رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل 96 ساعة رئاسية في بيلاروسيا ورومانيا.. السيسي يتبادل وجهات النظر بشأن مختلف القضايا السياسية الإقليمية والدولية.. الملفان الاقتصادي والاستثماري يتصدران جدول أعمال الزيارة

فيتو

شهدت الـ96 ساعة رئاسية الماضية نشاطا حافلا خارج مصر حيث بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح الإثنين الماضي جولة أوروبية شملت كلًا من بيلاروسيا ورومانيا.


ووصل الرئيس السيسي، إلى ساحة النصب التذكاري بعاصمة بيلاروسيا "مينسك"، حيث وضع الرئيس إكليلا من الزهور على النصب التذكاري.

واستهل الرئيس السيسي زيارته إلى العاصمة البيلاروسية "مينسك" بلقاء ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات في بيلاروسيا، وذلك بمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسئولين البيلاروس وممثلي الجهات الحكومية المعنية المختلفة، وعلى رأسهم "سيرجي روماس" رئيس وزراء بيلاروسيا، إلى جانب حضور كلٍ من سامح شكري وزير الخارجية، والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، واللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي.

التعاون الاقتصادي
وأكد السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس أعرب عن ترحيبه بالمشاركة في هذا اللقاء الذي يجسد روح التعاون المتميز بين مصر وبيلاروسيا، مؤكدًا حرص مصر خلال الفترة القادمة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مجتمع رجال الأعمال والشركات البيلاروسية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في مصر، وذلك في إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.

التطورات الإيجابية
وأشاد الرئيس بالتطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خلال الأعوام القليلة الماضية، لا سيما عقب زيارة الرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكاتشينكو" إلى مصر عام 2017، والتي انعكست على زيادة حجم التبادل التجاري، إضافةً إلى تدشين العديد من مشروعات التعاون الصناعي في مجال تصنيع الجرارات والشاحنات، موضحًا ما توفره المشروعات العملاقة الجاري تنفيذها في مصر من فرص استثمارية متنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، والتي تتضمن عددًا من المناطق الصناعية واللوجستية الكبرى، وهو ما يوفر فرصًا واعدة للشركات البيلاروسية الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الإستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، التي تربطنا بالعديد منها اتفاقيات للتجارة الحرة، لا سيما في المنطقتين العربية والأفريقية.

النقلة النوعية
وأوضح بسام راضي أن الرئيس أكد كذلك أن النقلة النوعية التي شهدتها مصر مؤخرًا في القطاعات التنموية المختلفة، إنما تعكس الإرادة القوية لدى الدولة، بمكونيها الحكومي والشعبي، على تحقيق التنمية المستدامة، وإيمان المصريين الراسخ بأن لديهم الكثير ليقدموه لشركائهم الدوليين من فرص استثمارية حقيقية، وهو ما سيكون له انعكاسات إيجابية على العلاقات الثنائية بين مصر وبيلاروسيا، من خلال فتح الأبواب أمام الاستثمارات البيلاروسية في مختلف القطاعات وفتح أسواق جديدة للمنتجات البيلاروسية، مشيرا إلى أن العلاقة الإستراتيجية بين البلدين هي المظلة الحقيقية لدعم جهود تطوير التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية المختلفة من خلال توافر الإرادة السياسية اللازمة لذلك.

من جانبهم؛ أعرب المسئولون البيلاروس عن سعادتهم بتنظيم هذا اللقاء، والذي يمثل فرصة كبيرة لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون المشترك التي لم يعيقها البعد الجغرافي بين البلدين، مؤكدين اعتزازهم بكون مصر الشريك الاقتصادي الأول لبيلاروسيا على الصعيدين العربي والأفريقي، وتطلع رجال الأعمال والشركات البيلاروسية لبحث إمكانات تعظيم التعاون مع مصر، خاصةً مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، لا سيما في قطاعات السياحة والصحة وتكنولوجيا المعلومات وصناعة وسائل النقل والآلات والمعدات الإنشائية والتعدينية والزراعية وغيرها، وأخذًا في الاعتبار وجود قاعدة صناعية متطورة في بيلاروسيا، والأولوية التي تحتلها الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي البيلاروسي، ومن ثم إمكانية الاستفادة من الخبرة البيلاروسية والتكنولوجيا التي تمتلكها في هذا الصدد لإقامة مشروعات مشتركة لتوطين الصناعة في مصر.

الاقتصاد المصري
كما أشاد المسئولون ورجال الأعمال من الجانب البيلاروسي بالتطور والتنامي الملحوظ في الاقتصاد المصري، والمدعوم بالجهود والإجراءات التي تتبناها الحكومة المصرية للإسراع من عملية التنمية، خاصةً مع تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة، والتي من شأنها تقديم مصر كشريك تنموي هام على الساحة الدولية. 

حوار مفتوح
وشهد اللقاء حوارًا مفتوحًا مع رؤساء وممثلى الشركات البيلاروسية، والذين أكدوا ترحيبهم بتكثيف التعاون مع مصر لتحقيق المصالح المشتركة للجانبين، مع استعراض خططهم للاستثمار في مصر أو للتوسع في مشروعاتهم القائمة في العديد من المجالات، خاصةً من خلال الدفع نحو تأسيس مجلس أعمال مشترك بين البلدين كقاطرة لتعزيز التعاون الاقتصادي المتبادل، فضلًا عن بحث فرص إنشاء منطقة صناعية بيلاروسية في مصر.

رئيس وزراء بيلاروسيا
كما التقى الرئيس السيسي مع "سيرجي روماس" رئيس وزراء بيلاروسيا.

مباحثات موسعة
وأكد السفير بسام راضى، بأن الرئيس أجرى مباحثات موسعة مع رئيس وزراء بيلاروسيا، حيث أعرب الرئيس في مستهلها عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال البيلاروسي، مشيدًا بعلاقات الصداقة المصرية البيلاروسية المتينة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعربًا عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات البيلاروسية في مصر.

وأوضح المتحدث الرسمى أن رئيس الوزراء البيلاروسي رحب بالرئيس والوفد المرافق له، معربًا عن تقدير بيلاروسيا لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، واعتزازها بالروابط الممتدة التي تجمع بين البلدين الصديقين.

كما أشاد رئيس وزراء بيلاروسيا بخطوات إصلاح الاقتصاد المصري والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها، مؤكدًا حرص بلاده على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها في كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.

من جانبه، أكد الرئيس أن الاستثمارات والصناعات البيلاروسية لديها فرصة كبيرة حاليًا للتواجد في السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة في مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية، خاصةً في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقى واتفاقيات التجارة الحرة التي تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكدًا الترحيب الشعبي في مصر بالتعاون مع بيلاروسيا وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.

القضايا الإقليمية والدولية
كما تناولت المباحثات عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد "روماس" بالدور المحوري الذي تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصةً في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمي.

مكافحة الإرهاب
كما تم تبادل وجهات الرؤى فيما يخص مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، موضحًا أن الاٍرهاب هو الاٍرهاب وليس له اَي توصيف آخر، مستعرضًا جهود مصر في هذا الإطار على مدار الأعوام الماضية، وأهمية تبادل الخبرات والمعلومات مع الجانب البيلاروسي لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه الظاهرة على العالم بأسره.

قمة مصرية بيلاروسية
كما عقد الرئيس عبد السيسي جلسة مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاتشينكو بمقر القصر الجمهوري بمينسك، في ثاني أيام زيارة الرئيس السيسي الرسمية لبيلاروسيا، وقد أقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

تعزيز التعاون
وأكد السفير بسام راضي، ن الرئيس البيلاروسي استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس ضيفا عزيزًا في بيلاروسيا، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، ومشيدًا بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر وبيلاروسيا، مع تأكيد حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، لا سيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط وأفريقيا.

استمرار التنسيق والتشاور
من جانبه؛ توجه الرئيس بالشكر للرئيس "لوكاتشينكو" على دعوته لزيارة بيلاروسيا وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدًا بمتانة العلاقات الممتدة بين مصر وبيلاروسيا ومدى تميزها، والتي ظهرت بشكل خاص خلال الزيارة الأخيرة للرئيس "لوكاشينكو" إلى مصر في يناير 2017، ومعربًا عن اهتمام مصر بتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها في كافة المجالات واستمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما، فضلًا عن تعويل مصر على بيلاروسيا في إطار تعميق العلاقات المصرية مع الاتحاد الاقتصادي الأورو-آسيوي.

الإصلاحات الاقتصادية
وذكر المتحدث الرسمي للرئاسة أن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد الرئيس "لوكاتشينكو" في هذا الصدد بالإصلاحات الاقتصادية الشاملة في مصر، والتي كان سببا في التحسن الملحوظ في مؤشرات الاقتصاد المصري.

كما أكد الجانبان أهمية العمل على تفعيل مجلس الأعمال المصري البيلاروسي المشترك ليمثل ركيزة أساسية لتعزيز الاستثمارات المتبادلة في العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجاري بين البلدين وإحداث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية المصرية البيلاروسية، خاصةً بمشاركة الشركات البيلاروسية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر كمشروع المحور الاقتصادي لمنطقة قناة السويس.

الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي
من ناحيةٍ أخرى؛ ناقش الجانبان تعزيز التعاون في عدد من المجالات كالتصنيع العسكري والصناعات الثقيلة التي تتمتع فيها بيلاروسيا بمزايا كبيرة، والصناعات الدوائية، والزراعة والإنتاج الغذائي والحيواني، والسياحة والثقافة، علاوةً على تبادل الخبرات في المجال الأكاديمي والبحثي في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين بيلاروسيا والقارة الأفريقية في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.

العلاقات السياسية
وفيما يتعلق بدعم العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين، اتفق الرئيسان على إقامة مصر تمثيلا دبلوماسيا معتمدا في العاصمة مينسك أسوةً بالسفارة البيلاروسية بالقاهرة، انعكاسًا للزخم السياسي المتنامي بين الجانبين، كما تم التوافق على ترفيع مستوى اللجنة المشتركة بين مصر وبيلاروسيا لتصبح على المستوى السياسي.

مجمل الأزمات
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد الرئيس البيلاروسي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي.

التسوية السياسية
وتوافقت وجهات نظر البلدين في هذا السياق بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على إعادة إعمار البلاد، والقضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية. أما على صعيد مستجدات الأوضاع الليبية، فقد استعرض الرئيس رؤية مصر للحل السياسي في ليبيا وجهودها من أجل توحيد ودعم المؤسسة العسكرية الليبية بهدف تمكينها من القيام بمهامها، لا سيما في إطار حملتها للقضاء على العناصر والتنظيمات الإرهابية.

الاتجار في البشر
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول كذلك ملف مكافحة الاتجار في البشر، حيث أشاد الجانبان بالتنسيق القائم في هذا الخصوص بين البلدين في المحافل الدولية للدفع بتلك القضية، وذلك في ظل عضوية مصر وبيلاروسيا في مجموعة الأصدقاء المتحدين ضد الاتجار في البشر داخل الأمم المتحدة، وكذا اقتناع الجانبين بخطورة وتداعيات ظاهرة الاتجار في البشر كجريمة منظمة عابرة للحدود تشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن المجتمع الدولي.

مكافحة الإرهاب
كما تمت خلال المباحثات أيضًا مناقشة جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، في ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من تهديد حقيقي على مساعي تحقيق التنمية في المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار تلك الآفة على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، مستعرضًا نتائج العملية الشاملة "سيناء ٢٠١٨" والنجاحات التي حققتها في مواجهة الجماعات الإرهابية، وقد أشاد الرئيس "لوكاتشينكو" بالمقاربة الشاملة التي اتبعتها مصر في الحرب على الإرهاب من خلال علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفكر المتطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب.

الإعلان المشترك
وأضاف السفير بسام راضي أن الرئيس والرئيس البيلاروسي وقعا في ختام المباحثات على الإعلان المشترك الصادر عنها، كما شهدا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية في البلدين للتعاون في مجالي التقييس ودعم المعلومات وسياسة الشباب، بالإضافة إلى خارطة طريق للتعاون التجاري بين البلدين للعامين 2019/ 2020، وكذا مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس الأعمال المشترك، وأعقب ذلك انعقاد المؤتمر الصحفي المشترك بين الجانبين، ثم تقليد الرئيس وسام صداقة الشعوب من الرئيس البيلاروسي.

شجرة الصداقة
كما شارك الرئيس السيسي، رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاتشينكو، في زرع شجرة صداقة بحديقة القصر الرئاسي بمينسك.

البرلمان الروسي
كما زار الرئيس السيسي البرلمان البيلاروسي، في إطار اليوم الثاني من زيارة الرئيس الرسمية إلى بيلاروسيا، وكان في استقبال الرئيس السيسي رئيسي غرفتي البرلمان، اللذان أعربا خلال المباحثات عن ترحيبهما بزيارة الرئيس إلى مينسك، مشيدين بالعلاقات المتميزة التي تربط الشعبين المصري والبيلاروسي.

وقال السفير بسام راضي الجمهورية إن رئيسي غرفتي البرلمان البيلاروسي أكد حرص بلادهما على دعم مصر في جهودها لتحقيق التنمية، التي شهدت طفرة كبيرة، وتعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد البرلماني، الذي حظي بدفعة كبيرة خلال الفترة الأخيرة في أعقاب تشكيل مجموعة الصداقة المصرية البيلاروسية البرلمانية.

تبادل الخبرات
ومن جانبه أعرب الرئيس عن تطلعه لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتطوير علاقات الصداقة المتميزة التي تربط بين مصر وبيلاروسيا خاصةً في شقها البرلماني من خلال تبادل الخبرات والزيارات البرلمانية بين البلدين، بما يساهم في تعزيز التواصل بين الشعبين الصديقين.

كما تناول اللقاء بحث سبل تفعيل أطر التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما في مجالات التعليم العالي والفني والعلوم والثقافة والسياحة والصناعة.

الشرق الأوسط
كما تم استعراض آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وكذا الهجرة غير الشرعية، حيث ثمن رئيسا غرفتي البرلمان البيلاروسي جهود مصر الكبيرة في هذا الصدد، على نحو رسخ دورها كركيزة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".

الجندى المجهول
وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي، إكليلًا من الزهور على قبر الجندي المجهول بالعاصمة الرومانية بوخارست.
رومانيا

واستهل الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارته إلى رومانيا بعقد مباحثات قمة مع الرئيس كلاوس يوهانيس، بمقر قصر كوتروتشيني الرئاسي، حيث أقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

زيارة السيسي
وأكد السفير بسام راضي أن الرئيس كلاوس يوهانيس أعرب عن ترحيبه بزيارة الرئيس لرومانيا للمرة الأولى، مؤكدًا اهتمام رومانيا بتطوير علاقاتها مع مصر الدولة المحورية ومركز ثقل منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلًا عن سياستها المتوازنة تجاه التحديات المعقدة في محيطها الإقليمي المضطرب".

العلاقات التاريخية
وأشاد رئيس رومانيا بالعلاقات التاريخية الممتدة التي طالما ربطت بين البلدين، وبالزخم الذي شهدته تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى، والتي كان آخرها اللقاء الثنائي الذي جمع بين الزعيمين بشرم الشيخ في فبراير الماضي على هامش القمة العربية الأوروبية الأولى.

وأضاف الرئيس الروماني دعم رومانيا ومساندتها لمصر في دفع عملية الإصلاح الاقتصادى والتنمية، والتي تعد بمثابة إستراتيجية وطنية ملهمة تحظى بكل الاحترام والتقدير من الشعب الروماني، ومعربًا عن إعجابه بالإنجازات التي حققتها مصر خلال الفترة الأخيرة في مجال التنمية ومشروعات البنية الأساسية.

حرص مصر
ومن جانبه أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الجانب الروماني في مختلف المجالات، خاصةً في ظل العلاقات الخاصة بين البلدين، ومشيدًا بمواقف رومانيا الإيجابية والمقدرة تجاه مصر، وما تحقق من تطور كبير في العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية في ظل الاهتمام المتبادل من الجانبين بدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب.

الحكومة المصرية
واستعرض الرئيس خلال المباحثات تطورات الخطة التي تتبناها الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادي الشامل، والمشروعات القومية الجارى تنفيذها بما تتيحه من فرص للاستثمار، مؤكدًا الاهتمام بتحقيق نقلة نوعية في مساحة التعاون الثنائى بين البلدين، لا سيما عن طريق تشجيع التعاون بين مجتمع رجال الأعمال في الدولتين بشكل ينعكس على تطوير حجم التبادل التجاري والاستثماري، بما في ذلك البناء على نتائج الدورة الثالثة للجنة الاقتصادية المشتركة المنعقدة بالقاهرة في فبراير الماضي، فضلًا عن تعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات الواعدة كالطاقة في ضوء الاكتشافات الأخيرة للغاز في الحقول البحرية في مصر ورومانيا، إلى جانب مجال السياحة الذي شهد مؤخرًا مضاعفة عدد رحلات الطيران لمدينتي شرم الشيخ والغردقة بما يعكس الجاذبية التي تتمتع بها المقاصد السياحية المصرية للسائحين الرومانيين".

المباحثات
"المباحثات شهدت أيضًا تبادل وجهات النظر بالنسبة لعدد من الملفات والأزمات الإقليمية، كعملية السلام في الشرق الأوسط وسوريا وليبيا واليمن، مع استعراض تداعياتها على أمن منطقة المتوسط، حيث اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها، بما يساهم في تلبية طموح شعوب تلك الدول في التمتع بحياة آمنة ومستقرة، وهو ما يتوافق مع ثوابت الموقف المصري تجاه تلك القضايا الذي يرتكز على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول والتحرك في إطار من البناء والتعاون والتنمية، كما ثمن الرئيس الروماني من جانبه الجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط".

أفريقيا وأوروبا
"أما على الصعيد الأفريقي والأوروبي، فقد توافق الرئيسان حول ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك في هذا الصدد، لا سيما خلال الفترة الحالية التي تتزامن فيها رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مع رئاسة رومانيا للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك استكشاف آفاق التعاون الثلاثي بين البلدين في القارة الأفريقية في ضوء الاهتمام المشترك بدعم التنمية في القارة وصون السلم والأمن بها، فضلًا عن مواصلة رومانيا لدورها الداعم داخل الاتحاد الأوروبي لتعزيز تنفيذ كافة مكونات اتفاقات المشاركة مع مصر كدولة جوار، بالإضافة إلى تعظيم التنسيق المشترك بين الاتحاد ومصر والعمل على الارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون الثنائي، خاصةً بعد انتظام انعقاد مجلس المشاركة بين الجانبين خلال العامين الماضيين".

واتفق كذلك الرئيس السيسي والرئيس "يوهانيس" على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل، والعمل على القضاء على الأسباب الرئيسية التي تشجع على تلك الظاهرة، إلى جانب استعراض آخر التطورات الخاصة بمكافحة الإرهاب الذي بات يهدد مختلف دول العالم، حيث تم تأكيد أهمية تكاتف المجتمع الدولى للتعامل مع التنظيمات الإرهابية.

درجة الدكتوراه
كما منحت جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية درجة الدكتوراه الفخرية للرئيس عبد الفتاح السيسي.

قيادة مصر

وجاء قرار الجامعة انطلاقًا من دور الرئيس السيسي في قيادة مصر خلال فترة عصيبة من الاضطرابات إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية والبناء، وإطلاق إصلاحات هيكلية عميقة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والشروع في تشييد مشروعات قومية كبرى في زمن قياسي في شتى قطاعات الدولة، مما أعاد رسم الخريطة التنموية والاقتصادية لمصر.

تطوير التعليم

كما أشاد مسئولو الجامعة بجهود الرئيس في تطوير التعليم بشقيه الأساسي والجامعي من خلال برامج ومشاريع إصلاح أكاديمية جوهرية وفق أحدث المعايير الدولية، وتأسيس عدد جديد من الجامعات.

تعزيز السلام
وثمنت الجامعة المساهمة الفاعلة للرئيس السيسي في تعزيز السلام والتعاون على المستوى الدولي، وجهود الرئيس الرائدة لصياغة إطار دولي شامل لمكافحة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف بهدف حماية الإنسانية جمعاء، فضلًا عن قيادته للجهود الحثيثة على المستوى الوطني في مصر لمكافحة واحتواء الإرهاب، وهو الأمر الذي انعكس على المستوى الإقليمي.

العلاقات الثنائية

وأشادت بالدور الفعال والحرص الملموس للرئيس في تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ورومانيا في جميع المجالات خاصة في البعد الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات والمشروعات المشتركة.

الشعب المصري
وقال السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس السيسي أعرب عن اعتزازه بهذا التكريم، معتبرًا أنه ليس موجهًا لشخصه وإنما للشعب المصري بأكمله كشريك أساسي في الإنجازات التي تحققت مؤخرًا في مصر على العديد من الأصعدة.

البرلمان الروماني

التقى الرئيس اليوم مع كالين بوبيسكو تيريتشانو رئيس مجلس الشيوخ الروماني، وذلك بمقر البرلمان في بوخارست.

مجلس الشيوخ الروماني
وأكد السفير بسام راضي أن رئيس مجلس الشيوخ الروماني رحب بالرئيس السيسي، منوهًا إلى عمق الروابط التي تجمع الشعبين المصرى والروماني، ومشيدًا بما شهدته العلاقات الثنائية من طفرة خلال الفترة الأخيرة من خلال الزيارات عالية المستوي المتبادلة، معربا عن تطلعه لبحث سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين.

التنمية الشاملة
كما أوضح رئيس مجلس الشيوخ الروماني حرص بلاده على دعم مصر في جهودها لتحقيق التنمية الشاملة، مشيدًا في هذا الصدد بالإنجاز الكبير الذي تحقق في مصر على مستوى تطوير البنية الأساسية في مدة زمنية قياسية، ومعربًا عن تطلع بلاده للاستفادة من التجربة المصرية الملهمة في هذا الصدد.

قرن من الصداقة
وذكر بسام راضي أن الرئيس أعرب عن التقدير لمتانة وقوة علاقات الصداقة بين مصر ورومانيا الممتدة على مدار أكثر من مائة عامًا، والتي ظلت راسخة وثابتة رغم ما مرت به البلدان من متغيرات سياسية واقتصادية، خاصة وأنها قائمة على أساس من الاحترام والتقدير المتبادل والانفتاح على التعاون في مختلف المجالات.

تعزيز التعاون
كما أكد الرئيس الاهتمام الذي توليه مصر بتعزيز التعاون البرلماني بين البلدين للمساهمة في تعظيم التواصل وإثراء البعد الشعبي في العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر ورومانيا، مشيدًا في هذا الصدد بحرص البرلمان الروماني على المداومة على إنشاء جمعية للصداقة المصرية الرومانية عند تجديد ولايته الدستورية.

وأضاف راضي أن اللقاء تناول استعراض آخر التطورات على صعيد جهود تحقيق التنمية الشاملة في مصر، فضلًا عن مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكذا الرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، والتي تستند إلى تحقيق التنمية بالتوازي مع المواجهة الأمنية والفكرية، حيث أوضح الرئيس الجهود التي تبذلها مصر على مختلف الأصعدة للتعامل مع تلك الظاهرة التي باتت تهدد أمن واستقرار كافة دول العالم، وقد أعرب رئيس مجلس الشيوخ الروماني عن دعم بلاده للجهود المصرية في هذا الصدد، مؤكدًا أهمية وقوف المجتمع الدولى صفًا واحدًا للقضاء على الإرهاب.

مجلس النواب
كما التقى الرئيس اليوم مع مارتشيل تشولاكو رئيس مجلس النواب الروماني، وذلك بمقر البرلمان في بوخارست.
وأكد السفير بسام راضي أن "تشولاكو" رحب بالرئيس زيارته للبرلمان الروماني، مشيرا إلى أن تلك الزيارة تؤكد اهتمام الرئيس بالتعاون مع رومانيا على المستويين الحكومي والشعبي، ومؤكدًا ما يكنه الشعب الروماني من احترام للشعب المصرى وما يربطهما من علاقات تاريخية، مع الإعراب عن تطلعه لأن تمثل زيارة الرئيس تدشينًا لمرحلة جديدة من التعاون المثمر بين البلدين.

وأوضح راضي أن الرئيس هنأ "تشولاكو" على انتخابه رئيسًا لمجلس النواب في مايو الماضي، معربًا عن شكره لحفاوة الاستقبال في رومانيا، ومؤكدًا تقديره العميق لما لمسه خلال الزيارة من رغبة متبادلة في تعميق أواصر علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين البلدين والشعبين، ومشيرًا إلى ما شهدته الزيارة من مباحثات مثمرة وإيجابية، وما أسفرت عنه من اتفاق بين الجانبين على أهمية العمل لدفع التعاون المشترك في المجالات المختلفة، خاصةً على الصعيدين الاقتصادى والتجارى.

الشرق الأوسط
وأضاف راضي أن رئيس مجلس النواب الروماني أشاد خلال اللقاء بالدور المقدر والفاعل لمصر في منطقة الشرق الأوسط، مشيدًا في هذا الصدد بجهودها في مكافحة ظاهرتي الهجرة غير الشرعية والإرهاب.

وقد أوضح الرئيس أن تدعيم الاستقرار في الدول العربية والأفريقية يتعين أن يشكل ركنًا أساسيًا في إستراتيجية مواجهة تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى القارة الأوروبية.

التنظيمات الإرهابية
أما بالنسبة لمكافحة الإرهاب، فقد أكد الرئيس أن هذه الظاهرة أضحت تمثل تحديًا للعالم بأسره، مؤكدًا ضرورة أن تشمل الجهود الدولية لمواجهتها كافة الجماعات والتنظيمات الإرهابية دون تمييز، في ضوء الترابط الفكري والعقائدي والتنظيمي بين جميع هذه التنظيمات وانتهاجها لخطاب يحض على الكراهية والعنف تجاه الآخر.

رئيس أركان القوات المسلحة
استقبل الرئيس اليوم، بمقر إقامته في بوخارست، الفريق أول نيكولاي لونيل، رئيس أركان القوات المسلحة الرومانية.

وأكد السفير بسام راضي أن الرئيس أعرب عن التطلع لتنمية التعاون الثنائي مع رومانيا في مختلف المجالات، والحرص على تعزيز التنسيق والتشاور معها إزاء القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

العملية الشاملة
من جانبه؛ أعرب رئيس أركان القوات المسلحة الرومانية عن سعادته بزيارة الرئيس إلى رومانيا والالتقاء به، مؤكدًا عمق العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، ومشيدًا بالإنجازات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية في مختلف المجالات، والنجاحات التي تتحقق على صعيد مكافحة الإرهاب من خلال العملية الشاملة "سيناء 2018".

إصلاح اقتصادي
كما أعرب رئيس الأركان الروماني عن إعجابه بما تشهده مصر من إصلاح اقتصادي، وما يجري تنفيذه من مشروعات قومية بهدف تحقيق التنمية الشاملة، مؤكدًا أن استقرار مصر يعد أمرًا لا غنى عنه لاستقرار الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط، وهو الأمر الذي تهتم به رومانيا لما له اثر مباشر على استقرار المناطق المتاخمة لها جغرافيًا.

المجال العسكري
وأضاف راضي أن اللقاء تطرق إلى سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المجال العسكري والأمني والتدريب، كما تم استعراض آخر المستجدات على صعيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وتبادل وجهات النظر بشأنها حيث تم تأكيد أهمية مواصلة التنسيق المكثف ودفع الجهود المشتركة بين البلدين لتعزيز السلم والأمن الإقليمي".
الجريدة الرسمية