رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فراشة وسط المعابد.. «ندى» تنقل ثقافة «اليوجا» للصعيد بمساعدة «هندي» (فيديو)

فيتو

تتراقص كالفراشة، بكل مرونة ويسر، بحركات تصيب المحيطين بالذهول، بخفة ترفع قدميها عن الأرض، لتقف على أطراف أنامل يديها، تارة، ثم تقف على أطراف أصابع قدميها تارة أخرى، بكل ثقة وهدوء، متمردة على بنات جيلها بمحافظة الأقصر، مسيطرة على الكون بطريقتها الخاصة ليخضع لها، وتخضع له بحركات جسدها الرشيقة.


ندى نور، في العشرينيات من عمرها، فتاة صعيدية، فضلت أن تغرد خارج السرب، رافضة أن تعيش في قيود مجتمع صعيدي، يعامل منهم الكثير من المرأة على أنها كائن ناقص، لا يحق لها أن تحلم، لا يحق لها أن تسير إلا بالشروط التي فرضها عليها.

"من يمارس اليوجا وينتهجها طريقًا يُبقي عقله متوجهًا نحو الغاية العظمى التي ما بعدها غاية، أما الذي يعوزه التصميم فيظل عقله مشوشًا وأفكاره مشتتة مرتبكة إلى ما لا انتهاء"، هذا ما قاله "كريشنا الهندي"، أحد العظماء في الهند عن اليوجا، وهذا ما تراه "ندى": "أحبت اليوجا، لأنها رياضة مختلفة، وحرصت من البداية، إلى ممارسة اليوجا من خلال مشاهدات بسيطة على اليوتيوب، ومع الوقت زادت رغبتي لتعلم اليوجا بشكل احترافي"، تقرر "ندا"، بعدها التوجه إلى القاهرة على يد معلم هندي "يدعى سوهام"، حيث أصل اليوجا.

"إذا كنت تريد شيئًا ما، فإن الكون بأسره يتضافر ليوفر لك تحقيق رغبتك"، آمنت “الفتاة الصعيدية”، بهذه المقولة، وجعلتها طريقا لها لتكمل رحلتها في الحياة، مؤكدة “لا يوجد مستحيل أمام الإنسان إذا تمنى تحقيق أي شيء فهو قادر على تحقيقه".

من الوقوف على أطراف أصابع القدم، للوقوف على أطراف الأنامل، مرورا بالتأمل وإلقاء كل أحزانك خلف ظهرك، السير بظهر مستقيم، دون الانحناء، عدم التوتر والعصبية من أصغر الأمور، إلى الرزانة والهدوء والقدرة على التحكم في التنفس بشكل صحي، والتحكم في النفس، بعيدا عن التوتر كل هذه الأشياء تعلمتها ندا خلال رحلتها مع اليوجا.

200 ساعة على يد "هندي" معتمد تعلمت ندى اليوجا، في يناير 2018، بمبلغ يزيد على 10 آلاف جنيه، تركت كل شيء وراء ظهرها حتى عملها لمدة شهر لتتفرغ لتعلم وممارسة اليوجا.

ممارس اليوجا تعمل على تطهير النفس.. يهجر كل التعلقات الأنانية فيتحرر.. وإن عمل يدرك أن من يقوم بالعمل هو جسده وحواسه وعقله وإدراكه، تقول “ندى”: "اليوجا رياضة روحية، واعتمد في أدائها على الموازنة بين الجسد والروح والعقل، وذلك من خلال التأمل، ممارسة التمرينات الحركية، التحكم في تنظيم النفس، وميزتها أنها مناسبة لكل الفئات العمري للجنسين، وكل الأحجام والأوزان".

واكتسبت "ندى" من اليوجا قبول النفس، وجانبها الشخصي تطور بشكل كبير، من بينها القدرة على التحكم بالنفس داخليا.. "فليعمل ممارس اليوجا على التأمل وإحراز السلام الروحي، في مكان هادئ، في سكون عميق.. ليمسك بزمام فكره، قانعًا مطمئنًا في ذاته دون التفكير بالملذات”، التأمل يساعد ممارسي اليوجا على تصفية الذهن، دون السماح لمشكلات الحياة بالسيطرة عليك والتحكم فيك، والنضج في اتخاذ القرارات.

وعن موقف أسرتها من ممارستها لليوجا، قالت إن أسرتها لم تمانع لكنهم تعجبوا خاصة أن اليوجا رياضة غير متعارف عليها في صعيد مصر، مضيفة أن بعد مشاهدتهم لصورها كانوا يشعروا بالسعادة.

لم تتوقف "ندى" عن ممارسة اليوجا فقط، إنما تحول الأمر إلى دراسة لمعرفة أصل ممارسة اليوجا: "اليوجا رغم انها هندية إلا أنها وجدت رسوم ونقوش في المعابد الفرعونية مثل إحدي الراقصات الفرعونيات، وصورة لإيزيس، مما يجعلها تسعى للتأكد إن كانت هي هندية، أم فرعونية الأصل".

وعن مشروعية ممارسة اليوجا تقول "ندى نور”:" كل شيء في الدنيا قابل أن يكون حلال أو حرام، فاليوجا يمكن أن تكون حرام إذا كان الهدف منها التعبد للشمس، أو ممارستها كطقس ديني، لكن ممارستها كرياضة للياقة الجسدية، والنفسية".

وأمنية "ندا" السفر إلى الهند: "أتمنى أن أسافر إلى الهند، واسعى لعمل مركز تدريب لتعليم الفتيات ممارسة اليوجا، خاصة أن الكثير من أصدقائي يلجأون إليّ لتعلم اليوجا، خاصة بعد الصور التي تداولتها على صفحتها على فيس بوك".

Advertisements
الجريدة الرسمية