رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الخليج فوق برميل بارود.. العالم ينتظر قرار الحرب بعد انتهاء مهلة ترامب.. إيران تتلقى الرسالة والمرشد يرفض الحوار.. حظر مسار الطيران فوق هرمز.. ومخاوف من تكرار سيناريو ضربة "فرس النبى"

خليج هرمز
خليج هرمز

تصاعدت حدة التوتر بين أمريكا وإيران، عقب إسقاط الحرس الثوري لطائرة أمريكية مسيرة في خليج هرمز، وبعدها تم الكشف عن تلقى الجمهورية الإسلامية رسالة من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تحمل تهديدا ووعيدا مع منح طهران مهلة للجلوس على طاولة حوار.


رسالة التهديد

وحسب مصادر لوكالة "رويترز" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أرسل رسالة عبر عمان إلى طهران ليلة أمس يحذر فيها من هجوم مرتقب على إيران.

وجاء في الرسالة قول ترامب: نحن لا نريد حربا، ولكننا نريد محادثات"، كما منح الإيرانيين مهلة للرد على رسالته.

وردت طهران بالقول، إن خامنئي يعارض "أي نوع من المحادثات" مع الولايات المتحدة، لكنه استلم الرسالة التي نقلتها عمان.

وأكد المسئولون الإيرانيون، أن الرئيس الأمريكي منح طهران "مهلة قصيرة" للرد على رسالته.

وأضاف مسئول حكومي إيراني أن بلاده أوضحت موقف خامنئي الرافض لأي نوع من المحادثات، كما تم إبلاغ عمان بأن أي هجوم على إيران سيكون له عواقب على المستويين الإقليمي والدولي.

وجاءت تصريحات المسؤولين الإيرانيين، بعد أن نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" خبر موافقة ترامب على توجيه ضربات عسكرية ضد إيران يوم الجمعة، ردا على إسقاط الطائرة المسيرة الأمريكية، قبل أن يتراجع عن قراره في الدقائق الأخيرة.

صاروخ روسي
وكشفت "نيوزويك"، أن الصاروخ الأرض جو "S-125 Neva-Pechora" وهو من صنع الاتحاد السوفيتي كان أبرز أهداف الضربة العسكرية الأمريكية على إيران.

ونقلت المجلة عن مسئول بالبنتاجون أنه تم وضع معدات عسكرية قيد التأهب لمدة 72 ساعة، من بينها الطراد الصاروخي "USS Leyte Gulf".

وأشار إلى أن القوات الأمريكية وضعت قيد التأهب في نحو الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي، ثم لم يحدث شيء، لكن قيل إن خطط الهجوم ما زالت قائمة بحلول الساعة السادسة والنصف حتى السابعة مساءً.

وأوضح المسئول الأمريكي أن من بين الأهداف المحددة للضربة العسكرية كان الصاروخ الأرض جو "S-125 Neva-Pechora"، وهو نظام صاروخي من صنع الاتحاد السوفيتي معروف باسم "SA-3 Goa".

وأضافت أن الضربة كانت ستشمل رادارات وبطاريات صواريخ إيرانية، مشيرا إلى أن الضربة أوقفت بعد وصول السفن لأماكنها وانطلاق الطائرات.

اجتماع الخميس

وترأس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعا عاجلا في البيت الأبيض، الخميس، لبحث سبل الرد المناسب على الإرهاب الإيراني بعد إسقاط طهران طائرة استطلاع أمريكية بالقرب من مضيق هرمز.

وقال ترامب، خلال رده على سؤال أحد الصحفيين حول إمكانية توجيه واشنطن ضربة عسكرية لطهران: "ستعرفون قريبا".

وأضاف أن الطائرة المسيرة كانت غير مسلحة، وكانت في المياه الدولية بصورة واضحة، والأمر كان سيختلف كثيرا لو كانت مأهولة.

الطائرة الناجية

وسط هذا النزاع، أعلنت طهران أن دفاعها الجوي امتنع عن إسقاط طائرة استطلاع أمريكية ثانية من طراز P8 كان على متنها 35 جنديا أمريكيا.

وقال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني أمير على حاجي زاده بهذا الصدد: "دفاعاتنا الجوية كانت قادرة على إسقاط طائرة استطلاع ثانية من طراز P-8 كان على متنها 35 عسكريا أمريكيا كانت على مقربة من الطائرة المسيرة غلوبال هوك لكنها امتنعت عن ذلك".

وأضاف أمير على حاجي زاده: "لم نسقط تلك الطائرة لأن هدفنا من إسقاط غلوبال هوك كان توجيه إنذار للإرهابيين الأمريكيين".

وأكد قائد القوات الجوية الإيرانية خبرا نشرته مصادر أمريكية الأسبوع الماضي بأن الحرس الثوري حاول إسقاط طائرة أمريكية مسيرة اقتربت من ناقلتي النفط في خليج عمان بعد استهدافهما.

وقال إن "تلك الطائرة كانت من طراز MQ-9 والدفاعات الجوية أطلقت تجاهها عيارات تحذيرية ولو أرادت إسقاطها لفعلت".

يذكر أن طهران نشرت اليوم مجموعة صور تظهر حطاما للطائرة الأمريكية المسيرة التي تم إسقاطها من قبل الحرس الثوري يوم الخميس بصواريخ "خرداد 3".

الهند تدخل الأزمة

إلى ذلك أعلنت البحرية الهندية الجمعة، أنها نشرت سفينتين حربيتين في الخليج العربي وخليج عمان، على خلفية تصعيد التوتر في المنطقة.
وأكد المتحدث باسم البحرية الهندية داليب كومار شارما، للصحفيين أن السفينتين الحربيتين Chennai وSunayna نُشرتا في الخليج العربي وخليج عمان لتنفيذ عمليات تأمين الملاحة البحرية ومرافقة السفن التجارية الهندية و"التنسيق بين الأطراف المعنية"، حسب وكالة "أسوشيتد برس".

وجاء هذا القرار على خلفية استهداف ناقلتين في خليج عمان من قبل جهة مجهولة الأسبوع الماضي، في حادث هو الثاني منذ نحو شهر، وألقت الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية اللوم فيه على إيران، فيما ترفض طهران هذه الاتهامات بشدة.

حظر طيران

وسط أجواء الحرب، حظرت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية، تحليق رحلات بطائرات مسجلة في الولايات المتحدة فوق أجزاء من المجال الجوي الذي تسيطر عليها إيران، مشيرة إلى تصاعد التوتر والنشاط العسكري وتوترات سياسية متزايدة.

ويشمل الحظر المنطقة الخاضعة لسيطرة طهران فوق مضيق هرمز وخليج عمان.

وينطبق ذلك التحذير على شركات الطيران الأمريكية ومشغلي الرحلات التجارية وجميع عمليات الطائرات المسجلة في الولايات المتحدة، باستثناء الحالات التي يكون فيها المشغل شركة طيران أجنبية.

غيرت شركات طيران أخرى بينهم الإمارات مسارها لتتجنب التحليق فوق مضيق هرمز.
وعلقت الخطوط الجوية الهولندية "كيه إل إم" اليوم الجمعة، الطيران فوق مضيق هرمز بعدما أسقطت القوات الإيرانية طائرة أمريكية مسيرة في المنطقة.

وقالت شركة الطيران لدى الإعلان عن سياستها المؤقتة "الأمن هو أولويتنا الأولى".

فرس النبى

وعلى الرغم من أن الإيرانيين يستبعدون قيام الولايات المتحدة بمهاجمة بلادهم، وإعلان نظرائهم الأمريكيين عدم السعي إلى الحرب مع إيران، إلا أن إسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية الأكثر تطورا، جعل العالم يحبس أنفاسه في انتظار رد الفعل الأمريكي خصوصا مع تحذير أمين عام الأمم المتحدة من حرب وشيكة في الخليج.

مثل هذا الرد في تصعيد مشابه عام 1988 تأخر 4 أيام، لكنه كان قاسيا وعنيفا، وإن اختلفت الظروف السياسية والعسكرية بطبيعة الحال عما هي عليه الآن، إلا أن المنطقة هي الآن بالفعل فوق برميل بارود، أكثر خطرا بكثير من سنوات الثمانينيات.

الواقعة العسكرية المعنية جرت يوم 14 أبريل عام 1988، وحينها اصطدمت الفرقاطة الأمريكية صموئيل روبرتس بلغم بحري إيراني، ما نتج عنه إصابة 10 من أفراد الطاقم.

وردت الولايات المتحدة بعد 4 أيام بعملية عسكرية أطلق عليها اسم "فرس النبي"، انطلقت يوم 18 أبريل، وانتهت بتدمير نصف الأسطول البحري الإيراني.

وهذه المرة، يترقب العالم كيف سيتعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع حادثة إسقاط طائرة الاستطلاع المتطورة، خاصة وأنه يقدم نفسه منذ انتخابه، بل وأثناء حملته الانتخابية باعتباره سياسيا أمريكيا من طراز جديد، ينشر مواقفه مباشرة في "تويتر"، ومن هذه المنصة يخاطب الجميع ولا يقيم أي وزن حتى لمواثيق واتفاقات أبرمها رؤساء أمريكيون سابقون، فهو يغرد خارج التقاليد السياسية الأمريكية، ويظهر ذلك جليا في الموقف من الاتفاق النووي مع إيران، وفي منح الجولان المحتل لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إلى القدس، علاوة على الانخراط في حرب تجارية مع الصين.
Advertisements
الجريدة الرسمية