رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«كشري وفول نابت ومبيت انتظارا للصباحية».. أبرز الاحتفالات بمولد «القنائي» (فيديو)

فيتو

"حملت هدومي وجيت البي نداك يا قطب الصعيد.. ركبت قطر الغلابة.. ونزلت على المحطة.. مشيت على القضبان عشان الحق ازور.. لقيت كتير مستنين، وعلى كتفهم حاملين العيال.. وطبق الكشري وكوباية الشاي من ساحتك.. وكل واحد يشتري الغوايشات وسوية البخور والمسك.. ونومة على الرصيف انتظارا لطلعة المحمل".. رحلة سنوية يقطعها العديد من محبي ومريدي القطب الصوفي عبد الرحيم القنائي، حيث يتوافدون من كل حدب وصوب، من كافة أنحاء مصر والعالم العربي خاصة المغرب العربي، في هذا الوقت من كل عام، للاحتفال بمولده، ذلك الرجل الذي اختاره العالم الجليل ابن دقيق العيد ليكون رجل السنة في مدينة قنا لمحاربة الشيعة بعد انتشار أفكارها في ذلك الوقت بمختلف أنحاء المحافظة.


القرشي "سيأتي الولي"

كان الشيخ عبدالله القرشي أحد الصالحين يذكر أن هذه المنطقة سوف يسكنها قطب صالح، وكان دائم النظافة بيده، ولذا ظن الكثير أن هذا الرجل فقد عقله، وبالفعل وبعد مرور عدة سنوات جاء القنائي إلى تلك الساحة ليسكن فيها وتنطلق منها دور العلم والشريعة، ويحارب الفكر الشيعي الذي كان منتشرا في هذا الوقت.

وعندما علم القنائي بهذا الأمر وكان القرشي يقوم على خدمته ذات مرة، وطلب منه ألا يقوم بهذا العمل إلا أنه رفض وظل على هذا العهد، وطلب القنائي تكريمه بأنه لن تقبل زيارة أي شخص إلا بعد قراءة الفاتحة وزيارة مقام القرشي أولًا وهو الموجود حاليًا بداية ساحة القنائي.

الكشري والفول النابت
من أشهر الأكلات التي يحرص عليها الزائرون والمحبون للاحتفال بمولد السيد عبدالرحيم القنائي هو طبق الكشري والفول النابت الذي تقوم بطهيه أغلب ساحات الخدمة بمختلف الطرق الصوفية.

كما يحرص الزائرون على شراء الهدايا التذكارية لنسائهم بالإضافة إلى شراء الحمص والفول السوداني وغيرها من الحلوى التي يشتهر مولد سيدي عبدالرحيم القنائي، ويشترك في شرائها المسلمون والمسيحيون، فضلًا عن البخور والمسك المشهور والذي يطلقون عليه مسك القنائي.

طلعة المحمل
وتعد طلعة التوب أو "المحمل" كما يطلق عليها من أهم مراسم الاحتفال بمولد السيد عبدالرحيم القنائي، والتي كانت تشتهر في حقبة زمنية إلا أن هذا الأمر اختلف في الفترة الأخيرة وتم الغاؤها بسبب حادث شهير لأبناء القبائل راح ضحيته عدد كبير ما بين قتلى وجرحى، ولذا قرت الأجهزة الأمنية إلغائه.

وطلعة المحمل كان يخرج نقيب السيد عبدالرحيم القنائي على حصان ويجوب شوارع المدينة وسط تشديدات أمنية حتى يصل الثوب الجديد إلى ضريح القنائي.

الصباحية
يبيت العديد من الزائرين والوافدين على أعتاب وضريح القنائي انتظارًا للصباحية التي ينشدها الأهالي، مستخدمين الدفوف داخل الضريح مرددين "صبحية مباركة يا سيدنا.. نظرة يا عبد الرحيم" والتي تكون ختام الاحتفالات ويؤدي بعدها المحتفلون صلاة الفجر وبعدها ينطلقون إلى ديارهم حاملي مسك ما تم تعبئته من روحانيات وصفاء للقلب انتظارًا للعام القادم.

فيما يحتفل محافظ قنا ومدير الأمن وعدد من القيادات الأمنية والشعبية والتنفيذية بالليلة الختامية، بالتزامن مع ليلة النصف من شعبان في ساحة القنائي.

الطرق الصوفية
وتحتفل العديد من الطرق الصوفية على طريقتها فمنهم من يفضل الذكر وتلاوات القرآن وآخرون الإنشاد الديني لريحانة المداحين أمين الدشناوي وشيخ المدحين ياسين التهامي.

ويفترش الكثير منهم الساحات التي تقوم بتوزيع الأكل والمشروبات على الزائرين والوافدين للاحتفال بالمولد، وحلقات الذكر التي تمتد حتى الساعات الأولى من الصباح.

يذكر أن القطب الصوفي سيدي عبدالرحيم القنائي قدم من بلاد المغرب العربي واسمه بن أحمد بن حجون وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه وولد سنة 521 هجرية -1127 ميلادية بالمغرب في إحدى قرى مدينة سبتة بمحافظة ترغاي.

ونشأ سيدي عبدالرحيم بن أحمد نشأة دينية خالصة محفظًا القرآن ونال قسطا وافرا من الثقافة الدينية تحت كنف والده الذي كان عالمًا صالحًا تقيا وورعا، ولما شب اشتاقت نفسه إلى طلب المزيد من العلم والثقافة فساح في البلاد بحثا عنهما، وتوفي السيد عام 592 هجرية لسنة 1195 ميلادية ودفن برباطة الحالي بقنا.
Advertisements
الجريدة الرسمية