رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس تحرير صوت الأزهر: الصحف الدينية ليست مجرد نشرات.. وأرقام التوزيع تثبت أن الصورة غير قاتمة.. «الصاوي»: مواجهة التطرف تتم بطريقتين.. ونعبر عن آراء «الأزهر الشريف»


لكل مجال صوته، وفي الدول العربية وخاصة مصر تبقى الصحافة الدينية هي الصوت الأقوى، المعبر الأساسي عن الأديان، لكن في الوقت الحالي ومع اشتداد أزمة التفكير المتطرف، تراجعت الصحافة الدينية وبات البحث عن علاج لها هو ما يدور في ذهن الكثيرين.


الصورة ليست قاتمة

أحمد الصاوي رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر، يرى أن أرقام التوزيع الخاصة بالإصدارات الصحفية التي تصدر عن مؤسسة الأزهر تشير إلى احتلالها مكانة متميزة لدى القراء خاصة فيما يتعلق بـ«مجلة الأزهر»، وجريدة «صوت الأزهر» حيث تنتشر بشكل كبير سواء عبر نقاط التوزيع والمكتبات أو من خلال الاشتراكات.

وغالبا ما تطالب مؤسسات التوزيع بمزيد من النسخ منها، مشيرًا إلى أن القائمين على إدارة «صوت الأزهر» يتعاملون معها على أنها صحيفة عامة تعبر عن مؤسسة دينية، وتم عمل نوع من «التمايز» بين جريدة صوت الأزهر ومجلة الأزهر، ففى الوقت الذي تهتم به المجلة بالقضايا الفقهية المباشرة التي تهم القاريء، وذلك من خلال المقالات والأبحاث التي تنشر بها، فإن الجريدة تنطلق في تناولها من الأخبار التي تنتجها مؤسسة الأزهر ومن تفاعل المشيخة مع القضايا التي تهم المجتمع ورؤية الأزهر لتلك القضايا، مع مراعاة المحددات التي تفرضها طبيعة المؤسسة التابعة لها الجريدة.

سياسات الأزهر
وحدد «الصاوي» مهمة جريدة صوت الأزهر الرئيسية، مشيرا إلى أنها تمثل جسرا بين المؤسسة والمجتمع من خلال نقلها لمواقف وسياسات الأزهر للجمهور في شكل صحفى، وفى نفس الوقت تنقل لقرائها من الأزهريين ما يدور في المجتمع من أفكار وتفاعل الأزهر واشتباكه مع تلك الأفكار، وهذا ما دفع الجريدة للاشتباك مع كافة القضايا التي تهم المجتمع مثل الضغوطات الاقتصادية وقضايا الانتحار أو القضايا السياسية الرئيسية مثل الانتخابات بجانب قضايا مهمة ومركزية مثل القدس أو مقاومة الإرهاب وتفنيد الأفكار التي ينطلق منها التطرف، بالإضافة إلى قضايا المواطنة وعدد من الموضوعات التي تدل على منهج الأزهر الوسطى.

نشرات
وانتقد «الصاوي» النظرة إلى محتوى الصحف الدينية التابعة للمؤسسات الدينية وعلى رأسها «صوت الأزهر» بأنها مجرد «نشرات» لما يصدر عن المؤسسة من بيانات على مدار الأسبوع، مشيرا إلى أن تلك نظرة قاصرة وغير حقيقية، مؤكدًا على أن البيانات التي تصدر عن المشيخة تمثل جزءا من محتوى الجريدة لكن لا يمكن قصر كافة الموضوعات أو المحتوى الخاص بها على مجرد بيانات.

والدليل على ذلك كم الموضوعات الهائلة التي تناولتها الجريدة دون أن تكون بيانات صادرة عن الأزهر، مثل نبذ التعصب الكروي في المجتمع ووضعنا صورة الخطيب وحسن شحاته على الغلاف، وكذلك ملف عن «الستر» بعد انتشار الفيديوهات المخلة على المنصات الإلكترونية، وغيرها من الأمثلة المتعددة من الموضوعات التي تمثل معالجات صحفية مختلفة، والاحتفاء بالفن الهادف في المجتمع سواء كان أفلاما سينمائية أو فنونا تشكيلية أو غيره.

مواجهة التطرف
رئيس تحرير «صوت الأزهر» شدد على أن مواجهة الأفكار التي تسعى الجماعات المتطرفة الترويج لها وعلى رأسها داعش، ليست مسئولية الصحف الدينية وحدها وإنما هي مسئولية الإعلام بشكل عام، مشيرا إلى أنه فيما يخص الدور الذي من المفترض أن تلعبه الجريدة في مواجهة تلك الأفكار الهدامة، فقد تبنت الجريدة عددا من المبادرات والموضوعات التي تواجه هذه الأفكار في حدود الدور المنوط بها، مثل احتفاء الجريدة بالفن الهادف وتشاركنا مع مكتبة الإسكندرية بأعمال فنية، خاصة وأن مواجهة الإرهاب لا تكون بالمقالات الإنشائية، وإنما من خلال عدد من المبادرات القوية التي تتبناها المؤسسات كل في إطار عمله.

ومواجهة الأفكار المتطرفة يكون من خلال طريقتين رئيسيتين أولاهما هو تفنيد الأفكار التي تسعى تلك الجامعات للترويج لها، وثانيهما هو تحصين الأجيال الجديدة حتى لا تفتن بتلك الأفكار التي تسعى الجماعات للترويج لها، مشيرا إلى أن جريدة صوت الأزهر دعت في العديد من الملفات والموضوعات الشباب لضرورة الانفتاح على الفئات الأخرى وعلى الفن الهادف والقيم الاجتماعية الأساسية مثل احترام الآخر والمواطنة وغيرها من الموضوعات التي تعمل على تحصين هؤلاء الشباب حتى لا يكونوا فريسة سهلة أمام أفكار تلك الجماعات، مشددًا على أن وسائل الإعلام هي التي خلقت للجماعات المتطرفة المساحات التي تزعم أنها تملكها في سوق الإعلام، خاصة وأن نفس تلك المؤسسات تتجاهل بشكل كبير العمل الذي يتم ليس في جريدة صوت الأزهر وحدها وإنما في باقى مؤسسات الدولة.

واختتم الصاوي كلامه بالحديث عن المستقبل قائلا: «الصحافة بشكل عام متجهة ناحية التخصص، ومن المتوقع تواجد عدد قليل جدًا من وسائل الإعلام التي تمتلك القدرة على امتلاك صفة العمومية خاصة الصحافة الورقية، مؤكدًا أنه يمكن القول إن «التخصص» هو مستقبل الصحافة بشكل عام، كما أنه يمكن أن يكون «طوق النجاة» المؤقت للصحافة الورقية، موضحًا أن الإقبال على المحتوى الديني في الصحف يمثل جزءا كبيرا خاصة فيما يتعلق على سبيل المثال بطلب الفتوى، وأنه مطلوب من المؤسسات الدينية أن تطور وسائلها وتعزز من تواجدها على الفضاء الإلكتروني لأنه يمثل المستقبل وسوق المنافسة الحقيقة، والتحدي الأساسي أمام هذه المؤسسات».
الجريدة الرسمية