رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد بهاء الدين يكتب: عطلة الأسبوع

أحمد بهاء الدين
أحمد بهاء الدين

تحت عنوان "أيام بلا تاريخ"، كتب الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين، في مجلة صباح الخير عام 1956، مقالا، قال فيه:

اليوم الأربعاء.. هو يوم إجازتي الأسبوعية من المجلة، وقد استيقظت كالعادة من نومى مبكرا، وبدأت اقرأ الصحف والمجلات وأنا في الفراش.

فلا فائدة، وعبثا تذهب جهودي وتمنياتي لكي لا أصحو مبكرا في يوم إجازتي الأسبوعية، هناك ناس لهم سيطرة عجيبة على نومهم... ينامون في أي لحظة، أما أنا فلا أستطيع.

ليست المسألة مسألة مشكلات ومشاغل، فليس صحيحا أنني لا أسيطر على نومي لأن رأسي مشغول بمسائل كثيرة.

إن التاريخ يروي عن نابليون الذي كان يدير إمبراطورية كثيرة المشكلات، بمفرده، أنه كان يقول للنوم كن فيكون حتى في الحرب، كان يعمل حساب لكل شيء، وأحيانا تبدأ المعركة ويجيء وقت نومه، فينزل عن جواده، ويفترش الأرض، وينام فلا يوقظونه إلا إذا انتهت المعركة، إلى هذا الحد كان نابليون مسيطرا على ذهنه حتى إن الأطباء قالوا عنه إن رأسه كأدراج المكتب كل مشكلة في درج.

أما أنا، فأنا أستيقظ في ساعة مبكرة يوم إجازتي بلا سبب، إننا نحن المصريين لا نعرف يوم الإجازة، فيه نوم وكسل وزخم ومشاجرات عائلية، أما البيت الأوروبي فيوم إجازته نشاط تغير فيه الأسرة روتين حياتها، فتخرج للنزهة مثلا.

يوم الأحد إجازة في أوروبا، وهو اليوم الذي يزيد فيه استهلاك البنزين لكثرة تحرك السيارات، وهو اليوم الذي تصدر فيه عشرات المجلات وتزيد الصحف من صفحاتها، أما في مصر فيوم الجمعة مثلا يوم كساد بالنسبة للصحف والمجلات فيهبط فيه توزيع الصحف اليومية.

في كل أسبوع أقرر أن أعمل مثل الأوروبيين.. لكن إجازتي يوم الأربعاء وليس لأي مخلوق مثلي إجازته في هذا اليوم.

الموظفون إجازتهم يوم الجمعة، الشركات يوم الأحد، الحلاقون يوم الإثنين، فلا أحد مثل إجازتي سوى محرري وعمال مجلة صباح الخير التي أرأس تحريرها.

أجرب أن أذهب بمفردي في نزهة إلى سفح الهرم أو شاطئ النيل، لكن بعد دقائق من تأمل الهرم أو النيل أجدني اقرأ في كتاب اصطحبه معى.. والقراءة معناها العمل، والتفكير فيه فساد للإجازة.
Advertisements
الجريدة الرسمية