رئيس التحرير
عصام كامل

فاطمة العدلاني تكتب: لم أتمّ عشرين!



وبعد نهاية العام بعيد الميلاد.. فعيد الميلاد يعد نهاية العام وليس بدايته، ودليل لذلك احتفالك بأول ميلاد لك بعد نهاية عام من ميلادك وليس بدايته!!

وأرى أنه لا يفترض الاحتفال به فنهاية عام تعني نقصان عام من المقدر لك.. أرى أنه يفضل إذا اعتدنا بنهاية كل عام أن نجلس مع أنفسنا !! تحضر قلما وورقة وتروي إنجازات ونجاحات حققتها تسرد مزايا ومواقف وأشخاصًا دفعوك للأمام.. وكذلك أخطاء وعيوبًا وأفعالًا أو معتقدات تسببت في تأخرك أو أعاقت سبيل تقدمك !! لتجنبها وتفاديها وأيضا تحسين الذات وتأديبها وتنميتها ومعرفة نقاط ضعفها لاستقبال عام جديد بثقة وهمة عالية وقرارات حاسمة، وعدم الوقوع مجددا في نفس الصعاب.. يجب أن نعرف ما مضى جيدا حتى لا يشابه حاضرنا وماضينا مستقبلنا!!


في الواقع أعلم كم نتفاجأ بمرور العمر سريعا، وها نحن كنا أطفالا بالأمس.. لم أكد أسأل ذاتي: كيف ظللت ما يقرب من عشرين عاما على الكرة الأرضية، ولم أضف لها شيئا واحدا يذكر؟!! من لا يعرف نيوتن وأديسون وغيرهم ممن كانوا سببا لحياة أفضل ؟؟
هل أنتظر الثلاثين أم الأربعين؟!! اقترب عقدي الثاني من العمر أن ينتهي ولم أبتكر أو أخترع أو أكتشف شيئا.. لم أضف علميا أو ثقافيا أو مجتمعيا لبني البشر أو حتى الحيوانات شيئا؟ أخاطب بني جيلي قائلة ماذا فعلنا؟! ماذا قدمنا وقد توفرت لنا سبل التقدم بحد كبير مقارنة بالماضي القريب، وأتيحت لنا فرص البحث العلمي وغيره من مواقع تواصل بعالم آخر دون التنقل ومراكز بحث.. أين نحن من كل تطور متلقى من الغرب.. أعني متلقى فقط!! هل سألت نفسك ماذا لو مَن تلقى علما لم يضف له؟! هل كنت ستتلقى علما اليوم؟!(من لم يزد على الحياة شيئا فهو زائد عليها)!

لا أدري أتأخرت أم أن عقارب الساعة هي من تلاحقني.. لا أخشى هرم الجسد وشيخوخته أو الشكل يقينا أنه لا يهرم ويعجز إلا الروح !! ولكن أخشى أن أرحل ولم أقدم ما يجدر الذكر به في بلاد لا أدري ما اسمها!!
الجريدة الرسمية