دراسة تكشف فعالية "البامية" في علاج 4 أنواع من السرطانات
يتجه العالم في الفترة الأخيرة إلى البحث عن الاستفادة من المركبات الطبيعية التي تفصل من النباتات لما لها من تأثيرات فعالة في علاج كثير من الأمراض وبأقل أعراض جانبية، ويعتبر نبات البامية من النباتات التي لها أهمية غذائية، ويعتبر من أهم الخضراوات التي تنمو في المناطق الحارة المدارية وشبه المدارية، كما أنه من أهم النباتات التي تنتمي إلى العائلة الخبازية.
وتتميز نباتات هذه العائلة بأهميتها الاقتصادية لاحتوائها على كميات كبيرة من الألياف الطبيعية، ولذلك فنباتات هذه العائلة تعتبر مصدرا هاما للألياف الطبيعية، فهى تعد ثالث مصدر عالمي للألياف الطبيعية.
وكشفت دراسة قامت بها الدكتورة عبير فؤاد عثمان، من شعبة الصناعات الصيدلية والدوائية بالمركز القومى للبحوث، أنه بالرغم من أهمية نبات الباميا كغذاء إلا أن الإفراط في تناولها كنوع من الخضراوات قد يكون له أضرار على البعض، فقد يسبب مشكلات في المعدة أو الأمعاء مثل الإسهال وتقلصات المعدة والانتفاخات، ويسبب تكوين حصوات في الكلى لما به من نسبة عالية من الاكسالات.
وعلى جانب آخر فإن نبات الباميا له أهمية على مدار التاريخ فقد كان يستخدم في الطب الشعبى، كما أنه مصدر جيد للمعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والزنك، بالإضافة إلى الفيتامينات مثل فيتامين C وB وحمض الفوليك، كما أن نبات البامية له أهمية طبية فهو يخفض الكوليسترول مما يساعد على تقليل الإصابة بأمراض القلب وله فعالية كمضاد للأكسدة، كما أنه مفيد للقولون والمعدة، بالإضافة إلى أنه يساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم، ولذلك فهناك اتجاه للاستفادة من النبات في علاج مرض السكر.
ومن ناحية أخرى فنبات البامية له مكانة جيدة في إنتاج الزيوت لاحتواء بذرتها على نسبة من الزيوت، هذا بالإضافة إلى احتواء قرون النبات على نسبة عالية من الهلام النباتي.
وفي بحث جديد أعده فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث استهدف تقييم نشاط مستخلصات النبات كمضادات للخلايا السرطانية، حيث تم عمل استخلاص لأوراق النبات باستخدام الميثانول (70%) ثم الإيثير البترولي لنحصل على ثلاث مستخلصات هي مستخلص الميثانول، ومستخلص الإيثير البترولي، ومستخلص الميثانول منزوع المحتوى الدهني.
ومن ناحية أخرى، تم تقييم النشاط المضاد للخلايا السرطانية لمستخلص الميثانول ومستخلص الإيثر البترولي بالإضافة إلى مستخلص الميثانول منزوع المحتوى الدهنى لأوراق النبات محل الدراسة بتركيزات مختلفة من حيث فاعليتها ضد خلية سرطان عنق الرحم والثدى والبروستاتا والكبد.
وأوضحت النتائج أن مستخلص الميثانول منزوع المحتوى الدهني له أعلى فاعلية ضد خلية سرطان الكبد والبروستاتا والثدى، على التوالى، في حين أن فاعليته متوسطة ضد خلية سرطان عنق الرحم عند نفس التركيز، وأظهر مستخلص الميثانول عند أعلى تركيز نشاطا ملحوظا ضد خلية سرطان الثدي والبروستاتا والكبد، بالترتيب، كما أظهر نشاطا متوسطا ضد خلية سرطان عنق الرحم عند نفس التركيز.
ومن ناحية أخرى أظهر مستخلص الايثير البترولى عند أعلى تركيز فاعلية متوسطة ضد خلايا سرطان الثدى والبروستاتا والكبد، في حين أظهرت باقى التركيزات للمستخلصات الثلاثة محل الدراسة فعاليات متوسطة إلى ضعيفة ضد الأربع خلايا السرطانية المستخدمة في الدراسة.
