رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

برلماني عن ضم إسرائيل للجولان المحتلة: مش عايزين نضحك على نفسنا.. من إمته الجامعة العربية بتتحرك ؟

فيتو


  • الكلام لم يعد يجدي نفعا في الوقت الحالي
  • نحتاج قوة عربية أقوى من قدرات أمريكا وإسرائيل تستطيع هذه القوة تحرير كل الأراضي المحتلة
  • أحمد إمبابي: تحرير الأرض يحتاج قوة أكبر من أمريكا
  • الجولان مر على احتلالها 52 عاما وكل جهود تحريرها باءت بالفشل


فعلها "ترامب"، كما فعلها غيره من قبل، مُراهنًا على استمرار الضعف العربي، ومتجاهلًا النسخة الجديدة من القمة القمة العربية التي عُقدت مطلع الأسبوع الجاري في العاصمة التونسية.

على غرار "وعد بلفور"، الذي تم قبل قرن من الزمان، أعاد الرئيس الأمريكى السيناريو الآثم، واستبق التئام القمة العربية، باعتراف بلاده بما وصفه بـ"السيادة الكاملة" للكيان الصهيوني على مرتفعات الجولان السوري التي تتسم بأهمية أمنية كبيرة لإسرائيل، وتجسد كنزًا إستراتيجيًا لدمشق.

الإدانات العربية والعالمية التي أعقبت تلك الخطوة لم تغير من الواقع شيئًا، والقمة العربية كررت، كعادتها خلال 73 قمة ماضية، الإدانة والاستنكار، فيما يبقى البقاء في المنطقة العربية للأقوى والأكثر حُمقًا وغطرسة وجبروتًا.

ورغم التحديات الجسيمة التي واجهتها قبل انطلاقها، بدءًا من أزمة الجولان، مرورًا بالتصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، والحراك الجزائريّ الملتهب، واستعصاء الأزمة في اليمن، والاضطرابات الأمنية المتواصلة في ليبيا، وليس انتهاءً بالتدخلات الإيرانية في الشأن العربي، إلا أن القمة العربية، التي لم تعد أكثر من خطوة بروتوكولية موسمية، انتهت كما بدأت، ليبقى الحال على ما هو عليه، وعلى المتضرر أن يولى وجهه إلى السماء، انتظارًا لما لا يجيء.. ولن يجيء، ولتظل المنطقة العربية في حال من الغليان المتصاعد، ومطمعًا لكل من لا يقيم للعرب وزنًا.

انتزاع الجولان، التي تبلغ مساحتها 1800 كيلومتر، ويسكنها 20 ألف سورى، وفق هذا السيناريو المتكرر، يكشف الضعف العربى، ويمهد لسيناريوهات أكثر مأساوية، من جانب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ويوسع طموحات وأحلام إسرائيل في الأراضي الفلسطينية. وانتهاء القمة العربية بلا نتائج حقيقية على أرض الواقع يطرح السؤال المتجدد: متى يعلنون وفاة العرب؟!

في الحوار التالي.. نحاول استشراف مستقبل المنطقة العربية بعد اعتراف أمريكا بالسيادة الإسرائيلية على "الجولان"، ومعرفة كل السيناريوهات المحتملة...

"الكلام هيفيد بإيه؟".. هكذا لخص النائب أحمد إمبابي، وكيل لجنة الشئون العربية في مجلس النواب، التحركات إزاء القرار الأمريكي الأخير، بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أرض الجولان، وأوضح أنه منذ قرابة خمسين عاما مدة احتلال الجولان، والجميع يتكلم بدون أي فعل، قائلا: طالما التحرك مش هيتغير ومفيش غير الكلام يبقى مفيش أي حل لمشكلة الجولان"، وعن دور لجنة الشئون العربية، تساءل النائب.. ماذا في يد اللجنة أن تفعله غير إصدار التوصيات، ومن يمكنه إجبار أحد على الالتزام أو تنفيذ تلك التوصيات؟. وأوضح أن أرض الجولان محتلة وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981، وهو القرار الذي أكد عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، وغيرها من القرارات الدولية التي لم تعرها أمريكا أو إسرائيل أي اهتمام.. وإلى نص الحوار

كيف ستتحرك لجنة الشئون العربية في مجلس النواب جراء ما حدث للجولان واعتراف أمريكا بأنها تابع للسيادة الإسرائيلية؟
- ماذا يمكن أن تفعل اللجنة؟، الجولان مر على احتلالها أكثر من 52 عاما، وكل الجهود لتحريرها باءت بالفشل، أما اللجنة لن يكون لها دور في غير التوصيات.

وهل ترى أن لتوصيات اللجنة أي تأثير؟
- لم يعد للكلام أي تأثير مع إسرائيل وأمريكا، والدليل على ذلك، أن الجميع يتكلم منذ أكثر من خمسين عاما ولكن بلا فائدة، الكل يعترف بأن الجولان أرض سورية محتلة، بما في ذلك المجتمع الدولي، وعلى الرغم من ذلك إسرائيل وأمريكا تضربان بكل القرارات الشرعية عرض الحائط وتنفذان ما تريدان.

وماذا عن جامعة الدول العربية وموقفها وهل يمكن لها أن تتخذ قرارا موحدا في مواجهة كلا البلدين أمريكا وإسرائيل؟
- "مش عايزين نضحك على نفسنا".. الكلام لم يعد يجدي نفعا في الوقت الحالي، منذ متى والجامعة العربية تتحدث وتجتمع سواء في شأن هذه القضية أو حتى القضية الفلسطينية، والاحتلال ماضي في مخططاته ولا يجد من يردعه.

وما الحل إذن في مواجهة هيمنة أمريكا واستقراء إسرائيل بها؟
- الحل في تحرير الأرض.. أما الكلام سواء شجب أو إدانة ما تقوم به أمريكا في مساندة إسرائيل والاعتراف بسيادتها على أراض محتلة لن يكون له أي تأثير على الإطلاق.

وكيف يمكن تحرير هذه الأراضي؟
- نحن نحتاج قوة عربية أقوى من قدرات أمريكا وإسرائيل، تستطيع هذه القوة تحرير كل الأراضي المحتلة سواء الجولان السورية أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، الكلام لا يتوقف عن القضية الفلسطينية منذ سنوات وسنوات، والنتيجة كل يوم بناء مستوطنات وتعديات على الفلسطينيين، وأمريكا تفعل ما يحلو لها، وكل المواقف الدولية الرافضة لنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، لم تؤثر على الإطلاق في الموقف الأمريكي، ونفذت ما تريد ولم تعر أحدا أي اهتمام.

ولماذا لا تلتزم أمريكا وإسرائيل بالقرارات الدولية أو حتى النداءات من مختلف دول العالم؟
- كما ذكرت أن الحل في وجود قوة أقوى من أمريكا وإسرائيل، لذلك فهما يفعلان ما يحلو لهما، كونهما يعلمان علم اليقين أنه لا يمكن مواجهتهم.

هل يمكن الضغط للتراجع عن تلك القرارات؟
- لن تتراجع أمريكا عن قرارها في شأن فرض سيطرة إسرائيل على الجولان السورية.

وماذا على العرب أن يفعلوا؟
- في البداية تخرج سوريا من المأزق الداخلي، وانتهاء حالة الخلاف القائمة، وبعدها يمكن الحديث في شأن استعادة الأرض، ما دام النسيج الداخلي مهلهل فهذا يفتح الباب أمام القوى الخارجية في بسط سيطرتها وأن تفعل ما يحلو لها، لذلك علينا نبذ الخلافات وحل المشكلات الداخلية أولا، حتى يمكن أن نصبح قوة حقيقية تستطيع مواجهة القوى الخارجية التي تسعى للسيطرة على مقدرات الشعب العربي.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية