رئيس التحرير
عصام كامل

كفيفات النور والأمل.. إبداع يتحدى قيود الإعاقة.. عضواتها فقدن نور البصر ومنحهن الله «البصيرة».. «ناصر» و«أم كلثوم» أول الداعمين.. ومطالبات بدعم أكبر من الدولة للموهوبات


فور سماع عزفهن، ترتفع روحك إلى آفاق روحية بعيدة، تأسر مسامعك كأنك في عالم خاص غزلت خيوطه روائع الموسيقى الكلاسيكية العالمية، بأنامل نسوية مصرية.


«النور والأمل»، لم تكن السيدة استقلال راضي عند تأسيسها للجمعية عام 1954 تعلم أنه وبعد مرور أكثر من 70 عاما، ستصبح مدرسة فنية متكاملة لتعليم الموسيقى للبنات المكفوفات، وتصدع ألحانها وآلاتها لتجوب مختلف دول العالم في 31 رحلة.

البداية
اعتبرت جمعية النور والأمل عند تأسيسها أول مركز متكامل في الشرق الأوسط لتأهيل المرأة الكفيفة، كما حصلت على دعم كبير في بدايتها من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكوكب الشرق أم كلثوم.

وتقول آمال فكري نائب رئيس «النور والأمل»، إن الجمعية كانت تتضمن 3 أقسام عند تأسيسها وهي «المدرسة، والتأهيل، والقسم الداخلي»، قبل أن يتم تدشين معهد للموسيقى بالجمعية على أسس أكاديمية حديثة.

«15 عازفة كانت نواة الفرقة التي أسستها الجمعية عام 1971»، تشير آمال فكري نائب رئيس الجمعية إلى بدايات الفرقة الموسيقية لـ«النور والأمل»، والتي كانت أولى حفلاتها في دار الأوبرا القديمة في نفس عام تأسيسها.

أول حفلة
واصلت الفرقة تطوير أدواتها وبناتها من العازفات، لتجني أولى ثمرات ذلك التعب والكفاح بعد 17 عاما، حين خرجت الأوركسترا لتحيي أولى حفلاتها الخارجية في دولة النمسا عام 1988، بعدما وصل عدد عازفيها إلى 34 فردا، حيث وصفها الجمهور النمساوي حينها بأنها «معجزة إنسانية»، لما قدمنه من إبداع فني وموسيقي.

تتذكر «فكري» فترات الركود الفني لأوركسترا النور والأمل، وتوقف حفلاتها الخارجية قائلة: «من سنة 1999 وحتى 2005 مسافرناش في أي بلد بسبب حرب الخليج.. لكن أول مرة سفرنا فيها بعد كدا كان لليونان عام 2005 و2006 أثناء الاحتفال بخروج الشعلة الأوليمبية من أثينا».

مصدر رزق
لم يجعل امتهان بعض سيدات الفرقة لأعمال أخرى، وبحثهن عن مصدر دخل لهن، يتخلين عن الفرقة الموسيقية بالجمعية، وتركها كما تؤكد فكري: «كتير من البنات لديهن عمل خارج الجمعية.. لكن لسه بيجو عندنا عشان دا بيتهم وباعتبارهن جزءا من الأوركسترا بتاعنا».

بعد رحلة طويلة للفرقة استمرت قرابة الـ30 عاما، وصل عدد الأوركسترا الكبير للنور والأمل إلى 48 عازفة تتراوح أعمارهن بين 15 وحتى 58 عاما، أما الأوركسترا الصغير فيشمل 32 عازفة، كما بدأ هذا العام أيضا استقبال عدد من البراعم الجدد لينضممن للفرقة حيث بلغ عددهن 17 فردا يبدأ تعليمهن للموسيقى ليكن مستقبلها.

الموسيقى الشرقية
تميز معهد النور والأمل بتدريس الموسيقى الشرقية المتطورة بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقى «الكونسرفتوار»، والتابع لأكاديمية الفنون كما ينتدب بعضا من أساتذته للإشراف على امتحاناته كل عام.

توضح نائب رئيس جمعية النور والأمل حجم المسئولية التي تقع على كاهل فتيات وسيدات الجمعية، ونظامهن اليومي الذي لا يئنن منه: «بناتنا بتكون في المدرسة الصبح وبعد الضهر في معهد الموسيقى التعليم في الجمعية بقي مزدوج الطالبة بتحصل على الثانوية العادية والثانوية الموسيقية».

وعن طبيعة التقديم للفرقة وآليات ذلك تابعت: «الفتيات اللي بتتقدم للجمعية بنفضل الصغار منهن.. ولو كان عندهن تذوق للموسيقى بيكون في اختبارات لالتحاقهن في معهد الموسيقى والفرقة».

وتضيف نائب رئيس جمعية النور والأمل أن آخر الحفلات الخارجية للفرقة الموسيقية، كانت في دولة الصين الشعبية وهونج كونج، وذلك بعد دعوة وزير الثقافة الصيني للأوركسترا لحضور إحدى الحفلات هناك.

لحظات السعادة
لحظات السعادة والفرح التي حققتها أوركسترا النور والأمل، كانت الدافع الدائم والوقود المحترق في مسيرة نسائها، تحكي «فكري» أبرز تلك المشاهد قائلة: «حاجتين كانا في منتهى الجمال.. لما لعبت الفرقة نفس المقطوعة من الأوركسترا الياباني السيمفوني في إحدى بدايات رحلات الفرقة الخارجية.. والثانية كانت منذ 10 سنين في فرنسا حينما عزفنا مع أوركسترا الهواة في إحدى المدن التي استضافتنا لدرجة أن المايسترو الفرنساوي قال إن بناتنا أحسن من تلامذته وعملوا ممرا شرفيا للفرقة في ختام الحفل».

تحديات كثيرة تواجهها الفرقة في سبيل استمرار إبداعاتها ورحلاتها التي رفعت اسم مصر عاليا في الخارج، توضحها نائب رئيس الجمعية قائلة: «الحمد لله في الرحلات بناتنا عملن سمعة لمصر كبيرة جدا.. نفسنا إن الدولة تحتضن الفرقة بشكل أكبر.. يكفي أقولك إننا عندنا 4 دعوات حفلات بره من الصين وكندا وصربيا ومالطا.. ومش لاقيين داعم لجلب تذاكر السفر لتلك الدول.. فمضطرين إننا منردش عليهم حتى تدبير أسعار تلك التذاكر».

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية