رئيس التحرير
عصام كامل

النهوض بالإعلام الديني.. هاجر سعد الدين: إذاعة القرآن الكريم تسير على الطريق الصحيح.. وعليها مواكبة الأحدث.. «العبد»: نسعى لسن قوانين للتطوير.. و«عوارة» يحذر من بزنس اتصالات المشاه


بالأمس القريب كانت هناك إذاعة دينية، وصحف دينية، وقنوات دينية، ثلاث آليات قادرة على الوصول لملايين المصريين لبث الرسائل الصحيحة ومواجهة أفكار التطرف، لكن بين عشية وضحاها تدهورت تلك الآليات وباتت غير قادرة على شيء، ما الذي أدى إلى ذلك.


الوازع الديني
الدكتورة هاجر سعد الدين، رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق، ترى أن الوازع الديني موجود لدى المصريين بالفطرة، ولا يمكن أن يقل أبدا في النفوس أو يتحول إلى أي وازع آخر، والدليل على هذا لجوء إذاعات المنوعات الأخرى إلى استضافة برامج دينية متخصصة ضمن خريطتها البرامجية، مشيرة إلى أن إذاعة القرآن الكريم لها دور كبير في تلبية احتياجات المواطنين الدينية وتثقيفهم بالمعلومات التاريخية الإسلامية، وتزويدهم بتفسيرات الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة.

«سعد الدين» أكدت أن إذاعة القرآن الكريم لا تزال تسير على النهج السليم وتتسم بالريادة، وهذا ما أثبتته بحوث تم إجراؤها على المستمعين، أكدت تقدم وتفوق إذاعة القرآن الكريم على الإذاعات الأخرى، كما أن برامج الإذاعة كافة تتلقى الكثير من التفاعلات الجماهيرية من خلال الرسائل النصية أو المكالمات التليفونية، وهذا يثبت كذلك تفوق الإذاعة ونجاحها.

وعن البرامج الدينية الجديدة على الإذاعات الأخرى، أوضحت أن هذا لم يؤثر على الإقبال على إذاعة القرآن في شيء، لافتة إلى أن الإذاعة العريقة ما زالت محتفظة بجمهورها، بل إنه يزداد يوما بعد يوم، مختتمة حديثها بأنه لكي تواصل إذاعة القرآن الكريم ريادتها وتصل إلى العالم كله تحتاج إلى أن تتحرك برشاقة أكثر، وتتوسع في برامجها أكثر وأكثر، مع مراعاة أن يكون محتوى تلك البرامج مواكبا للأحداث.

البرلمان
من جانبه قال الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان: «إن الإعلام الديني في مصر يشهد حالة من التقدم في الفترة الأخيرة سواء كان على مستوى الجانب المرئي أو المسموع أو المقروء، فعلى سبيل المثال جريدة «صوت الأزهر» شهدت طفرة في الفترة الأخيرة وأصبحت تغطي كافة الموضوعات على الساحة الإعلامية.

وأشار إلى أن في الفترة الأخيرة أصبح الشغل الشاغل لكافة وسائل الإعلام هو الحديث عن «الإرهاب» لمواجهة هذا الفكر ومحاربته، وهذا ما تعمل عليه اللجنة الدينية في البرلمان، من خلال عقد العديد من المؤتمرات والملتقيات المختلفة التي تحارب الإرهاب فكرًا وقولًا وعملًا، وأن الهدف من ذلك هو تحصين الشباب من التأثير من تلك الأفكار.

جهد مبذول
وأكد البرلماني، أنه لا يمكن أن ننفي بشكل قاطع أو نحكم على وسائل الإعلام التي تقدم محتوى دينيا بأنها لا تقدم جديدا للجمهور في هذا الشأن، بل لا بد وأن نحترم الجهد المبذول من تلك الوسائل، فهذه القنوات تعمل على إظهار البطولات الإسلامية، وتوضيح الأحكام الخاصة بالعبادات والعقائد، بجانب محاربتها للفكر الإرهابي، ولكن في نفس الوقت نحن نطمح من هذه الوسائل أن تعمل بشكل أكبر، وأن تضاعف جهودها في هذا السياق، موضحًا أنه قام بعدد من الجوْلات في بعض الدول الغربية للتأكيد على سماحة الإسلام، وعلى أن الأفكار الإرهابية لا علاقة لها بسماحة الدين الإسلامي.

قوانين
وأضاف «العبد» أن اللجنة الدينية بالبرلمان تسعى لسن عدد من القوانين من أهدافها النهوض بشأن الإعلام الديني بشكل عام، ومن أهم تلك القوانين قانون تنظيم الفتوى الذي من المفترض تقديمه للمجلس خلال الفترة القادمة، والذي من المقرر أن يقصر عملية الفتوى على الفضائيات للعملاء المتخصصين فقط من الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، بجانب مشروع قانون الظهور الإعلامي والذي ينص على أنه لا يظهر على الساحة الإعلامية في أي مجال إلا أهل التخصص حتى نحمي المجتمع من الوقوع في براثن الفتن، أو التشدد لأن الدين الإسلامي دين وسطى معتدل، وكما يعرف نفسه فإنه يعرف الغير كما أنه يعرف لتعزيز القيم الإنسانية، مؤكدًا أن اللجنة الدينية حريصة على تنظيم عملية الظهور من يتطرق للحديث عن الأمور الدينية في وسائل الإعلام.

قصور
النائب جلال عوارة عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب يقول: «إن ما عرف بالإعلام الديني في مصر ظهر مع بداية اتجاه الصحافة للتخصص في العقود الماضية، مثل جريدة «اللواء الإسلامي وعقيدتي» تبع ذلك وجود محطات فضائية متخصصة، ومثل هذا نقلة إعلامية في وسائل الإعلام بشكل عام، وسبق هذا الأمر الإذاعات المتخصصة، مثل الشباب والرياضة وإذاعة القرآن الكريم.

وأشار إلى أنه بالحديث عن الشأن الديني فإن الأمر يختلف نظرًا لكون المجال الديني يكثر فيه الاجتهاد وليس هناك حالة تطابق في كافة الأمور، والدليل على هذا أن المذاهب الأربعة تختلف فيما بينها في تفسير المسألة الواحدة، ومع الفترة الحالية التي نعيشها توجد اجتهادات خاطئة وللأسف هذه الاجتهادات أدت إلى خلق تيار من التطرف والعنف الشديد في مجال التخصص الديني الإسلامي.

وأوضح عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب أن اللجنة لم تناقش أي مشروع قانون يتعلق بالشأن الديني وذلك نظرًا لأنه اختلاف تفسير معنى كلمة الإعلام الديني، نظرًا لتشعب وتعدد وسائل الإعلام والتواصل فالمنبر في المسجد يعتبر وسيلة إعلام، مشددًا على أن الجرعة الخاصة بالبرامج الدينية عبر القنوات العامة متاحة ومتواجدة بقوة، ولا يمكن القول إننا لدينا عجز في هذا الجانب، موضحًا أننا بحاجة إلى مراجعة أمر مهم في هذا الإطار وهو «هل هذه القنوات موجودة من أجل الفتوى والإجابة على أسئلة المشاهدين فقط؟».

وأكد أن هذا فهم خاطئ للمسألة، لأننا لا نملك في مصر إلا جهة إفتاء واحدة هي دار الإفتاء، وهى تضم مجموعة من كبار العلماء، لكن فكرة أن تتحول القنوات إلى منصات أو جلسات للإجابة على أسئلة المواطنين في المنازل فإن هذا يعد فهمًا خاطئًا للمسألة، لأن عملية الفتوى لا بد أن تكون صادرة عن مؤسسة معينة مثل دار الإفتاء، وبعض المحطات الفضائية تستغل مسألة الدين في عملية الربح المادي من خلال اتصالات المشاهدين.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية