رئيس التحرير
عصام كامل

د. ريمون ميشيل يكتب: مفاهيم مغلوطة بين فتور العلاقات وتَبَدُل المشاعر

د. ريمون ميشيل
د. ريمون ميشيل


قد نحزن في بعض الأحيان حينما تصاب علاقاتنا بالفتور والضعف ونتساءل عن سبب حدوث هذا التكاسل والتراخي. علينا أن نطمئن أولًا، وندرك أن هذا أمر شائع وطبيعي قد نَمُر ونَشعُر به جميعًا في وقتٍ ما.

ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها دخول أطراف العلاقة في دائرة تسمى الاعتياد على الآخر، فيحدث كسل وتراخٍ وقلة تفكير واهتمام بالطرف الآخر، أو قد يحدث كنتيجة لانشغال العقل بأمور أخرى في تلك المرحلة، وكل هذا من الطبيعي أن يحدث معنا، ولكن علينا أن ننتبه أن فتور العلاقة هو بمثابة جرس تنبيه لإعادة تنشيط العلاقة مرة أخرى، وعلينا حينها بإعادة التفكير في نشاط جديد يجمعنا أو القيام بأي عمل مشترك من حين لآخر، حتى وإن كان بسيطًا، وهنا سرعان ما تنشط العلاقة، وتستعيد بريقها بقوة مرة أخرى، فمع أقرب فرصة عليك بابتكار مفاجأة جديدة تكسر بها النمط التقليدي وتخرج من دائرة الروتين المعتاد، وهذا الأمر من شأنه أن يجعلك تستمتع بثمار رائعة لعلاقة تدوم طويلًا ليسعدك العبير المريح لعطرها.

أما تَبَدُل المشاعر فيختلف تمامًا عن فتور العلاقة، وهذا الأمر يظهر بقوة في عدم وجود استجابة إيجابية نهائيًا من الطرف الآخر، بالرغم من كثرة المحاولات لإرضائه باستمرار، وهنا يجب علينا إما مراجعة الطريقة المتبعة لمعالجة الأمور، فقد يكون ما نفعل ليس الأمثل لحالتنا، وإما علينا إعادة النظر في العلاقة بأكملها حتى لا يضيع العمر في محاولات لن تأتي بجدوى لأي منا.
---------------------------------------
( * ) استشاري الصحة النفسية وكاتب في مجال العلوم الإنسانية
Advertisements
الجريدة الرسمية