رئيس التحرير
عصام كامل

قصة راهب فرنسي رحل عن مدينة السحر والجمال ليعيش في حجازة بقنا (صور)


منزل صغير به حديقة يعيش بها رجل ذو شعر أبيض، يتحدث بلكنة مصرية يتخللها بعض الكلمات الأجنبية، بالقرب من المنزل عرفنا أن هذا الرجل هو راهب فرنسي ترك باريس مدينة السحر والجمال، ليأتي إلى قرية حجازة بقنا. تلك المدينة التي كانت تنطلق منها رحلات الحج إلى بلاد الحجاز.


ورفض ميشيل الذي كان يعمل في المعهد الفرنسي للآثار، العودة إلى فرنسا، بعد أن عشق حياة القرية البسيطة، مرتديًا جلبابًا صعيديًا، يضع على كتفه شال، ويحرص على ري حديقته المليئة بالزهور والأشجار.

البداية
قال ميشيل: "جئت إلى مدينة حجازة مع صديقين لي من فرنسا كان يعلمان الشباب من أهل القرية الحرف الخزفية، وعاش أحدهما هنا بالقرية إلى أن توفي ودفن بها، وكانا صيقيَّ بارعين في تعليم فنون تلك المهنة، وتعلم المهنة على يدهم الكثير من االشباب بالقرية، واصبحوا محترفين ".

وأشار ميشيل إلى أنه عشق مصر وأصبحت وطنه الثاني الذي لا يستطيع أن يفارقه، قائلًا: "حبيت الشعب المصري العظيم وارتحت في مصر كثيرا"، لافتًا إلى أن الحياة في مصر هادئة بعيدة عن الصخب، وأهالي القرية يعرفونه وارتبط بعلاقات صداقة قوية معهم، وقال :"الصغير والكبير هنا يعرفني جيدًا".

وأكد أنه يقوم بشراء جميع مستلزماته هنا من الباعة في القرية، ومنذ أن جاء إليها ويجد الكثير من الترحاب والمحبة منهم، وجميعهم يلقبونه بالأخ ميشيل.

تعلم اللغة العربية
وأضاف ميشيل: "تعلمتها بالممارسة في الحديث من الأهالي هنا، وحتى إني أتحدث الصعيدية"، وتابع: "لست وحدي من اختار تلك القرية التي تبعث الصفاء النفسي والحياة الصافية، بل أن هناك الكثير قبلي من عاشوا وكانت بالنسبة لهم تلك القرية دار شفاء ذهني ونفسي.. ويا ريت الجميع يعي أن الحياة هنا لها طعم وشكل تاني.. وهنا الطبيعة خلابة".

وأكد أنه فضل العيش مع أصدقائه في حجازة عن أي مكان آخر واختاروا تلك القرية الهادئة صاحبة التاريخ العريق في وسط الكثير من القري والبلدان، ليكمل حياته حتى يدفن بها.

ونوه بأنه يحلم بأن يحصل على الجنسية المصرية، قائلًا: "رسالتنا إلى العالم أن مصر تسع الجميع.. والسلام الذي تنعم به مصر لا مثيل له".

وأشار إلى أنه يهوي الزراعة وبخاصة الأشجار والورود الموجودة في حديقة منزله الصغير، وقال: "بالنسبة لي الحياة هنا مليئة بالمحبة والتسامح والهدوء".
الجريدة الرسمية