رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«حفتر» يكتب نهاية الطابور الخامس في ليبيا.. عسكريون عن تحركات «المشير» في طرابلس: كسر لشوكة الإرهاب وتأمين للحدود.. ودبلوماسيون: مواجهة حاسمة للدور القطري والتركي

حفتر
حفتر

«الحل العسكري» السيناريو الذي تأخر تنفيذه في ليبيا أشهر عدة، أملًا في أن تحقق المفاوضات واللقاءات بين الأطراف المتنازعة نتيجة تبعد ليبيا عن المواجهة، غير إن تأزم الموقف دفع بالأحداث دفعًا إلى اللجوء إلى هذا الحل ليتم وضع نقطة للسطر الأخير في صفحة «الأزمة الليبية».


«فيتو» ناقشت الوضع الراهن في ليبيا مع عدد من الخبراء العسكريين والدبلوماسيين السابقين، لا سيما وأن ما يحدث في ليبيا دائمًا تتأثر به مصر، وقدم الخبراء ما يمكن وصفه بـ«القراءة الواقعية» لما يحدث على الأراضي الليبية.

كسر شوكة الإرهاب
في البداية قال اللواء محمد الشهاوى، الخبير الإستراتيجي والعسكري: الجيش الليبي يستطيع كسر شوكة الإرهاب في ليبيا، وجعلها دولة مستقلة من جديد، وهناك 7 وزراء من حكومة طرابلس هربوا إلى تونس وتركيا، وهذا دليل على أن الجيش يحقق انتصارات غير مسبوقة للقضاء على الإرهاب.

وكشف «الشهاوي» أن ليبيا وحدها بها 1700 ميليشيا مسلحة وجماعات إرهابية، وهناك دول تقدم الدعم المادي واللوجستي لهذه الجماعات، لأنها لا تريد الاستقرار لها مثل قطر وتركيا، ووصول الجيش إلى طرابلس ضربة قاصمة لمعاقل الإرهاب واسترداد الأراضي المنهوبة، وأضاف: هناك دعم سياسي أوروبي ومصري لاستقرار ليبيا، وسيطرة الجيش على حدودها لأنها أكبر خطر يواجه أوروبا فهي المنفذ الرئيسي للهجرة غير الشرعية في المنطقة.

تأمين الحدود
في نفس السياق قال العقيد حاتم صابر، خبير الإرهاب الدولي: «الأمن القومي المصري مرتبط ارتباطًا كليًا بالأمن القومي الليبى، لأننا نشترك في 1200 كم من الحدود الغربية مع ليبيا، وهذا يتطلب مجهودا وتكاليف عالية لضبط الحدود، وعدم تسلل العناصر الإرهابية داخل مصر، وعدم وجود سيطرة ليبية يعني أن مصر تؤمن كل هذه الحدود بمفردها وهذا أمر مرهق وشاق».

وفيما يتعلق بالموقف الأوروبي مما يحدث حاليًا على الساحة الليبية، قال «حاتم»: الدول الأوروبية والغرب بشكل عام، من مصلحته عودة الاستقرار إلى ليبيا وبسط الجيش الليبى يده على زمام البلاد والقضاء على الإرهاب، غير إن هناك دولا ترفض تقدم الجيش وسيطرته مثل بريطانيا وتركيا التي تقوم بنهب ثروات الدولة الليبية عن طريق الجماعات الإرهابية وتصديرها إليها، إلا أن بقية الدول الغربية تدعم الجيش الليبي، وتساعده سياسيا للقضاء على الجماعات المسلحة مثل فرنسا وإيطاليا وباقي دول أوروبا.

تحركات دبلوماسية
وعلى صعيد التقييم الدبلوماسي للموقف أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التحركات العسكرية الحالية في ليبيا «مقلقة» خاصة في ظل وجود اتفاق مسبق بين الشرق الليبي بقيادة الجيش الوطني والمجلس الرئاسي برئاسة فائز السراج في الغرب، على إجراء انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة موحدة يمكنها العبور بالأزمات والقلاقل التي تشهدها البلاد إلى بر أمان يتيح لها تكوين دولة مستقرة، يمكنها الشروع في حل أزماتها والنهوض بالأوضاع المتردية التي تعاني منها ليبيا منذ سنوات.

وأوضح أن أهم العوامل التي دفعت بالمشير خليفة حفتر لخوض عملية عسكرية نحو طرابلس، يتمثل في حالة «فقدان الثقة» في الطرف الآخر، والاعتقاد بعدم امتلاكه لرؤية واضحة وجادة تحقق مصالح الأطراف المتصارعة، ما دفع الجيش الوطني الليبي للتحرك بقوة عسكرية للتعامل مع المسائل التي فشلت الحلول السياسية في التوصل إليها.

كما شدد الدبلوماسي السابق على ضرورة لجوء الأطراف الليبية بالكامل إلى حل شئونها داخليا دون السماح لأية أطراف خارجية بالتدخل، وإذا دعت الحاجة لتدخل أطراف خارجية، فتكون الجامعة العربية هي الحل الأول، لافتًا إلى ضرورة استبعاد اللجوء لقوى أجنبية من شأنها أن تفاقم من الأزمة الليبية كما كان الحال في التجارب السابقة لعمليات التدخل من جانب تلك القوى.

وعن الدور (القطري- التركي) في إشعال الأزمة الليبية ودعم الميليشيات بالسلاح والمال، قال بيومي: التحركات المشبوهة لقطر أصبحت «مفضوحة» والعالم بدأ يتحدث عن أدوارها المرتكزة على نشر الإرهاب في العالم بكل صراحة، ومهما طال الزمن بقطر لن تكبر عن حجمها فهي أصغر دولة عربية، ولن تستطيع شراء كل شيء بالفلوس»، ولا بد من تراجع أنشطتها الخبيثة إن آجلًا أو عاجلًا.

وفي نفس السياق قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: هناك أكثر من سيناريو يفسر التحرك العسكري لحفتر، أبرزها السيناريو الذي يتمثل في كون تلك التحركات رغم شكلها العسكري إلا أنها تحمل في طياتها تحركات سياسية بدليل اجتماع الأمين العام للأمم المتحدة مع حفتر، ووجود مؤشرات سابقة لدى الدول والمنظمات الكبرى تنبه لاحتمالية وجود تحرك عسكري للجيش الوطني الليبي.

وأضاف عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية: تحرك «حفتر» يحمل مؤشرا للضغط على الجانب الغربي عن طريق استخدام الضغط الشعبي للمواطنين الذين ضاق بهم الحال وجعلهم الصراع يعيشون في قلق، حيث يرى «حفتر» أنها الورقة الأهم لاستخدامها في الضغط للدفع نحو الاستجابة إلى مطالبه.

وشدد على ضرورة أن تكون العمليات العسكرية موجهة ضد الجماعات الإرهابية أو المتفق على كونها إرهابية، وتابع: دور قطر وتركيا في دعم الجماعات الإرهابية بالسلاح والمال معروف، ومن المتوقع أن يستمر خلال الفترة المقبلة لإعداد تلك الجماعات بالشكل اللازم لمواجهة قوات حفتر، فالجزائر والمغرب وتونس كانوا بمثابة أدوات ضغط على التحرك العسكري للجيش الوطني الليبي، ولكن مع سقوط النظام الجزائري والخلافات الحالية بين التيار الديني والمدني في تونس أعطى لحفتر مزيدًا من الحرية في التحرك دون ضغوط.
Advertisements
الجريدة الرسمية