رئيس التحرير
عصام كامل

تنظيم الإخوان يحتضر في ليبيا.. إعلان الجماعة حركة إرهابية يمنع عنها الدعم القطري والتركي.. يساهم في تسريع قرار ترامب بحظرها بالولايات المتحدة.. باحث: ورم خبيث بأرض عمر المختار ولا بديل عن تدميره


لا حديث اليوم في الميديا العالمية، إلا عن الضربة القاضية التي تلقتها الإخوان، بتنصيفها جماعة إرهابية في ليبيا، من البرلمان، وتأثير ذلك على القرار المنتظر لترامب، بإعلانها إرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يمهد لحظرها بلدان العالم، على طريقة النقاط، الضربة تلو الآخرى.


حيثيات القرار
حسم البرلمان الليبي، قراره الذي كان يعلمه العالمون ببواطن الأمور منذ أشهر، بإعلان الإخوان جماعة إرهابية، في أرض عمر المختار، وذلك خلال جلسة برلمانية عقدت في طبرق يوم 14 مايو الماضي.

جاء القرار، بناءً على جرائم الإخوان المسلمين ضد الجيش الليبي، وتحريضها على البرلمان، ودعمها للميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية في طرابلس، وصوت عليه نحو 70 عضوًا من مجلس النواب، ليلحق الفرع الليبي بالجماعة الأم في مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة وروسيا، فضلا عن القرار المزمع اتخاذه في أمريكا، كما أعلن البيت الأبيض قبل أسابيع.

ويهدف القرار إلى قطع دابر الوجود القطري والتركي، وعزلهما عن الصراع الدائر في طرابلس، بين الجيش الليبي والجماعات المتطرفة المدعومة من الإخوان، التي ما زالت تحلم بالخلافة، والدولة الشمولية الأصولية، وتقديمها على طبق من ذهب لـ«أردوغان».

شعبية الإخوان
لا وجود للإخوان في ليبيا على المستوى الجماهيري، هذا ما يقوله التقرير الصادر عن المركز الدولي لدراسة التطرف في كلية كينجز كوليدج بإنجلترا، ويؤكد أن الذراع الليبية للإخوان يحظى بدعم شعبي ضئيل، وزاد الأمر بعد سياساتها العدائية التي أطالت عمر الصراع المسلح على الأرض، وتعاونها الوثيق مع التيارات الجهادية العنيفة، التي تكره المؤسسات المدنية، وتريد جر الدولة الليبية لعصور القرون الوسطى.

التقرير الذي جاء تحت عنوان «أشباح الماضي.. الإخوان المسلمون وصراعها من أجل الشرعية في ليبيا ما بعد القذافي» ناقش بشكل تحليلي، تاريخ التطورات التنظيمية لجماعة الإخوان الليبية، ودرس الطرق التي حاولت الجماعة من خلالها ترسيخ نفسها كعنصر سياسي فاعل فيما يتعلق بأوراق اعتمادها في المجال السياسي الليبي بعد عام 2011.

وخلص التقرير إلى أن الحركة فشلت في الاستيلاء على السلطة، في الانتخابات بين عامي 2012 و2014، والتي كشفت أن الجماعة ليس كما كانت تصور نفسها باعتبارها صاحبة الشعبية الأولى، وبعبع كل نظام، بعد حصولها على قيمة لاتذكر من إجمالي أصوات الشعب الليبي.

قرار حكيم
إبراهيم بالقاسم، المحلل والباحث السياسي، أشاد بقرار البرلمان الليبي، حظر جماعة الإخوان، وإعلانها جماعة إرهابية، مؤكدا أن حظر هذا التنظيم تأخر كثيرًا، بعد أن تفشى كالورم في الدولة ومؤسساتها، ويتحمل بوضوح مسئولية الانهيار الاقتصادي الحادث الآن في البلاد، بسبب تغوله وهيمنته على جميع مفاصل الدولة.

ويرى الباحث، أن الخطوة القادمة، تتلخص في تنفيذ قرار البرلمان بحظر الإخوان من خلال السلطة التنفيذية، عبر الحكومة المؤقتة، موضحا أن التنظيم لم يعد لديه حاضنة اجتماعية، بعد مشاركته في تأجيج الأوضاع بليبيا، وتأخيرها عن اللحاق بركب الاستقرار، مطالبا بالمسارعة في تطبيق القرار، ليس على الإخوان وحدها، ولكن على الجماعات المتطرفة كافة.
الجريدة الرسمية