رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إلى متى..


إلى متى تستحل وتستباح الأراضي والأعراض والدماء العربية، إلى متى يفرض الغرب سلطانه ونفوذه وهيمنته علينا.. إلى متى سنظل خانعين خاضعين مستسلمين ولا نملك الرد والدفاع عن أنفسنا وأعراضنا وأراضينا.. إلى متى، إلى متى..


يا سادة نحن نعيش في عالم تحكمه القوة ولا مكان فيه للضعيف، نحن في زمن التكتلات والهيمنة وفرض سطوة القوة والنفوذ.. وفي لحظة تأمل وتفكر فيما تمر به الأمتان الإسلامية والعربية، وما تعانيه غالبية شعوبهم من ضعف ومهانة ومذلة وفرقة وشتات وتشريد وجوع وفقر وغلاء وسوء أحوال في كل مجالات ومناحي الحياة، انظروا إلى حال الصحة والتعليم والثقافة والصناعة والزراعة وغيرها بعدما تكالبت علينا الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها..

وأحاطوا بنا من كل جانب، وخططوا ودبروا وتآمروا علينا في وقت نحن فيه كثر، ولكننا كما أخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأننا قد أصابنا الوهن، وهو حب الدنيا ومخافة الموت، في هذه اللحظة التأملية أجدني أتساءل لماذا وصلنا إلى هذه الأحوال السيئة المزرية الرديئة المؤلمة، ما هي الأسباب التي أدت بنا وأوصلتنا إلى هذا الحال، وهل هناك مخرج مما نحن فيه أم سيظل الحال قائم وربما نصل إلى الأسوء والأدهى والأمر؟

في الحقيقة الأسباب كثيرة ومتراكمة، الأصل فيها ابتعادنا عن منهج الله تعالى وشريعته وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى أثر ذلك ابتلانا الله بحكام وملوك وأمراء على مر سنوات عديدة لم يتقوا الله ولم يراعوه في أممهم وشعوبهم، كان كل همهم المحافظة على كراسيهم ودنياهم، وشغلوا بجمع الدنيا وحرصوا عليها، فخنعوا للغرب، وعاشوا تحت عباءتهم، ثم أننا انخدعنا بالحضارة الغربية..

فخلعنا أثواب عاداتنا وتقاليدنا وانقدنا كالعميان وراء حضارتهم المزيفة، التي تدعو إلى الحريات المغلوطة، والتي ضاعت فيها كل القيم الإنسانية النبيلة، واختلط فيها الحابل بالنابل، ووقعنا في شبكة التقليد الأعمى، فأهملنا أسباب القوة والمجد والعزة والرخاء والتي مصدرها ديننا الحنيف، فنبذنا كتابنا الكريم وتركنا سنة نبينا الكريم التي حوت كل أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وعلى أثر ذلك خلعنا أثواب التقوى الواقية المنجية المفرجة والموسعة للأرزاق كما جاء في قول الله تعالى: "ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب".

هذا ولقد أدركنا الخمس المهلكات التي أخبر عنها النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث الحديث الشريف: "يقول عبد الله بن عمر أقبل علينا رسول الله (ص) فقال: يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم".

للأسف الشديد هذا هو حالنا، وها هو كلام نبي الرحمة ورسول الهدى بنور نبوءته قد تحقق، ولكن الفرصة قائمة والباب مفتوح للرجوع إلى الله ورسوله بالتوبة الصادقة وعقد النية الخالصة على التمسك بهدي الحبيب صلى الله عليه وسلم، والعمل على أن نتوحد ونوحد الصف والكلمة، وعلينا أن ننبذ الخلافات ونعتصم بحبل الله جميعا، وعلينا أن نذيب أسباب الفرقة بين أصحاب المذاهب التي زرعها الصهاينة الملاعين، وأعداء الإنسانية والحياة..

هذا مع محاربة الفساد الذي استشرى وتفشى في مجتمعاتنا العربية. بقوة والقضاء على المفسدين. هذا مع الاستماع إلى العربي الحر الزعيم عبد الفتاح السيسي والإسراع في دعوته وتلبية ندائه بإقامة جيش عربي قوي موحد يستطيع أن يواجه ويدافع عن النفس والأرض والعرض والمقدسات.
Advertisements
الجريدة الرسمية