رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كاتدرائية نوتردام.. كنز إنساني أكلته النيران.. بدأ بناؤها عام 1163م لتصبح كنيسة ملوك أوروبا.. جرس إيمانويل أشهر ما يميزها.. تستقبل 13 مليون سائح سنويا.. وتقرير أمريكي حذر من انهيارها قبل أشهر

فيتو

حالة من الأسف والحزن انتابت المجتمع الأوروبي، اليوم الإثنين، في أعقاب الحريق الضخم الذي اشتعل في كاتدرائية نوتردام التاريخية في العاصمة الفرنسية باريس.


وقال متحدث باسم إدارة الإطفاء إن حريقا اندلع في كاتدرائية نوتردام وسط العاصمة الفرنسية باريس بعد ظهر اليوم، وأمكن رؤية الدخان وهو يتصاعد من قمة الكاتدرائية التي ترجع للعصور الوسطى كما انتشرت ألسنة اللهب بجانب برجي الكاتدرائية.

1- موقع الكاتدرائية


تعد نوتردام الكاتدرائية الإبرشية لباريس تقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة على نهر السين أي في قلب باريس التاريخية.

ويمثل مبنى الكاتدرائية تحفة الفن والعمارة القوطية الذي ساد القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، ويعد من المعالم التاريخية في فرنسا ومثالا على الأسلوب القوطي الذي عرف باسم "إيل دوزانس"، وجاء ذكرها كمكان رئيسي للأحداث في رواية "أحدب نوتردام" للكاتب فيكتور هوجو، ويعود تاريخ إنشاء المبنى إلى العصور الوسطى.

تقوم كاتدرائية نوتردام في مكان بناء أول كنيسة مسيحية في باريس، وهي "بازيليك القديس استيفان" والتي كانت بدورها مبنية على أنقاض معبد جوبيتير الغالو- روماني.

2- الهندسة المعمارية

كنيسة نوتردام في باريس هي من المباني الأولى في العالم التي استخدمت الدواعم الطائرة، ولم يصمم المبنى بالأصل ليضم الدواعم الطائرة الموجودة حول الممر وصحن الكنيسة ولكن تمت إضافتها بعد أن بدأ البناء، وبدأت الكسور تحدث للجدران الرقيقة الموجودة في أعلاها مما دفع المهندسين المعماريين لبناء الدعائم في الكاتدرائية حول الجدران الخارجية، واستمر النمط كإضافات لاحقة، وتبلغ مساحة سطح الكاتدرائية الكلية 4800 م².

ووضعت العديد من التماثيل في الكاتدرائية بينها التماثيل "الجرغول" الشهيرة، المصممة لمياه الأمطار، وكانت التماثيل بالأصل ملونة كما كان معظمها في الخارج، لكن الطلاء تقشر فيما بعد مع الوقت.

يوجد في الكاتدرائية مكان ضيق للتسلق مكون من 387 درجة بشكل حلزوني، وعلى طول التسلق يمكن رؤية التماثيل والأجراس الأكثر شهرة في أرباع مغلقة، فضلا عن الرؤية المذهلة لمدينة باريس عند الوصول إلى الأعلى.

3- تاريخ الإنشاء

في عام 1160 بعد أن أصبحت الكنيسة في باريس "كنيسة الرعية من ملوك أوروبا"، اعتبر الأسقف السابق موريس دي سولي باريس كاتدرائية سانت إتيان (سانت ستيفن)، التي أنشئت في القرن الرابع، لا تليق بدورها النبيل، وقد هدمت بعد وقت قصير من توليه لقب "أسقف باريس"، وبدأ البناء في كنيسة نوتردام عام 1163 في عهد لويس السابع، وكرس الأسقف دي سولي معظم حياته والثروة للبناء في الكاتدرائية، واستغرق بناء الجوقة من 1163 حتى عام 1177 ومذبحا عاليا جديدا في عام 1182.

بعد وفاة الأسقف موريس دي سولي في 1196، خلفه أوديس دي سولي وأشرف على الانتهاء من أجنحة الكنيسة والصحن، التي أوشكت على الانتهاء في وقت وفاته في 1208. خلال هذه المرحلة، بنيت الواجهة الغربية أيضًا.

4- الأجراس

الكاتدرائية لديها 10 أجراس، أكبرها إيمانويل، يعود أصله إلى عام 1681، يقع في البرج الجنوبي ويزن ما يزيد قليلا عن 13 طنا ويتم استخدامه للاحتفال في ساعات من اليوم ومناسبات مختلفة.

وكانت الأجراس تتدلى مرة واحدة باليد قبل أن تسمح المحركات الكهربائية لهم بالتنقل دون العمل اليدوي، وعندما اكتشف أن حجم الأجراس يمكن أن يتسبب في اهتزاز المبنى بأكمله، مما يهدد سلامته الهيكلية، تم وقف استخدامها.

5- الملكية

بموجب قانون عام 1905، نوتردام دو باريس هي من بين 70 كنيسة تملكها الدولة الفرنسية، في حين أن المبنى نفسه مملوك للدولة، والكنيسة الكاثوليكية هي المستفيدة، ولها الحق الحصري في استخدامها لأغراض دينية إلى الأبد.

6- زائرو الكاتدرائية
وتستقبل الكاتدرائية نحو 13 مليون زائر سنويًا، وتحتوي على العديد من الآثار ذات أهمية دينية كبيرة للمسيحيين الكاثوليكيين، أهمها "إكليل الشوك" الذي يزعم كثيرون أنه الذي ارتداه عيسى المسيح.

يذكر أن حذر تقرير أمريكي نشرته قناة "CBS" في العشرين من مارس الماضي، من كارثة مرتقبة قد تتعرض لها كاتدرائية نوتردام، تتمثل في انهيار النصب المهيب الباقي منذ العصور الوسطى.

ودعمت القناة تقريرها بمجموعة من الصور تظهر انهيار أجزاء من المبنى التاريخي، مشيرة إلى سعي العديد من المؤسسات لجمع تبرعات بهدف ترميم الكاتدرائية.

وكشف التقرير أن سنوات من الأمطار والثلوج، أدت إلى تآكل دعامات وجدران الكاتدرائية، الأمر الذي يضعها تحت خطر الانهيار الكامل.

وعلق وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش، على انهيار برج الكاتدرائية قائلا إن وقوع الحريق أمر محزن جدا، بعدما تسبب في تدمير البرج التاريخي للكاتدرائية، التي تعد علامة مميزة ذات طابع خاص في فرنسا والعالم".

وأضاف: "هذا الأمر يمثل كارثة مروعة".
Advertisements
الجريدة الرسمية