رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في أنوار أركان الإسلام


الإسلام دين ومنهج ورسالة، حوت كل الفصائل والمكارم والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة، وفي إشارة جامعة إليه قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. ولقد وصفه الله تعالى بقوله: "ذلك الدين القيم".. والإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، ومن يأتي يوم القيامة بدين غيره لا يقبله الله منه.


وللإسلام قواعد وأسس، يقام عليها، أشار إليها النبي الكريم - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - بقوله: "بُني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا".

في هذا الحديث النبوي الشريف، أشار النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - إلى القواعد والأسس التي يُبنى عليها دين الإسلام، ولا قوامة للدين إلا بها، هذا وإذا نظرنا إلى الركن الأول المتعلق بالعقيدة والتوحيد والإقرار بوجود الله تعالى ووحدانيته، وأنه تعالى واحد أحد، فرد صمد، لا إله غيره، ولا رب سواه، وهو تعالى الذي ليس كمثله شيء، ولا ضد له، ولا ندّ له، ولا شبيه له، ولا شريك معه، وهو تعالى المتعالي في أسمائه وصفاته تقدست أسماؤه، وتنزهت صفاته، وتعاملت ذاته سبحانه عن الكيف والوصف والمعرفة والإحاطة والإدراك.

هو عز وجل الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء، وهو تعالى الذي يحيط ولا يُحاط، ولا تدركه الأبصار، ولا تحيط به العقول سبحانه.. سبحانه.. سبحانه..

هذا بالنسبة للشطر الأول من أول الأركان وكلمة التوحيد، وأما عن الشطر الثاني منها، وهو أن محمدا رسول الله، يتعلق بالإيمان به، وبما جاء به من النور والهدى، وإنه رسول الله ونبيه، والمكلف بإبلاغ رسالته عز وجل، وهذا الركن هو الركن الركين لأركان دين الإسلام الحنيف، وذلك لأنه متعلق بالعقيدة، وهي الأساس لسائر الأركان، وعلى إثرها تقام الأركان، ويعمل بمنهج الإسلام، وهو موجب لعبادة الله تعالى، واتباع الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - والأخذ والعمل بما جاء به في رسالته الكريمة التي ختم الله تعالى بها الرسالات السماوية.

وعن فضل هذه الكلمة، أي كلمة التوحيد، يقول - صلى الله عليه وسلم: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي، لا إله إلا الله".. ويقول أيضا: "لو وضعت لا إله إلا الله في كفة، والسموات السبع والأراضين السبع بما فيهن في كفة لرجحت بهن لا إله إلا الله".. ويقول أيضا: "أكثروا من لا إله إلا الله فإنها تهدم الذنوب هدما".. ويقول أيضا: "من قال لا إله إلا دخل الجنة"..

وقال أيضا: "إذا قال العبد لا إله إلا الله، تصعد الكلمة إلى الملأ الأعلى في مقام يسمى بمقال النداء، فيناديها رب الأرض والسماء، ويقول لها: ادخلي في واسع رحمتي، فتنطق الكلمة فتقول: ربي وعزتك وجلالك لن أدخل في رحمتك حتى تغفر لقائلي، فيقول لها سبحانه وتعالى: وعيوني وجلالي أنا الذي أجريتك على لسانه وإنّي قد غفرت له من قبل أن ينطق بكي".

وفي حوار بين الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - والصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال رسول الله: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة".. فقال أبا ذر: "وإن زنى أو سرق يارسول الله".. فقال: "وإن زنى أو سرق".. فأعادها أبا ذر ثلاث مرات.. فرد عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "دخل الجنة رغم أنف أبي ذر".

عزيزي القارئ كانت هذه نُبذة عن الركن الأول من أركان الإسلام الخمس، وإن شاء الله تعالى نتحدث في المقالات القادمة؛ عن صفات الله عز وجل وأسمائه وباقي الأركان..
Advertisements
الجريدة الرسمية