رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فتنة كبرى داخل النور بسبب التعديلات الدستورية.. غضب متزايد بين السلفيين للقبول بـ«مدنية الدولة».. الحزب يوبخ الخارجين على قياداته ويطالب بوحدة الصف.. وأستاذ فلسفة: يتلاعبون بالألفاظ ويريدونه

حزب النور
حزب النور

يعيش حزب النور، أجواء غير مسبوقة، بين رفض داخلي وتمرد يعرفه الحزب ربما لأول مرة، بسبب تراجعه عن رفضه للتعديلات الدستورية، اعتراضا على مدنية الدولة، بعدما صدر لاتباعه طوال الأسابيع الماضية، أنه المدافع الأوحد عن الهوية الإسلامية في مصر، ليعود ويؤيدها دون سبب مقنع لأنصاره.


جدل مستمر
على مدى الـ24 ساعة الماضية، تناقل أتباع "النور" على جميع الصفحات المتحدثة باسمه والدعوة السلفية، خبر رفض الحزب للتعديلات الدستورية، كان مقطع فيديو للدكتور أحمد خليل خير الله، رئيس الكتلة البرلمانية، وهو يعلن رفضه للتعديلات الدستورية في الجلسة العامة للبرلمان، أشبه بالفتح المبين لدى السلفيين، مع أنه كان رفضا مؤقتا وخلال المناقشات فقط، وليس موقفا رسميا، ولكن الكتائب السلفية المؤيدة للحزب، اعتبرته الموقف النهائي والرسمي للنور.

مع إعلان «النور» موافقته الرسمية على التعديلات، شهدت الحسابات السلفية، حالة من الهجوم غير المسبوق، على موقف الحزب، ويبدو أن الجميع، تجرع حبات البطولة والشجاعة أكثر من اللازم، على حد تعبير القيادي بالنور أبو مصعب السكندري، خاصة أن المتربصين بالحزب من داخل التيار الديني، أكثر بكثير من الرافضين لفكر النور وتوجهاته من خارجه، ما يعني أنهم سيتعرضون لضربات وهجمات سياسية وفكرية وجماهيرية وإعلامية طوال الفترات القادمة، وفي الغالب لن يستطيعوا الوقوف أمامها.

خطة الإنقاذ
يحاول «النور» منذ الأمس، توضيح موقفه الرسمي، وذكر مكاسبه تحت القبة، وخاصة إجبار البرلمان بأكمله، على التصويت بالإجماع على رفض العلمانية، وهو ما استوجب توبيخ الأعضاء على التسرع، وعدم التزامهم بمبادئ العمل داخل الحزب، إذ أدخلهم في مشكلات كبيرة، كانوا في غنى عنها، ولاسيما أنهم هم الذين وضعوا أنفسهم في موقف المتردد والمتلون، كما هي الصورة المستقرة في أذهان الكثيرين عن الحزب ومواقفه.

أبو مصعب السكندري، القيادي بالحزب، قال في تعليق ناري له على ما يحدث داخل النور: إن الأعضاء ضربوا بالتزامهم بالعمل الجماعي لهذا الكيان عرض الحائط، وأصبحوا متحدثين رسميين دون أن يطلب منهم ذلك.

يرى "السكندري" أنه كان يجب أن ينتظر الأعضاء البيان الرسمي الذي يوضح فيه الحزب موقفه الأخير، موجها سهام نقده للغاضبين قائلا: كل ما تعلمناه من خبرة طوال هذه السنين التي مرت بنا، أصبح لا قيمة له في لحظة غفلة وحماسة، مطالبا بالاصطفاف خلف المشايخ وقيادات الدعوة والحزب.

تلاعب بالألفاظ
يرى الدكتور أشرف منصور، أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية، أن رفض حزب النور السلفي، للتعديلات الدستورية بحجة احتوائها على نص بمدنية الدولة، ثم عودته لقبولها، بعد أن طمأنه الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، أن مدنية الدولة لا تعني العلمانية ولا الدينية ولا العسكرية، مراوغة من الحزب وتلاعب بالألفاظ.

وأوضح «منصور» أن رفض "النور" الأول لمدنية الدولة، كان يعني بوضوح أنه يريدها دينية، لكن إذا سألناه هل تريدون دولة دينية سيقول لا نريدها دينية، بل نريدها إسلامية، مردفا: الدولة المدنية هي دولة المواطنة التي يتساوى فيها كل المواطنين ولا يكون بينهم أي تمييز على أساس الدين أو العقيدة أو الطائفة، وهذا من بين تعريفات الدولة العلمانية.

وأكد أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية، أن طمأنة البرلمان لـ"النور" بتغير التعريفات المستقرة والمعاني الثابتة للكلمات، لا يعني إلا أن الحزب استطاع أن يجبر رئيس البرلمان، على اتخاذ صفته ورؤيته ومفاهيمه عن المدنية والعلمانية والدينية.
Advertisements
الجريدة الرسمية