع الأغذية المتداولة في السوق والواردة من الخارج واللحوم وفقا لفريق يتعاون مع وزارة الزراعة لضمان جودة اللحوم التي يتناولها المرضي.


* هل يتم تحليل عينات المياه من ماكينات الغسيل الكلوي لمنع حدوث أي حالات تسمم؟
يتم إجراء فحص دوري لمياه الشرب بمراكز الغسيل الكلوي والمياه المستخدمة في الغسيل، وتشديد الرقابة عليها سواء التابعة لوزارة الصحة أو المراكز الخاصة خاصة بعد واقعة مستشفى ديرب نجم التي حدثت منذ عام مضي ويتم إبلاغ مديرية الصحة بالمحافظة والقطاع الوقائي وصحة البيئة لغلق المركز أو الماكينات في حالات أي مخالفات بالمراكز، ويتم سحب عينات عشوائية من قبل صحة البيئة وتحلل لدينا في المعامل وعدة مرات أسبوعيا ووحدات الغسيل الكلوى للمستشفيات، والمراكز أصبحت تحت رقابة مستمرة، وإذا ظهر أي نوع من البكتيريا تظهر النتائج خلال 48 ساعة.


* هل تتوفر أنواع التحاليل الطبية للمواطنين وما أسعارها؟
التحاليل الطبية بكل أنواعها لكل أعضاء الجسم سواء كبد وكلي وقلب وغيرهم متوفرة بأسعار أقل، من نصف أسعار التحاليل في المعامل الخاصة بمستوى عالٍ من الجودة، وينقصها تعريف المواطن بها.

* وما عدد المترددين على إجراء تحاليل السفر للخارج؟
تحاليل السفر للخارج يصل العدد لما يقرب من 2000 مواطن يوميا في فترات السفر الحج والعمرة والتحاليل المطلوبة في الدول العربية هي فيروسات سي وبي والإيدز وكانت بعض الدول تعتزم إضافة تحليل المخدرات ولم تضف العام الحالي.


* وكم عدد المواطنين الذين يترددون على المعامل يوميا؟
يبلغ عددهم في الأيام العادية 500 مواطن متوسط يوميا، وتظهر النتائج بعد 3 أيام وأحيانا 5 أيام للتأكد من تحليل العينة.

* ولو تضرر شخص من نتيجة التحليل ماذا يفعل؟
لو شخص متضرر عليه أن يقدم شكوى من النتيجة وتعاد له سحب العينة من جديد، وتعاد له النتيجة على نفقة المعامل، وتتحمل تكلفة التحليل مرة ثانية، واؤكد أن النتائج تكون في منتهي الدقة، نظرا لأنها تكون مختومة بختم النسر، فضلا عن أن جميع المسافرين للعمل في الخارج تعاد لهم تلك التحاليل في الدول التي يسافرون إليها، لذا لا مجال للخطأ في النتائج التي ترسل اليهم فضلا عن سفارات الدول العربية لا تعتمد سوي نتائج المعامل المركزية لثقتهم فيها.

* وهل تم اعتماد تحليل pcr للسفر للمتعافين من فيروس سي؟
يوجد توصيات من وزراء الصحة العرب بتواصل وزارات الصحة والخارجية والهجرة لوضع حل لهؤلاء المتعافين من الفيروس، نظرا لأن سفارات الدول تعتمد تحليل الأجسام المضادة، وهي تظل في الجسم مدي الحياة، ومع مبادرة 100 مليون صحة وعلاج جميع المصريين المصابين فلا يوجد داع لحرمانهم من السفر للعمل بالخارج.


* وماذا عن وحدة مكافحة المخدرات داخل المعامل؟
أغلب عملنا مع تحاليل أقسام الشرطة والنيابة المحولة إلينا من المشتبه بهم، ولدينا أحدث أجهزة للكشف عن تعاطي المخدرات والتلاعب في نتائج التحاليل.

* وكيف يتم اكتشاف التلاعب؟
اتباع معايير الدقة والأمان في سحب العينات، ويتم سحبها داخل دورات المياه بالمعامل المركزية، حيث توجد كاميرات ومرايات وتواجد عامل مع الشخص الذي تسحب منه العينة، لكشف أي تلاعب وخداع في العينة، وقد اكتشفنا أشخاصا يضعون مياها على عينة البول وهكذا، وأيضا في تحاليل السفر للخارج أحيانا نجد شخصا آخر ياتي مكان الشخص الذي يرغب في السفر والتحليل، ولأنه يدرك أنه مصاب بمرض يمنعه من السفر، يحاول خداعنا بآخر شبيه له أو أخ له، ونكتشف كل ذلك ونتحقق من البطاقة الشخصية والباسبور.

* وما عدد التحاليل التي أجريت خلال عام؟
في 2018 تم تحليل 6 آلاف عينة في وحدة المخدرات فقط.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"