رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

4 أقلام و5 طقاطيق على مكتب مصطفى أمين في "الجيل"

فيتو

في مجلة الجيل عام 1964 كتب الصحفي علي أمين، مقالا يصف فيه الحالة التي عليها دائما مكتب أخيه التوءم مصطفى أمين فقال:

قابلت مصطفى أمين. أننى أقابله كل يوم، ولكن هذه أول مرة أصف فيه مكتب أخى سواء في الجريدة أو البيت فالوضع متشابه.


على المكتب مجموعة كبيرة من الصحف العربية والإنجليزية والأمريكية وهو دائما يقلب فيها ثم يعود إليها ثانيا ويقلب فيها.

على مكتب أخى مصطفى أربعة أقلام أبنوس، والسر في هذا هو أنه لا يريد أن يقطع أفكاره بانتهاء الحبر من القلم. إنه أراد أن يحل هذه المشكلة فأصبح يحتفظ بأربعة أقلام أبنوس في وقت واحد كما يحتفظ الرجل بأربع زوجات.

أنه لا يكاد يكتب حتى يكتشف أن الأقلام الأربعة ليس بها حبر، لقد نسى الساعى أن يملأ الأقلام التي على مكتبه والسكرتيرة تعتقد أن هذا ليس من عملها وأن عملها هو أن تملأ الساعة التي على مكتبه ولهذا فإن الساعة متأخرة دائما شأنها شأن الزوجات عادة.

على المكتب خمس طقاطيق للسجائر، كلها مليئة بأعقاب السجائر، فهو يدخن 120 سيجارة في اليوم وهو يدعى أنه لا يبلع دخان السيجارة لكنه اعتاد أن يسعل في الصباح كما يفعل سبع متر جولدن وين ماير في مقدمة الأفلام.

على المكتب ولاعتان لكنهما لا تعملان. أن البنزين يختفى منها باستمرار كأنهما سيارات رولزرويس التي تحتاج الواحدة منها لصفيحة بنزين كى تنتقل من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر في الطريق.

وعلى المكتب أيضا قلمان من الرصاص مقصوفان. قلم أسود وقلم أحمر، إنه لا يستعمل القلم الأحمر أبدا لكنه يحب أن يحتفظ به على مكتبه.

المكتب غير مرتب، أوراق ملقاة هنا وهناك. مقالات وجرائد وفاتورة شراء قمصان وثلاثة قروش ونصف.

وأسأله ما قصة هذه القروش فيقول إنه لا يذكرها إذا كانت بقية حساب من نحو عام، ولا هو يتذكرها ويضعها في جيبه ولا زائر يضعها في جيبه، وليس السبب أن كل زائريه مشهورون بالأمانة فقد كان يزوره منذ أيام رئيس عصابة لصوص وترك مصطفى أمين الغرفة وعاد إليها فوجد أن اللص ترك ورقة مالية من ذات الخمسة قروش، وتصور مصطفى أن اللص تصور أن مكتبه مثل صندوق نذور السيد البدوى فترك الخمسة قروش ثم ظهر للأسف أن القروش الخمسة وقعت من اللص المشهور.
Advertisements
الجريدة الرسمية