رئيس التحرير
عصام كامل

محمود حافظ يكتب: صفحة من كتاب الحياة

محمود حافظ
محمود حافظ


"وإنما هكذا هي الحياة.. لوحة لاتتم، وأنشودة لا تكتمل.. وسيمفونية مبهجة أحيانًا.. وشجية أحيانًا.. وناقصة غالبًا.. لكن الأمل في الله، وفي رحمته لا ينقطع أبدًا".. (عبد الوهاب مطاوع). 

الحياة متقلبة، تتقلب في جميع الأوقات والظروف، وجميع أفراد المجتمع يراها من زاوية، وكل زاوية مختلفة عن الأخرى.

إذا فرحت افرح بلا حساب، وإذا حزنت ابكِ بلا حياء، وإذا وقعت في الحُب أحب بلا خجل.. أنت تعيش الحياة لنفسك، فلا تفقد حلاوتها بسبب نظرة الناس، ولا تجعل أعين الناس رقيبة على أفعالك.. لا تُسرف في الخوف من المستقبل ولا تبخل بجهدك على الحاضر ولا تتجاهل رسائل الماضي.. امضِ في حياتك وأنت متأكد من قدر نفسك جيدًا، وواثق في قدراتك ومواهبك التي منَّ الله عليك بها، فلا تستسلم لخور الإرادة، واستنهض همتك؛ فالكسل يؤدي إلى العجز، واليأس نهايته الفشل.

لا تتنازلْ مهما كانت الإغراءات، فعندما ينتشر الفساد وتكون الرشوة "تحت أي مسمى" أسلوب حياة، حين ترفض أن تتقاضى أموالهم المشبوهة ستكون في نظر المرتشين ذلك الشخص المخبول أو المجنون الأوحد في هذا العالم، فتقرر أن تصمد وتصمد كثيرًا لأنك تعلم أن أول رشوة سوف تقبلها ستكون بعدها مسخًا مثلهم.. وقتها ستكسب ودهم واحترامهم، أما إذا كنت متشبثًا بعقيدتك فستسير وحيدًا في هذا العالم لأنك تحافظ على قيمك ومبادئك، ستشعر بالضيق والحنق، وتظن أن هذا الطريق موحش لا يسلكه أحد سواك.. سينال منك التعب، وتشعر أن قواك بدأت تخور حتى يخيل إليك أنك تسبح وحيدًا ضد التيار.. إياك أن تتراجع فأنت على الطريق الصحيح. 

"لن تنجح دائمًا !!".. ضع هذه العبارة نصب عينيك، هناك شيء ستفشل فيه حتمًا لأن حركة المجتمع والدعاية والوجدان العام أقوى منك.. هناك أشياء سيكون من الأفضل لك ألا تقترب منها.. درج مغلق.. رسالة قديمة.. صندوق الذكريات.. وقلب أضناه البحث عن حُلمه، وهناك نقاطٌ يجب أن تتعلمها وتعيها جيدًا، ألا تثق كثيرًا بأحد.. أن تكتم ما تبقى من الألم بقلبك.. أثمن الدموع هي التي تنزل بصمت ولا يراها أحد.. لا تبح بأسرارك إلا لمن يستحقها، وإن من علامات النُضج أن تأتي لك فرصة للانتقام ولا تنتقم.

لا تحاول كثيرًا الاقتراب من اثنتين؛ "المعرفة الكاملة والحقيقة"؛ فكلاهما له ثمن باهظ جدًّا، لو اقتربت من الحقيقة أكثر من اللازم احترقت بها، ولن تتحمل لهيبها فتذوب وسط محيط ثائر، وكلما زادت معرفتك دفعت الثمن طردك من المجتمع، فالناس ستشعر حينها أنك غريب الأطوار، ولن يرغبوا في الاقتراب منك، وسيصدر الجميع حكمًا عليك بالنفي حتى تصير وحيدًا منبوذًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية