رئيس التحرير
عصام كامل

أرهق بيحن والسادات.. حكاية شيطان اتفاقية السلام بين مصر والاحتلال

فيتو

سلط تقرير إسرائيلي الضوء على مئير روزن، الذي كان المستشار القضائي لخارجية الاحتلال، خلال مفاوضات السلام مع مصر.


وأشار التقرير الذي نشر اليوم الأربعاء، في صحيفة "هاآرتس" العبرية، إلى أن روزن تدخل في أدق تفاصيل المفاوضات، ولم يتردد في قيادة المحادثات على شفا الانفجار.

محادثات القاهرة

وأضافت الصحيفة أنه في نوفمبر 1977، مباشرة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الراحل أنور السادات لإسرائيل، ذكرت الصحف تعيين مئير روزن كأحد الممثلين الإسرائيليين في محادثات القاهرة، مشيرة إلى أن هذه المحادثات كانت الحلقة الأولى في سلسلة المفاوضات، التي تم في نهايتها توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر في حديقة البيت الأبيض في 26 مارس 1979، والتي حلت هذا الأسبوع ذكرى 40 عامًا على توقيعها.

السلام البارد

ونوه إلى أن روزن الذي شغل فيما بعد منصب سفير إسرائيل في فرنسا والولايات المتحدة، وتوفى قبل أربع سنوات، قال بعد اتفاقية السلام: "وقعنا سلامًا باردًا مع مصر ونواجه أجيالًا تكره إسرائيل".

ولفت التقرير إلى أن التحدي القانوني الذي واجهه روزن أثناء محادثات السلام كان هائلًا: حتى ذلك الحين، وقعت اتفاقيات السلام عبر التاريخ بين الدول ذات السيادة، والتي تعترف بحقوق بعضها البعض، أما مصر، من ناحية أخرى، فلم تعترف بحق إسرائيل في الوجود حتى بعد الوصول إلى المحادثات.

الشرطى السيئ

وتابع: إن جميع الاتفاقيات السابقة الموقعة بين إسرائيل ومصر تشير إلى وقف القتال، أما هذه فكانت الأولى التي توقع فيها اتفاقية من أجل إقامة علاقات سلام.

وأوضحت أنه لعب روزن خلال المحادثات دور "الشرطي السيئ" لإسرائيل، لقد كان متشددًا لدرجة أنه كاد يؤدي بالمفاوضات إلى حافة الانفجار بسبب أنه كان يرى أن بعض النقاط تسبب الضرر لإسرائيل.

معاهدة السلام

في 26 مارس 1979 تم إبرام معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية، لتتوج اتفاقيات تم التوصل إليها العام السابق في قمة تاريخية في كامب ديفيد قرب واشنطن بين الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن. لتكون بذلك أول اتفاقية سلام بين الدولة العبرية ودولة عربية.

فقبل أربعين عاما وخلال حفل أشرف عليه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر لتنهي ثلاثة عقود من الحرب والنزاع، ولا تزال المعاهدة سارية حتى الآن.
بعد أن مرت ثلاثة أشهر دون التوقيع رسميا على معاهدة سلام، قرر بيجن تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة كما تنص عليه اتفاقات كامب ديفيد. ولإنقاذ معاهدة السلام زار كارتر البلدين.

وأثمرت جهوده في نهاية المطاف فوقع بيجن والسادات على المعاهدة في 26 مارس، خلال مراسم استغرقت عشر دقائق في البيت الأبيض وحضرها نحو ألفين شخصية بارزة.

وقال كارتر الذي وقع على المعاهدة بوصفه شاهدا: "لقد ربحنا أخيرا خطوة أولى باتجاه السلام، وخطوة أولى على طريق طويل وصعب.. وعلينا عدم التقليل من شأن العقبات التي لا تزال تقف أمامنا". وأشاد السادات بكارتر ووصفه بأنه "الرجل الذي صنع المعجزة".




الجريدة الرسمية