رئيس التحرير
عصام كامل

صواريخ الغلاف.. خطة «الدم والرصاص» لرفع المعاناة عن قطاع غزة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في وقت بدأت تهدأ فيه أجواء القتال بين الاحتلال الإسرائيلى وحركة حماس بعد وقف إطلاق النار، تسعى الأخيرة محاولة تحقيق مكاسب فلسطينية تحسب للمقاومة لأنها ترى أنه في الوقت الراهن الفرصة سانحة لإنهاء معاناة القطاع المريرة كون الأحداث تسبق الانتخابات الإسرائيلية بأيام قليلة وهى المقرر لها في التاسع من أبريل المقبل، لذا تدرك أن تل أبيب مهما كلفها الأمر لن تخوض عملية عسكرية قبل الانتخابات ضد القطاع.


رفع الحصار

وبالفعل رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الذي أصبح الآن يشعر أنه ضامن فوزه في الانتخابات المقبلة بعد الإعلان المخزي لـ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، واعترافه بسيادة دولة الاحتلال على الجولان، ما يجعل يجعل نتنياهو، يستعد فقط لفوزه بالانتخابات وليس لأى شيء آخر وخاصة لو كان مواجهة عسكرية لن تحمد عقباها.

أما حماس فرأت أنه لزامًا عليها أن تحقق مكاسب أكبر على الأرض لصالح المقاومة بهدف ورفع معاناة غزة بصوت الرصاص، لعل أبرزها رفع الحصار بشكل أوسع، وكادت مباحثات وقف إطلاق النار تنهار مع إصرار إسرائيل على أن توقف حماس جميع أنواع المظاهرات، بما فيها الإرباك الليلي ومسيرات الجمعة، لكن حماس فرضت شوطها على إسرائيل ورفضت وكذلك الفصائل.

الفلسطينية أن يشمل ذلك الاتفاق، كما أن حماس تريد أن يكون هناك هدوء مقابل الهدوء، وكذلك أكدت حماس أن وقف جميع أشكال المظاهرات مرتبط باتفاق أوسع وأشمل حول رفع الحصار.

مظاهرات السبت

في المقابل إسرائيل هي من وجدت نفسها غارقة لأنها تخشى من مظاهرات السبت التي تتزامن مع ذكرى تظاهرات العودة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه، سيحتفل الفلسطينيون بذكرى يوم الأرض وهذا يحسب للمقاومة التي أصرت على أن تسير خطتها وتظاهرات على النحو الذي كان مخطط له وهو ما رضخت له إسرائيل ولكن القلق ينتابها  من تداعيات تلك التظاهرات وهو ما ينذر أن إسرائيل ربما تتنازل إسرائيل أمام المقاومة خلال الفترة المقبلة حتى تمر الانتخابات على خير، كما دعت اللجنة التوجيهية إلى إضراب تجاري عام في قطاع غزة، ودعا الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس الشرقية وكذلك عرب إسرائيل إلى تنظيم مظاهرات في نفس اليوم عند نقاط الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي وشن إضراب عام.

سبق هذه الأجواء أن قصف لقوات الاحتلال الليلة الماضية قطاع غزة، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من محافظة رفح جنوب قطاع غزة، وأكد شهود عيان أن القصف الإسرائيلي على رفح أسفر عن تضرر عددا من منازل المواطنين وتعطل شبكة الكهرباء، بحسب قناة الأقصى التابعة لحماس.

هدوء حذر

لكن في الوقت الراهن تشهد المنطقة على حدود غزة هدوء حذر بعد وقف إطلاق النار، وأكدت حماس التوصل إلى اتفاق، لكن في إسرائيل تجنب المسئولون تأكيد التوصل إلى اتفاق مع حماس نظرا لعدم اعتراف إسرائيل بحركة حماس وبالتالي فهي لا تعترف رسميا بأي تفاهم يتم التوصل اليه حتى وإن كان بوساطة طرف ثالث، غير أن إعلان السلطات الإسرائيلية إعادة الحياة إلى طبيعتها في جنوب إسرائيل هو بمثابة إعلان ضمني عن مثل هذا الاتفاق.

وبذلك نجحت حركة حماس أن يكون هناك وقف لإطلاق النار ولكن بشروطها وليس بشروط إسرائيل، وفي الوقت نفسه أعلنت وسائل الإعلام العبرية صباح الأربعاء، عن انتظام الدراسة في المدارس بالبلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، مؤكدًا أن الدراسة في المدارس سيجري كالمعتاد، وذلك بعد ليلة من التصعيد وقصف طائرات الجيش لأهداف في غزة، وإطلاق صواريخ تجاه الغلاف.
الجريدة الرسمية