رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

علاء أبو العزايم: التمييز بين «سني وشيعي وصوفي» يدعو لفرض سيادة أعداء الإسلام


يبقى الشيخ علاء الدين أبو العزايم، شيخ الطريقة العزمية، واحدًا من أكثر مشايخ الطرق الصوفية في مصر إثارة للجدل، وهو جدل «حميد»، فـ«أبو العزائم» الذي يتمسك بمقولة جده «استقامة خير من ألف كرامة»، يدير طريقته بمنهج خاص، يصح أن يطلق عليه «منهج عصري».. «أبو العزائم» يمتلك أيضا رؤية خاصة – مختلفة بعض الشيء- عن بقية أمثاله من مشايخ الطرق الصوفية، سواء فيما يتعلق بـ«المد الشيعى» الذي يرى شيخ الطريقة العزمية أنه «كلام فارغ» أو فيما يتعلق بعمل رجال الطرق الصوفية وانخراطهم في الأمور السياسية.. وعن تفاصيل وجهة نظره في هذه الملفات وأمور أخرى كان الحوار التالي:


«التصوف».. حدثنا عن خطوتك الأولى في الطريق إلى البيت الصوفي؟
عائلتي جميعها سلكت طريق التصوف منذ زمن، وكان مؤسس هذه الطريقة جدي محمد أبو العزائم، وورث مشيختها بعد رحيله والدي ماضي أبو العزائم، الذي توليت قيادتها بعده، حيث تعلق قلبي منذ الصغر بحضور الموالد والاحتفالات الصوفية التي كان تنظمها الطرق المختلفة، وكان هذا سببًا رئيسيًا في قيادتي لطريقة «أولو العزم» الآن، عن غيري من أفراد عائلتي.

كيف للشخص العادي أن يسلك طريق التصوف ويرتبط بالطريقة العزمية؟
في طريقتنا لا يمكن لأي شخص أن يدخلها إلا بعد أن يبايع شيخ الطريقة على السمع والطاعة، كما يشترط أن يكون الشخص ليس عليه أي قضايا جنائية أو سوابق، وأن يكون غير مدخن؛ وإن كان كذلك نشترط عليه الإقلاع عن التدخين قبل المبايعة، وعدد أتباع ومريدي الطريقة لا يقل عن نصف مليون.

وما الذي يميز الطريقة العزيمة عن بقية الطرق الصوفية؟
نتميز عن غيرنا من الطرق الصوفية باختصاصات العلم والدين، والاعتماد على كتاب الله وسنة رسوله، فالإمام «أبو العزائم» قال: «استقامة خير من ألف كرامة» فلا نعتمد على الكرامات أو الشعوذة أو أشياء من هذا القبيل، لكننا نعتمد على الإيمان الحق بالإضافة إلى عدم الانتماء لحزب سياسي معين منذ نشأتها، بجانب عدم التزامنا بزي أو مظهر معين، وليس للمرأة أي دور بيننا حيث تقتصر الطريقة على الرجال فقط.

لماذ اختفى دور المرأة في التصوف؟
اختفاء دور المرأة جاء نتيجة لظهور العلمانيين، واليوم انشغلت المرأة بكلام فارغ فلم تعد تؤدي واجباتها كزوجة أو كأم إلا ما فيما ندر، وفي إحدى المرات سافرت إلى المغرب ووجدت السيدات يتحدثن عن التصوف من أفضل ما يمكن، و90% من المغربيات متصوفات، ونادرا ما تجد للمرأة دور داخل الطرق الصوفية في مصر، وكانت «علية الجعار» من صوفيات العصر الحديث وكانت تحضر داخل الطريقة العزمية لأنها كانت على علاقة طيبة بشيخ الطريقة «عز الدين أبو العزائم» وكانت شاعرة وتحب الاستماع إلى أشعار جدي.

هل هناك أحداث سياسية بارزة في تاريخ الطريقة؟
كانت هناك فتوى بارزة لمؤسس الطريقة «أبو العزم» في ١٩١٧ خلال وعد بلفور، أفتي لأتباع الطريقة بعدم بيع أراضيهم بفلسطين لليهود، وقال: «كل من يبيع شبرا من أرض فلسطين لليهود فهو خارج عن الملة، وتُطلّق منه زوجته، وحينما يموت لا يصلي عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين» 

وشارك 128 فردا من أتباع الطريقة في حرب 1948، وشاركنا في ثورة يناير ٢٠١١، وخرج أتباع الطريقة بقيادة شيخها للتعبير عن رأيها السياسي خلال أحداث هذه الفترة، ونصبنا ١٨ خيمة بميدان التحرير وخطبت أمام قصر الاتحادية ضد جماعة الإخوان المسلمين، وأسسنا رابطة تحمل اسم «الرابطة المصرية» جمعت أعضائها من المسلمين والمسيحيين، وهذا يدل على علاقاتنا الطيبة ووحدتنا الوطنية معهم.

في السنوات الأخيرة بدأت الطرق الصوفية تشارك في الأحداث السياسية.. برأيك ألا ترى أن هذه المشاركة تخصم من رصيدها؟
طريق التصوف كله سياسة، والتصوف له دور كبير في الجانب السياسي فحينما جاء التتار إلى مصر تصدى لهم العز بن عبد السلام وكان «رجل صوفي» وكان للصوفية دور كبير مع «صلاح الدين الأيوبي» في حروب الصليبيين فكان يحارب معه الشيخ الصوفي عبد القادر الجيلاني، والشيخ عبد الرحيم القنائي، والشيخ أبو مدين الغوث، وكانوا يرسلون له الرجال للمشاركة في الحرب.

بشكل عام.. ما تقييمك للبيت الصوفي في مصر؟
قديمًا كان يهتم مشايخ الطرق الصوفية بأبناء الطريقة فكان يسافر الشيخ من حين لآخر مناطق مختلفة لتعليم أبنائها أخلاقيات وأسس الطريقة، أما المشايخ في هذه الأونة الأخيرة فهي تعتني بوظيفتها أكثر من اهتمامها بمتطلبات أبناء الطريقة، وكانت تشهد الطرق الصوفية قديمًا انتعاشًا كبيرًا، حيث كان هناك ما يسمى بـ«أوقاف الطريقة» أي إن ميسوري الحال من أبناء كل طريقة معنيون بتقديم الدعم لطريقتهم، والذي بدأ يختفي تدريجيًا حتى وقتنا هذا، وخلال فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر حدث تأمينًا لهذا الوقف، وهو ما تسبب في ركود نشاطها وضعف موقفها في المجتمع، فأصبح اعتماد الأبناء من مشايخ الطرق على الوظيفة وقانون الأوقاف يسمح بـ10% من صناديق النذور بالمساجد حيث يقدر المبلغ بـ2500 جنيه كل ثلاثة أشهر.

ارتبط اسمك بالسفير الأمريكي السابق ورئيس الجامعة الأمريكية في مصر، ريتشارد دوني.. حدثنا عن تفاصيل هذه العلاقة؟
تجمعني به علاقة طيبة منذ أن كان سفير واشنطن في القاهرة عام 2007/ 2008 وهو من الشخصيات الجيدة جدا، وقابلته أول مرة في مولد «سيدي أحمد البدوي» وقال لي: «جورج بوش الابن لديه أفكار عن المسلمين الكويسة» وهو الآن رئيس الجامعة الأمريكية بمصر، والجانب الأمريكي يرى أن الصوفية هم الجانب المتسامح الذي يقبل الآخر بين المسلمين؛ كونهم لا ينتمون لجماعات إسلامية أو حزبية وإخوانية.

ما موقفك من قرار وزير الأوقاف بتوحيد الأذان؟
قرار صائب، واتفق معه في فكرة إغلاق مكبرات الصوت خلال تراويح شهر رمضان؛ لأن تعاليم الدين الإسلامي تُوجب على المستمع أن ينصت لقارئ القرآن أو مؤذن الصلاة، وهنا يرتكب هذا المستمع وزرًا إذا لم ينصت له؛ سواء كان مارًا بالشارع أو داخل المسجد.

«المد الشيعي».. دائما ما تخرج تحذيرات من هذا الأمر.. هل تتفق مع الأصوات التي تحذر من دخول الفكر الشيعى إلى مصر؟
لا يوجد فارق داخل صفوف المسلمين بين سني وشيعي؛ فالنبي (ص)، يقول: «كل من قال لا إله إلا الله فهو مسلم»، والأمة الإسلامية إذا اتحدت بشقيها السني والشيعي ستكون قوة لا يستهان بها في أنحاء العالم كافة، وكل من يفرق بين سني وشيعي وصوفي فإنه يدعو للتفريق بقصد فرض سيادة أعداء الإسلام علينا، وبالتالي فهذه التفرقة «كلام فارغ»، وقبل حرب أفغانستان طالبت الطرق الصوفية من قيادات الأزهر -آنذاك- والإيرانيين، عقد مؤتمر للتقريب بين السنة والشيعة، ووافقت كلتا الدولتين على إقامة هذا المؤتمر، وكان كل شيء ميسرا لكن لم يتم بسبب الحرب.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية